nindex.php?page=treesubj&link=28997_28195_30994_32022_34445nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=215واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين nindex.php?page=treesubj&link=28997_30612_32028_34130_34199nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=216فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون
الطائر إذا أراد أن ينحط للوقوع كسر جناحه وخفضه ، وإذا أراد أن ينهض للطيران رفع جناحه ، فجعل خفض جناحه عند الانحطاط مثلا في التواضع ولين الجانب ؛ ومنه قول بعضهم [من المتقارب ] :
وأنت الشهير بخفض الجناح . . . فلا تك في رفعه أجدلا
ينهاه عن التكبر بعد التواضع . فإن قلت : المتبعون للرسول هم المؤمنون ، والمؤمنون هم المتبعون للرسول ، فما قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=215لمن اتبعك من المؤمنين ؟ قلت : فيه وجهان : أن يسميهم قبل الدخول في الإيمان مؤمنين لمشارفتهم ذلك ، وأن يريد بالمؤمنين المصدقين بألسنتهم ، وهم صنفان : صنف صدق واتبع رسول الله فيما جاء به ، وصنف ما وجد منه إلا التصديق فحسب ، ثم إما أن يكونوا منافقين أو فاسقين ، والمنافق والفاسق لا يخفض لهما الجناح . والمعنى : من المؤمنين من عشيرتك وغيرهم ، يعني : أنذر قومك فإن اتبعوك وأطاعوك فاخفض لهم جناحك ، وإن عصوك ولم يتبعوك فتبرأ منهم ومن أعمالهم من الشرك بالله وغيره .
nindex.php?page=treesubj&link=28997_28195_30994_32022_34445nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=215وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28997_30612_32028_34130_34199nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=216فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ
الطَّائِرُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنْحَطَّ لِلْوُقُوعِ كَسَرَ جَنَاحَهُ وَخَفْضَهُ ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَنْهَضَ لِلطَّيَرَانِ رَفَعَ جَنَاحَهُ ، فَجَعَلَ خَفْضَ جَنَاحِهِ عِنْدَ الِانْحِطَاطِ مَثَلًا فِي التَّوَاضُعِ وَلِينِ الْجَانِبِ ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ بَعْضِهِمْ [مِنَ الْمُتَقَارِبِ ] :
وَأَنْتَ الشَّهِيرُ بِخَفْضِ الْجَنَاحِ . . . فَلَا تَكُ فِي رَفْعِهِ أَجْدَلَا
يَنْهَاهُ عَنِ التَّكَبُّرِ بَعْدَ التَّوَاضُعِ . فَإِنْ قُلْتَ : الْمُتَّبِعُونَ لِلرَّسُولِ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ ، وَالْمُؤْمِنُونَ هُمُ الْمُتَّبِعُونَ لِلرَّسُولِ ، فَمَا قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=215لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قُلْتُ : فِيهِ وَجْهَانِ : أَنْ يُسَمِّيَهُمْ قَبْلَ الدُّخُولِ فِي الْإِيمَانِ مُؤْمِنِينَ لِمُشَارَفَتِهِمْ ذَلِكَ ، وَأَنْ يُرِيدَ بِالْمُؤْمِنِينَ الْمُصَدِّقِينَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ، وَهُمْ صِنْفَانِ : صِنْفٌ صَدَّقَ وَاتَّبَعَ رَسُولَ اللَّهِ فِيمَا جَاءَ بِهِ ، وَصِنْفٌ مَا وُجِدَ مِنْهُ إِلَّا التَّصْدِيقُ فَحَسْبُ ، ثُمَّ إِمَّا أَنْ يَكُونُوا مُنَافِقِينَ أَوْ فَاسِقِينَ ، وَالْمُنَافِقُ وَالْفَاسِقُ لَا يُخْفَضُ لَهُمَا الْجَنَاحُ . وَالْمَعْنَى : مِنَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ عَشِيرَتِكَ وَغَيْرِهِمْ ، يَعْنِي : أَنْذِرْ قَوْمَكَ فَإِنِ اتَّبَعُوكَ وَأَطَاعُوكَ فَاخْفِضْ لَهُمْ جَنَاحَكَ ، وَإِنْ عَصَوْكَ وَلَمْ يَتَّبِعُوكَ فَتَبَرَّأْ مِنْهُمْ وَمِنْ أَعْمَالِهِمْ مِنَ الشِّرْكِ بِاللَّهِ وَغَيْرِهِ .