الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله [ ص: 322 ] آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل: لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رءوسكم ومقصرين قال قتادة : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، رأى في المنام ، أنه يدخل مكة على هذه الصفة ، فلما صالح قريشا بالحديبية ، ارتاب المنافقون ، حتى قال صلى الله عليه وسلم: (فما رأيت في هذا العام)

                                                                                                                                                                                                                                        ثم قال فعلم ما لم تعلموا فيه قولان:

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما: علم أن دخولها إلى سنة ولم تعلموه أنتم ، قاله الكلبي .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: علم أن بمكة رجالا مؤمنين ونساء مؤمنات لم تعلموهم; الآية.

                                                                                                                                                                                                                                        ثم قال فجعل من دون ذلك فتحا قريبا فيه قولان:

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما: أنه الصلح الذي جرى بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وقريش بالحديبية ، قاله مجاهد .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: فتح مكة ، قاله ابن زيد والضحاك .

                                                                                                                                                                                                                                        وفي قوله لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله ثلاثة أوجه:

                                                                                                                                                                                                                                        أحدها: أنه خارج مخرج الشرط والاستثناء.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: أنه ليس بشرط وإنما خرج مخرج الحكاية على عادة أهل الدين ، ومعناه لتدخلونه بمشيئة الله.

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: إن شاء الله في دخول جميعكم أو بعضكم ، ولأنه علم أن بعضهم يموت.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية