الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                قال ألقها يا موسى فألقاها فإذا هي حية تسعى

                                                                                                                                                                                                السعي : المشي بسرعة وخفة حركة .

                                                                                                                                                                                                فإن قلت : كيف ذكرت بألفاظ مختلفة : بالحية ، والجان ، والثعبان ؟

                                                                                                                                                                                                قلت : أما الحية : فاسم جنس ، يقع على الذكر والأنثى والصغير والكبير ، وأما الثعبان والجان : فبينهما تناف ؛ لأن الثعبان العظيم من الحيات ، والجان الدقيق ، وفي ذلك وجهان :

                                                                                                                                                                                                أحدهما : أنها كانت وقت انقلابها حية تنقلب حية صفراء دقيقة ، ثم تتورم ويتزايد جرمها حتى تصير ثعبانا ، فأريد بالجان أول حالها ، وبالثعبان مآلها .

                                                                                                                                                                                                الثاني : أنها كانت في شخص الثعبان وسرعة حركة الجان ؛ والدليل عليه قوله تعالى : فلما رآها تهتز كأنها جان [النمل :10 ] ، وقيل : كان لها عرف كعرف الفرس ، وقيل : كان بين لحييها أربعون ذراعا .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية