nindex.php?page=treesubj&link=28974_29747_31979_31980_31981_31982_31986_34163nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=45إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين nindex.php?page=treesubj&link=28974_31978_31984_31986_32010nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=46ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين nindex.php?page=treesubj&link=28974_29723_31979_31981_33679_34092_34104_34513nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=47قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون nindex.php?page=treesubj&link=28974_31978_31980_34180_34188_34304nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=48ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل nindex.php?page=treesubj&link=28974_28752_31978_31988_32417_34513nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=49ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين nindex.php?page=treesubj&link=28974_19860_28752_29778_31988_32026_34096_34172_34180_34513nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=50ومصدقا لما بين يدي من التوراة ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم وجئتكم بآية من ربكم فاتقوا الله وأطيعون nindex.php?page=treesubj&link=28974_28657_34189_34513nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=51إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم nindex.php?page=treesubj&link=31978 "المسيح": لقب من الألقاب المشرفة، كالصديق والفاروق، وأصله مشيحا بالعبرانية، ومعناه المبارك، كقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=31وجعلني مباركا أين ما كنت [مريم: 31] وكذلك "عيسى": معرب من أيشوع، ومشتقهما من المسح والعيس، كالراقم في الماء.
فإن قلت:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=45إذ قالت بم يتعلق؟ قلت: هو بدل من
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=42وإذ قالت الملائكة ويجوز أن يبدل من
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=44إذ [ ص: 559 ] يختصمون : على أن الاختصام والبشارة وقعا في زمان واسع، كما تقول: لقيته سنة كذا.
فإن قلت: لم قيل:
عيسى ابن مريم والخطاب
لمريم؟ قلت: لأن الأبناء ينسبون إلى الآباء لا إلى الأمهات، فأعلمت بنسبته إليها أنه يولد من غير أب فلا ينسب إلا إلى أمه، وبذلك فضلت واصطفيت على نساء العالمين.
فإن قلت: لم ذكر ضمير الكلمة؟ قلت: لأن المسمى بها مذكر.
فإن قلت: لم قيل: اسمه
المسيح عيسى ابن مريم، وهذه ثلاثة أشياء: الاسم منها
عيسى، وأما
المسيح والابن فلقب وصفة؟ قلت: الاسم للمسمى علامة يعرف بها ويتميز من غيره، فكأنه قيل: الذي يعرف به ويتميز ممن سواه مجموع هذه الثلاثة، "وجيها": حال من "كلمة" وكذلك قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=45ومن المقربين "ويكلم"
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=46ومن الصالحين أي: يبشرك به موصوفا بهذه الصفات، وصح انتصاب الحال من النكرة لكونها موصوفة، والوجاهة في الدنيا: النبوة والتقدم على الناس، وفي الآخرة الشفاعة وعلو الدرجة في الجنة، وكونه
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=88من المقربين رفعه إلى السماء وصحبته للملائكة، والمهد: ما يمهد للصبي من مضجعه، سمي بالمصدر، و
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=46في المهد : في محل النصب على الحال، "وكهلا": عطف عليه بمعنى: ويكلم الناس طفلا وكهلا، ومعناه: يكلم الناس في هاتين الحالتين كلام الأنبياء، من غير تفاوت بين حال الطفولة وحال الكهولة التي يستحكم فيها العقل ويستنبأ فيها الأنبياء، ومن بدع التفاسير أن قولها: "رب" نداء
لجبريل -عليه السلام- بمعنى يا سيدي.
"ونعلمه" عطف على يبشرك، أو على وجيها أو على يخلق، أو هو كلام مبتدأ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم nindex.php?page=showalam&ids=17191ونافع : (ويعلمه)، بالياء.
فإن قلت: علام تحمل: و"رسولا" و"مصدقا" من المنصوبات المتقدمة، وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=49أني قد جئتكم ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=3لما بين يديه : يأبى حمله عليها؟ قلت: هو من المضائق، وفيه وجهان:
أحدهما أن يضمر له "وأرسلت" على إرادة القول; تقديره: ونعلمه الكتاب والحكمة، ويقول: أرسلت رسولا بأني قد جئتكم،
[ ص: 560 ] ومصدقا لما بين يدي.
والثاني أن الرسول والمصدق فيهما معنى النطق، فكأنه قيل: وناطقا بأني قد جئتكم، وناطقا بأني أصدق ما بين يدي.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15507اليزيدي : (ورسول): عطفا على كلمة
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=49أني قد جئتكم : أصله أرسلت بأني قد جئتكم، فحذف الجار وانتصب بالفعل، و
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=49أني أخلق : نصب بدل من
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=49أني قد جئتكم : أو جر بدل من (آية) أو رفع على: هي أني أخلق لكم، وقرئ: (إني) بالكسر على الاستئناف، أي: أقدر لكم شيئا مثل صورة الطير
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=49فأنفخ فيه الضمير للكاف، أي: في ذلك الشيء المماثل لهيئة الطير،
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=49فيكون طيرا : فيصير طيرا كسائر الطيور حيا طيارا، وقرأ
عبد الله : (فأنفخها) قال [من البسيط]:
كالهبرقي تنحى ينفخ الفحما
وقيل: لم يخلق غير الخفاش.
"الأكمه": الذي ولد أعمى، وقيل: هو الممسوح العين، ويقال: لم يكن في هذه الأمة أكمه غير
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة بن دعامة السدوسي صاحب التفسير، وروي أنه ربما اجتمع عليه خمسون ألفا من المرضى، من أطاق منهم أتاه، ومن لم يطق أتاه
عيسى، وما كانت مداواته إلا بالدعاء وحده، وكرر،
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=49بإذن الله دفعا لوهم من توهم فيه اللاهوتية.
وروي أنه أحيا
سام بن نوح وهم ينظرون، فقالوا: هذا سحر فأرنا آية، فقال: يا فلان أكلت كذا، ويا فلان خبئ لك كذا.
وقرئ: (تذخرون) بالذال والتخفيف، "ولأحل": رد على قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=50بآية من ربكم أي: جئتكم بآية من ربكم، ولأحل لكم، ويجوز أن يكون "مصدقا" مردودا عليه أيضا، أي: جئتكم بآية وجئتكم مصدقا.
وما حرم الله عليهم في شريعة
موسى: الشحوم والثروب ولحوم الإبل، والسمك، وكل ذي ظفر، فأحل لهم
عيسى بعض ذلك، قيل: أحل لهم من السمك والطير ما لا صيصية له، واختلفوا في إحلاله لهم السبت، وقرئ: (حرم عليكم) على
[ ص: 561 ] تسمية الفاعل، وهو (ما بين يدي من التوراة)، أو الله عز وجل، أو
موسى -عليه السلام- لأن ذكر التوراة دل عليه، ولأنه كان معلوما عندهم، وقرئ: (حرم) بوزن كرم.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=50وجئتكم بآية من ربكم شاهدة على صحة رسالتي وهي قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=51إن الله ربي وربكم : لأن جميع الرسل كانوا على هذا القول لم يختلفوا فيه، وقرئ بالفتح على البدل من "آية" وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=50فاتقوا الله وأطيعون اعتراض.
فإن قلت: كيف جعل هذا القول آية من ربه؟ قلت: لأن الله تعالى جعله له علامة يعرف بها أنه رسول كسائر الرسل، حيث هداه للنظر في أدلة العقل والاستدلال، ويجوز أن يكون تكريرا لقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=49جئتكم بآية من ربكم أي: جئتكم بآية بعد أخرى مما ذكرت لكم، من خلق الطير، والإبراء، والإحياء، والإنباء بالخفايا، وبغيره من ولادتي بغير أب، ومن كلامي في المهد، ومن سائر ذلك.
وقرأ
عبد الله : (وجئتكم بآيات من ربكم) فاتقوا الله لما جئتكم به من الآيات، وأطيعوني فيما أدعوكم إليه.
ثم ابتدأ فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=51إن الله ربي وربكم ومعنى قراءة من فتح: ولأن الله ربي وربكم فاعبدوه، كقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=106&ayano=1لإيلاف قريش .....
nindex.php?page=tafseer&surano=106&ayano=3فليعبدوا [قريش: 1 - 3] ويجوز أن يكون المعنى: وجئتكم بآية على أن الله ربي وربكم وما بينهما اعتراض.
nindex.php?page=treesubj&link=28974_29747_31979_31980_31981_31982_31986_34163nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=45إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمُ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28974_31978_31984_31986_32010nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=46وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلا وَمِنَ الصَّالِحِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28974_29723_31979_31981_33679_34092_34104_34513nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=47قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ nindex.php?page=treesubj&link=28974_31978_31980_34180_34188_34304nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=48وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ nindex.php?page=treesubj&link=28974_28752_31978_31988_32417_34513nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=49وَرَسُولا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنْ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنَّ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28974_19860_28752_29778_31988_32026_34096_34172_34180_34513nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=50وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنَ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ nindex.php?page=treesubj&link=28974_28657_34189_34513nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=51إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ nindex.php?page=treesubj&link=31978 "الْمَسِيحُ": لَقَبٌ مِنَ الْأَلْقَابِ الْمُشَرَّفَةِ، كَالصِّدِّيقِ وَالْفَارُوقِ، وَأَصْلُهُ مَشِيحَا بِالْعِبْرَانِيَّةِ، وَمَعْنَاهُ الْمُبَارَكُ، كَقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=31وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ [مَرْيَمَ: 31] وَكَذَلِكَ "عِيسَى": مُعَرَّبٌ مِنْ أَيْشُوعَ، وَمُشْتَقُّهُمَا مِنَ الْمَسْحِ وَالْعِيسِ، كَالرَّاقِمِ فِي الْمَاءِ.
فَإِنْ قُلْتَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=45إِذْ قَالَتِ بِمَ يَتَعَلَّقُ؟ قُلْتُ: هُوَ بَدَلٌ مِنْ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=42وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ وَيَجُوزُ أَنْ يُبْدَلَ مِنْ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=44إِذْ [ ص: 559 ] يَخْتَصِمُونَ : عَلَى أَنَّ الِاخْتِصَامَ وَالْبِشَارَةَ وَقَعَا فِي زَمَانٍ وَاسِعٍ، كَمَا تَقُولُ: لَقِيتُهُ سَنَةَ كَذَا.
فَإِنْ قُلْتَ: لِمَ قِيلَ:
عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَالْخِطَابُ
لِمَرْيَمَ؟ قُلْتُ: لِأَنَّ الْأَبْنَاءَ يُنْسَبُونَ إِلَى الْآبَاءِ لَا إِلَى الْأُمَّهَاتِ، فَأُعْلِمَتْ بِنِسْبَتِهِ إِلَيْهَا أَنَّهُ يُولَدُ مِنْ غَيْرِ أَبٍ فَلَا يُنْسَبُ إِلَّا إِلَى أُمِّهِ، وَبِذَلِكَ فُضِّلَتْ وَاصْطُفِيَتْ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ.
فَإِنْ قُلْتَ: لِمَ ذُكِّرَ ضَمِيرُ الْكَلِمَةِ؟ قُلْتُ: لِأَنَّ الْمُسَمَّى بِهَا مُذَكَّرٌ.
فَإِنْ قُلْتَ: لِمَ قِيلَ: اسْمُهُ
الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، وَهَذِهِ ثَلَاثَةُ أَشْيَاءَ: الِاسْمُ مِنْهَا
عِيسَى، وَأَمَّا
الْمَسِيحُ وَالِابْنُ فَلَقَبٌ وَصِفَةٌ؟ قُلْتُ: الِاسْمُ لِلْمُسَمَّى عَلَامَةٌ يُعْرَفُ بِهَا وَيَتَمَيَّزُ مِنْ غَيْرِهِ، فَكَأَنَّهُ قِيلَ: الَّذِي يُعْرَفُ بِهِ وَيَتَمَيَّزُ مِمَّنْ سِوَاهُ مَجْمُوعُ هَذِهِ الثَّلَاثَةِ، "وَجِيهًا": حَالٌ مِنْ "كَلِمَةٍ" وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=45وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ "وَيُكَلِّمُ"
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=46وَمِنَ الصَّالِحِينَ أَيْ: يُبَشِّرُكِ بِهِ مَوْصُوفًا بِهَذِهِ الصِّفَاتِ، وَصَحَّ انْتِصَابُ الْحَالِ مِنَ النَّكِرَةِ لِكَوْنِهَا مَوْصُوفَةً، وَالْوَجَاهَةُ فِي الدُّنْيَا: النُّبُوَّةُ وَالتَّقَدُّمُ عَلَى النَّاسِ، وَفِي الْآخِرَةِ الشَّفَاعَةُ وَعُلُوُّ الدَّرَجَةِ فِي الْجَنَّةِ، وَكَوْنُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=88مِنَ الْمُقَرَّبِينَ رَفْعُهُ إِلَى السَّمَاءِ وَصُحْبَتُهُ لِلْمَلَائِكَةِ، وَالْمَهْدُ: مَا يُمَهَّدُ لِلصَّبِيِّ مِنْ مَضْجَعِهِ، سُمِّيَ بِالْمَصْدَرِ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=46فِي الْمَهْدِ : فِي مَحَلِّ النَّصْبِ عَلَى الْحَالِ، "وَكَهْلًا": عَطْفٌ عَلَيْهِ بِمَعْنَى: وَيُكَلِّمُ النَّاسَ طِفْلًا وَكَهْلًا، وَمَعْنَاهُ: يُكَلِّمُ النَّاسَ فِي هَاتَيْنِ الْحَالَتَيْنِ كَلَامَ الْأَنْبِيَاءِ، مِنْ غَيْرِ تَفَاوُتٍ بَيْنَ حَالِ الطُّفُولَةِ وَحَالِ الْكُهُولَةِ الَّتِي يَسْتَحْكِمُ فِيهَا الْعَقْلُ وَيُسْتَنْبَأُ فِيهَا الْأَنْبِيَاءُ، وَمِنْ بِدَعِ التَّفَاسِيرِ أَنَّ قَوْلَهَا: "رَبِّ" نِدَاءٌ
لِجِبْرِيلَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- بِمَعْنَى يَا سَيِّدِي.
"وَنُعَلِّمُهُ" عَطْفٌ عَلَى يُبَشِّرُكِ، أَوْ عَلَى وَجِيهًا أَوْ عَلَى يَخْلُقُ، أَوْ هُوَ كَلَامٌ مُبْتَدَأٌ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عَاصِمٌ nindex.php?page=showalam&ids=17191وَنَافِعٌ : (وَيُعَلِّمُهُ)، بِالْيَاءِ.
فَإِنْ قُلْتَ: عَلَامَ تَحْمِلُ: وَ"رَسُولًا" وَ"مُصَدِّقًا" مِنَ الْمَنْصُوبَاتِ الْمُتَقَدِّمَةِ، وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=49أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=3لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ : يَأْبَى حَمْلَهُ عَلَيْهَا؟ قُلْتُ: هُوَ مِنَ الْمَضَائِقِ، وَفِيهِ وَجْهَانِ:
أَحَدُهُمَا أَنْ يُضْمَرَ لَهُ "وَأُرْسِلْتُ" عَلَى إِرَادَةِ الْقَوْلِ; تَقْدِيرُهُ: وَنُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ، وَيَقُولُ: أُرْسِلْتُ رَسُولًا بِأَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ،
[ ص: 560 ] وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ.
وَالثَّانِي أَنَّ الرَّسُولَ وَالْمُصَدِّقُ فِيهِمَا مَعْنَى النُّطْقِ، فَكَأَنَّهُ قِيلَ: وَنَاطِقًا بِأَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ، وَنَاطِقًا بِأَنِّي أُصَدِّقُ مَا بَيْنَ يَدَيَّ.
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15507الْيَزِيدِيُّ : (وَرَسُولٍ): عَطْفًا عَلَى كَلِمَةٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=49أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ : أَصْلُهُ أُرْسِلْتُ بِأَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ، فَحُذِفَ الْجَارُّ وَانْتُصِبَ بِالْفِعْلِ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=49أَنِّي أَخْلُقُ : نَصْبُ بَدَلٍ مِنْ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=49أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ : أَوْ جَرُّ بَدَلٍ مِنْ (آيَةٍ) أَوْ رَفْعٌ عَلَى: هِيَ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ، وَقُرِئَ: (إِنِّي) بِالْكَسْرِ عَلَى الِاسْتِئْنَافِ، أَيْ: أُقَدِّرُ لَكُمْ شَيْئًا مِثْلَ صُورَةِ الطَّيْرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=49فَأَنْفُخُ فِيهِ الضَّمِيرُ لِلْكَافِ، أَيْ: فِي ذَلِكَ الشَّيْءِ الْمُمَاثِلِ لِهَيْئَةِ الطَّيْرِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=49فَيَكُونُ طَيْرًا : فَيَصِيرُ طَيْرًا كَسَائِرِ الطُّيُورِ حَيَّا طَيَّارًا، وَقَرَأَ
عَبْدُ اللَّهِ : (فَأَنْفُخُهَا) قَالَ [مِنَ الْبَسِيطِ]:
كَالْهَبْرَقِيِّ تَنَحَّى يَنْفُخُ الْفَحْمَا
وَقِيلَ: لَمْ يَخْلُقْ غَيْرَ الْخُفَّاشِ.
"الْأَكْمَهَ": الَّذِي وُلِدَ أَعْمَى، وَقِيلَ: هُوَ الْمَمْسُوحُ الْعَيْنِ، وَيُقَالُ: لَمْ يَكُنْ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ أَكْمَهُ غَيْرَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ بْنِ دِعَامَةَ السَّدُوسِيِّ صَاحِبِ التَّفْسِيرِ، وَرُوِيَ أَنَّهُ رُبَّمَا اجْتَمَعَ عَلَيْهِ خَمْسُونَ أَلْفًا مِنَ الْمَرْضَى، مَنْ أَطَاقَ مِنْهُمْ أَتَاهُ، وَمَنْ لَمْ يُطِقْ أَتَاهُ
عِيسَى، وَمَا كَانَتْ مُدَاوَاتُهُ إِلَّا بِالدُّعَاءِ وَحْدَهُ، وَكُرِّرَ،
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=49بِإِذْنِ اللَّهِ دَفْعًا لِوَهْمِ مَنْ تَوَهَّمَ فِيهِ اللَّاهُوتِيَّةَ.
وَرُوِيَ أَنَّهُ أَحْيَا
سَامَ بْنَ نُوحٍ وَهُمْ يَنْظُرُونَ، فَقَالُوا: هَذَا سِحْرٌ فَأَرِنَا آيَةً، فَقَالَ: يَا فُلَانُ أَكَلْتَ كَذَا، وَيَا فُلَانُ خُبِّئَ لَكَ كَذَا.
وَقُرِئَ: (تَذْخَرُونَ) بِالذَّالِ وَالتَّخْفِيفِ، "وَلِأُحِلَّ": رَدٌّ عَلَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=50بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَيْ: جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ، وَلِأُحِلَّ لَكُمْ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ "مُصَدِّقًا" مَرْدُودًا عَلَيْهِ أَيْضًا، أَيْ: جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ وَجِئْتُكُمْ مُصَدِّقًا.
وَمَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فِي شَرِيعَةِ
مُوسَى: الشُّحُومُ وَالثُّرُوبُ وَلُحُومُ الْإِبِلِ، وَالسَّمَكُ، وَكُلُّ ذِي ظُفْرٍ، فَأَحَلَّ لَهُمْ
عِيسَى بَعْضَ ذَلِكَ، قِيلَ: أَحَلَّ لَهُمْ مِنَ السَّمَكِ وَالطَّيْرِ مَا لَا صِيصِيَةَ لَهُ، وَاخْتَلَفُوا فِي إِحْلَالِهِ لَهُمُ السَّبْتَ، وَقُرِئَ: (حَرَّمَ عَلَيْكُمْ) عَلَى
[ ص: 561 ] تَسْمِيَةِ الْفَاعِلِ، وَهُوَ (مَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ)، أَوِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، أَوْ
مُوسَى -عَلَيْهِ السَّلَامُ- لِأَنَّ ذِكْرَ التَّوْرَاةِ دَلَّ عَلَيْهِ، وَلِأَنَّهُ كَانَ مَعْلُومًا عِنْدَهُمْ، وَقُرِئَ: (حَرُمَ) بِوَزْنِ كَرُمَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=50وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ شَاهِدَةٍ عَلَى صِحَّةِ رِسَالَتِي وَهِيَ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=51إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ : لِأَنَّ جَمِيعَ الرُّسُلِ كَانُوا عَلَى هَذَا الْقَوْلِ لَمْ يَخْتَلِفُوا فِيهِ، وَقُرِئَ بِالْفَتْحِ عَلَى الْبَدَلِ مِنْ "آيَةٍ" وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=50فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ اعْتِرَاضٌ.
فَإِنْ قُلْتَ: كَيْفَ جُعِلَ هَذَا الْقَوْلُ آيَةً مِنْ رَبِّهِ؟ قُلْتُ: لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَهُ لَهُ عَلَامَةً يَعْرِفُ بِهَا أَنَّهُ رَسُولٌ كَسَائِرِ الرُّسُلِ، حَيْثُ هَدَاهُ لِلنَّظَرِ فِي أَدِلَّةِ الْعَقْلِ وَالِاسْتِدْلَالِ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ تَكْرِيرًا لِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=49جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَيْ: جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ بَعْدَ أُخْرَى مِمَّا ذَكَرْتُ لَكُمْ، مِنْ خَلْقِ الطَّيْرِ، وَالْإِبْرَاءِ، وَالْإِحْيَاءِ، وَالْإِنْبَاءِ بِالْخَفَايَا، وَبِغَيْرِهِ مِنْ وِلَادَتِي بِغَيْرِ أَبٍ، وَمِنْ كَلَامِي فِي الْمَهْدِ، وَمِنْ سَائِرِ ذَلِكَ.
وَقَرَأَ
عَبْدُ اللَّهِ : (وَجِئْتُكُمْ بِآيَاتٍ مِنْ رَبِّكُمْ) فَاتَّقُوا اللَّهَ لِمَا جِئْتُكُمْ بِهِ مِنَ الْآيَاتِ، وَأَطِيعُونِي فِيمَا أَدْعُوكُمْ إِلَيْهِ.
ثُمَّ ابْتَدَأَ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=51إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ وَمَعْنَى قِرَاءَةِ مَنْ فَتَحَ: وَلِأَنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ، كَقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=106&ayano=1لإِيلافِ قُرَيْشٍ .....
nindex.php?page=tafseer&surano=106&ayano=3فَلْيَعْبُدُوا [قُرَيْشٍ: 1 - 3] وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى: وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ عَلَى أَنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ وَمَا بَيْنَهُمَا اعْتِرَاضٌ.