الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم

                                                                                                                                                                                                وكيف تكفرون : معنى الاستفهام فيه الإنكار والتعجيب، والمعنى: من أين يتطرق إليكم الكفر والحال أن آيات الله وهي القرآن المعجز تتلى عليكم على لسان الرسول غضة طرية، وبين أظهركم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينبهكم ويعظكم ويزيح شبهكم؟! ومن يعتصم [ ص: 600 ] بالله ومن يتمسك بدينه، ويجوز أن يكون حثا لهم على الالتجاء إليه في دفع شرور الكفار ومكايدهم فقد هدي فقد حصل له الهدى لا محالة، كما تقول: إذا جئت فلانا فقد أفلحت، كأن الهدى قد حصل فهو يخبر عنه حاصلا، ومعنى التوقع في "قد" ظاهر؛ لأن المعتصم بالله متوقع للهدى، كما أن قاصد الكريم متوقع للفلاح عنده.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية