nindex.php?page=treesubj&link=29013_29680_30351_30387_30415_34134_34513nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=22ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير nindex.php?page=treesubj&link=29013_28723_29694_30513_30610_34134_34508nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=22ترى الظالمين في الآخرة "مشفقين" خائفين خوفا شديدا أرق قلوبهم
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=22مما كسبوا من السيئات،
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=22وهو واقع بهم يريد: ووباله واقع بهم وواصل إليهم لا بد لهم منه، أشفقوا أو لم يشفقوا. كأن روضة جنة المؤمن أطيب بقعة فيها وأنزهها.
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=22عند ربهم منصوب بالظرف لا بـ "يشاءون". قرئ: (يبشر) من بشره، ويبشر من أبشره، ويبشر، من بشره. والأصل: ذلك الثواب الذي يبشر الله به عباده، فحذف الجار، كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=155واختار موسى قومه [الأعراف: 155] ثم حذف الراجع إلى الموصول، كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=41أهذا الذي بعث الله رسولا [الفرقان: 41] أو ذلك التبشير الذي يبشره الله عباده. روي أنه
[ ص: 404 ] اجتمع المشركون في مجمع لهم فقال بعضهم لبعض: أترون
محمدا يسأل على ما يتعاطاه أجرا؟ فنزلت الآية:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23إلا المودة في القربى يجوز أن يكون استثناء متصلا، أي: لا أسألكم أجرا إلا هذا، وهو أن تودوا أهل قرابتي، ولم يكن هذا أجرا في الحقيقة; لأن قرابته قرابتهم، فكانت صلتهم لازمة لهم في المروءة. ويجوز أن يكون منقطعا، أي: لا أسألكم أجرا قط، ولكنني أسألكم أن تودوا قرابتي الذين هم قرابتكم ولا تؤذوهم. فإن قلت: هلا قيل: إلا مودة القربى، أو إلا المودة للقربى. وما معنى قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23إلا المودة في القربى [الشورى: 23]؟ قلت: جلعوا مكانا للمودة ومقرا لها، كقولك: لي في آل فلان مودة، ولي فيهم هوى وحب شديد، تريد: أحبهم وهم مكان حبي ومحله، وليست "في" بصلة للمودة، كاللام إذا قلت: إلا المودة للقربى. إنما هي متعلقة بمحذوف تعلق الظرف به في قولك: المال في الكيس. وتقديره: إلا المودة ثابتة في القربى ومتمكنة فيها. والقربى: مصدر كالزلفى والبشرى، بمعنى: قرابة. والمراد في أهل القربى. وروي
nindex.php?page=hadith&LINKID=3503181أنها لما نزلت قيل: يا رسول الله، من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال: " nindex.php?page=showalam&ids=8علي nindex.php?page=showalam&ids=129وفاطمة وابناهما" ويدل عليه ما روي
عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه : شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حسد الناس لي. فقال: "أما ترضى أن تكون رابع أربعة: أول من يدخل الجنة أنا وأنت nindex.php?page=showalam&ids=35والحسن nindex.php?page=showalam&ids=17والحسين ، وأزواجنا عن أيماننا وشمائلنا، وذريتنا خلف أزواجنا". وعن
[ ص: 405 ] النبي صلى الله عليه وسلم:
"حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وآذاني في عترتي، ومن اصطنع صنيعة إلى أحد من ولد عبد المطلب ولم يجازه عليها فأنا أجازيه عليها غدا إذا لقيني يوم القيامة" وروي:
nindex.php?page=hadith&LINKID=105188أن الأنصار قالوا: فعلنا وفعلنا، كأنهم افتخروا، فقال nindex.php?page=showalam&ids=18عباس أو nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما: لنا الفضل عليكم، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتاهم في مجالسهم فقال: "يا معشر الأنصار، ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله بي"؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: "ألم تكونوا ضلالا فهداكم الله بي"؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: "أفلا تجيبونني"؟ قالوا: ما نقول يا رسول الله؟ قال: "ألا تقولون: ألم يخرجك قومك فآويناك؟ أو لم يكذبوك فصدقناك؟ أولم يخذلوك فنصرناك؟" قال: فما زال يقول حتى جثوا على الركب وقالوا: أموالنا وما في أيدينا لله ولرسوله. فنزلت الآية. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من مات على حب آل محمد مات شهيدا، ألا ومن مات على [ ص: 406 ] حب آل محمد مات مغفورا له، ألا ومن مات على حب آل محمد مات تائبا، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل الإيمان، ألا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة، ثم منكر ونكير، ألا ومن مات على حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها، ألا ومن مات على حب آل محمد فتح له في قبره بابان إلى الجنة، ألا ومن مات على حب آل محمد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة، ألا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة، ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه: آيس من رحمة الله، ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافرا، ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة" وقيل: لم يكن بطن من بطون
قريش إلا وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبينهم قربى، فلما كذبوه وأبوا أن يبايعوه نزلت. والمعنى: إلا أن تودوني في القربى، أي: في حق القربى أو من أجلها، كما تقول: الحب في الله والبغض في الله، بمعنى: في حقه ومن أجله، يعني: أنكم قومي وأحق من أجابني وأطاعني، فإذا قد أبيتم ذلك فاحفظوا حق القربى ولا تؤذوني ولا تهيجوا علي. وقيل:
أتت الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم بمال جمعوه وقالوا: يا رسول الله، قد هدانا الله بك وأنت ابن أختنا وتعروك نوائب وحقوق ومالك سعة، فاستعن بهذا على ما ينوبك، فنزلت، ورده. وقيل "القربى": التقرب إلى الله تعالى، أي: إلا أن تحبوا الله ورسوله في تقربكم إليه بالطاعة والعمل الصالح. وقرئ: (إلا مودة في القربى)
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23ومن يقترف حسنة عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي أنها المودة في آل رسول الله صلى الله عليه وسلم، نزلت في
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق رضي الله عنه ومودته فيهم. والظاهر: العموم في أي حسنة كانت; إلا أنها لما ذكرت عقيب ذكر المودة في القربى: دل ذلك على أنها تناولت المودة تناولا أوليا، كأن سائر الحسنات لها توابع. وقرئ (يزد) أي: يزد الله. وزيادة حسنها من جهة الله مضاعفتها، كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=245من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة [البقرة: 245] وقرئ: (حسنى) وهي مصدر كالبشرى، الشكور في صفة الله:
[ ص: 407 ] مجاز للاعتداد بالطاعة، وتوفيه ثوابها، والتفضل على المثاب.
nindex.php?page=treesubj&link=29013_29680_30351_30387_30415_34134_34513nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=22تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ nindex.php?page=treesubj&link=29013_28723_29694_30513_30610_34134_34508nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=22تَرَى الظَّالِمِينَ في الْآخِرَةِ "مُشْفِقِينَ" خَائِفينَ خَوْفًا شَدِيدًا أَرَقَّ قُلُوبَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=22مِمَّا كَسَبُوا مِنَ السَّيِّئَاتِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=22وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ يُرِيدُ: وَوَبَالُهُ وَاقِعٌ بِهِمْ وَوَاصِلٌ إِلَيْهِمْ لَا بُدَّ لَهُمْ مِنْهُ، أَشْفَقُوا أَوْ لَمْ يُشْفِقُوا. كَأَنَّ رَوْضَةَ جَنَّةِ الْمُؤْمِنِ أَطْيَبُ بُقْعَةً فيها وَأَنْزَهُهَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=22عِنْدَ رَبِّهِمْ مَنْصُوبٌ بِالظَّرْفِ لَا بـِ "يَشَاءُونَ". قُرِئَ: (يُبَشِّرُ) مِنْ بَشَّرَهُ، وَيُبَشِّرُ مِنْ أُبَشِّرُهُ، وَيُبَشِّرُ، مِنْ بَشَّرَهُ. وَالْأَصْلُ: ذَلِكَ الثَّوَابُ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ، فَحَذَفَ الْجَارَّ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=155وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ [الْأَعْرَافُ: 155] ثُمَّ حَذَفَ الرَّاجِعَ إِلَى الْمَوْصُولِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=41أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولا [الْفُرْقَانُ: 41] أَوْ ذَلِكَ التَّبْشِيرُ الَّذِي يُبَشِّرُهُ اللَّهُ عِبَادَهُ. رُوِيَ أَنَّهُ
[ ص: 404 ] اجْتَمَعَ الْمُشْرِكُونَ في مَجْمَعٍ لَهُمْ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أَتُرُونَ
مُحَمَّدًا يَسْأَلُ عَلَى مَا يَتَعَاطَاهُ أَجَرًا؟ فَنَزَلَتِ الْآيَةُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ اسْتِثْنَاءً مُتَّصِلًا، أَيْ: لَا أَسْأَلُكُمْ أَجْرًا إِلَّا هَذَا، وَهُوَ أَنَّ تَوُدُّوا أَهْلَ قَرَابَتِي، وَلَمْ يَكُنْ هَذَا أَجْرًا في الْحَقِيقَةِ; لِأَنَّ قَرَابَتَهُ قَرَابَتُهُمْ، فَكَانَتْ صِلَتُهُمْ لَازِمَةً لَهُمْ في الْمُرُوءَةِ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُنْقَطِعًا، أَيْ: لَا أَسْأَلُكُمْ أَجْرًا قَطُّ، وَلَكِنَّنِي أَسْأَلُكُمْ أَنْ تَوُدُّوا قَرَابَتِي الَّذِينَ هُمْ قَرَابَتُكُمْ وَلَا تُؤْذُوهُمْ. فَإِنْ قُلْتَ: هَلَّا قِيلَ: إِلَّا مَوَدَّةَ الْقُرْبَى، أَوْ إِلَّا الْمَوَدَّةَ لِلْقُرْبَى. وَمَا مَعْنَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى [الشُّورَى: 23]؟ قُلْتُ: جَلَعُوا مَكَانًا لِلْمَوَدَّةِ وَمَقَرًّا لَهَا، كَقَوْلِكَ: لِي في آلِ فُلَانٍ مَوَدَّةٌ، وَلِي فيهِمْ هَوًى وَحُبٌّ شَدِيدٌ، تُرِيدُ: أَحَبَّهُمْ وَهُمْ مَكَانُ حُبِّي وَمَحَلُّهُ، وَلَيْسَتْ "في" بِصِلَةٍ لِلْمَوَدَّةِ، كَاللَّامِ إِذَا قُلْتَ: إِلَّا الْمَوَدَّةَ لِلْقُرْبَى. إِنَّمَا هِيَ مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحْذُوفٍ تَعَلَّقَ الظَّرْفُ بِهِ في قَوْلِكَ: الْمَالُ في الْكِيسِ. وَتَقْدِيرُهُ: إِلَّا الْمَوَدَّةَ ثَابِتَةٌ في الْقُرْبَى وَمُتَمَكِّنَةٌ فيها. وَالْقُرْبَى: مَصْدَرٌ كَالزُّلْفى وَالْبُشْرَى، بِمَعْنَى: قَرَابَةً. وَالْمُرَادُ في أَهْلِ الْقُرْبَى. وَرُوِيَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=3503181أَنَّهَا لَمَّا نَزَلَتْ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ قَرَابَتُكَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ وَجَبَتْ عَلَيْنَا مَوَدَّتُهُمْ؟ قَالَ: " nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=129وَفَاطِمَةُ وَابْنَاهُمَا" وَيَدُلُّ عَلَيْهِ مَا رُوِيَ
عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : شَكَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَسَدَ النَّاسِ لِي. فَقَالَ: "أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ رَابِعَ أَرْبَعَةٍ: أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَنَا وَأَنْتَ nindex.php?page=showalam&ids=35وَالْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=17وَالْحُسَيْنُ ، وَأَزْوَاجُنَا عَنْ أَيْمَانِنَا وَشَمَائِلِنَا، وَذُرِّيَّتِنَا خَلْفَ أَزْوَاجِنَا". وَعَنْ
[ ص: 405 ] النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"حُرِّمَتِ الْجَنَّةُ عَلَى مَنْ ظَلَمَ أَهْلَ بَيْتِي وَآذَانِي في عِتْرَتِي، وَمَنِ اصْطَنَعَ صَنِيعَةً إِلَى أَحَدٍ مِنْ وَلَدِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَلَمْ يُجَازِهِ عَلَيْهَا فَأَنَا أُجَازِيهِ عَلَيْهَا غَدًا إِذَا لَقِيَنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ" وَرُوِيَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=105188أَنَّ الْأَنْصَارَ قَالُوا: فَعَلْنَا وَفَعَلْنَا، كَأَنَّهُمُ افْتَخَرُوا، فَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=18عَبَّاسٌ أَوِ nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: لَنَا الْفَضْلُ عَلَيْكُمْ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَاهُمْ في مَجَالِسِهِمْ فَقَالَ: "يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، أَلَمْ تَكُونُوا أَذِلَّةً فَأَعَزَّكُمُ اللَّهُ بِي"؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "أَلَمْ تَكُونُوا ضُلَّالًا فَهَدَاكُمُ اللَّهُ بِي"؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "أَفَلَا تُجِيبُونَنِي"؟ قَالُوا: مَا نَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "أَلَّا تَقُولُونَ: أَلَمْ يُخْرِجْكَ قَوْمُكَ فَآوَيْنَاكَ؟ أَوْ لَمْ يُكَذِّبُوكَ فَصَدَّقْنَاكَ؟ أَوَلَمْ يَخْذُلُوكَ فَنَصَرْنَاكَ؟" قَالَ: فَمَا زَالَ يَقُولُ حَتَّى جَثَوْا عَلَى الرُّكَبِ وَقَالُوا: أَمْوَالُنَا وَمَا في أَيْدِينَا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ. فَنَزَلَتِ الْآيَةُ. وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"مَنْ مَاتَ عَلَى حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ مَاتَ شَهِيدًا، أَلَا وَمَنْ مَاتَ عَلَى [ ص: 406 ] حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ مَاتَ مَغْفُورًا لَهُ، أَلَا وَمَنْ مَاتَ عَلَى حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ مَاتَ تَائِبًا، أَلَا وَمَنْ مَاتَ عَلَى حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ مَاتَ مُؤْمَنًا مُسْتَكْمِلَ الْإِيمَانِ، أَلَا وَمَنْ مَاتَ عَلَى حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ بَشَّرَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ بِالْجَنَّةِ، ثُمَّ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ، أَلَا وَمَنْ مَاتَ عَلَى حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ يُزَفُّ إِلَى الْجَنَّةِ كَمَا تُزَفُّ الْعَرُوسُ إِلَى بَيْتِ زَوْجِهَا، أَلَا وَمَنْ مَاتَ عَلَى حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ فُتِحَ لَهُ في قَبْرِهِ بَابَانِ إِلَى الْجَنَّةِ، أَلَا وَمَنْ مَاتَ عَلَى حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ جَعَلَ اللَّهُ قَبْرَهُ مَزَارَ مَلَائِكَةِ الرَّحْمَةِ، أَلَا وَمَنْ مَاتَ عَلَى حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ مَاتَ عَلَى السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ، أَلَا وَمَنْ مَاتَ عَلَى بُغْضِ آلِ مُحَمَّدٍ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: آيِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ، أَلَا وَمَنْ مَاتَ عَلَى بُغْضِ آلِ مُحَمَّدٍ مَاتَ كَافِرًا، أَلَا وَمَنْ مَاتَ عَلَى بُغْضِ آلِ مُحَمَّدٍ لَمْ يَشُمَّ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ" وَقِيلَ: لَمْ يَكُنْ بَطْنٌ مِنْ بُطُونِ
قُرَيْشٍ إِلَّا وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَهُمْ قُرْبَى، فَلَمَّا كَذَّبُوهُ وَأَبَوْا أَنْ يُبَايِعُوهُ نَزَلَتْ. وَالْمَعْنَى: إِلَّا أَنْ تَوَدُّونِي في الْقُرْبَى، أَيْ: في حَقِّ الْقُرْبَى أَوْ مِنْ أَجْلِهَا، كَمَا تَقُولُ: الْحُبُّ في اللَّهِ وَالْبُغْضُ في اللَّهِ، بِمَعْنًى: في حَقِّهِ وَمِنْ أَجْلِهِ، يَعْنِي: أَنَّكُمْ قَوْمِي وَأَحَقُّ مَنْ أَجَابَنِي وَأَطَاعَنِي، فَإِذَا قَدْ أَبَيْتُمْ ذَلِكَ فَاحْفَظُوا حَقَّ الْقُرْبَى وَلَا تُؤْذُونِي وَلَا تُهَيِّجُوا عَلَيَّ. وَقِيلَ:
أَتَتِ الْأَنْصَارُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَالٍ جَمَعُوهُ وَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ هَدَانَا اللَّهُ بِكَ وَأَنْتَ ابْنُ أُخْتِنَا وَتَعْرُوكَ نَوَائِبُ وَحُقُوقُ وَمَالُكُ سِعَةٌ، فَاسْتَعِنْ بِهَذَا عَلَى مَا يَنُوبُكَ، فَنَزَلَتْ، وَرَدَّهُ. وَقِيلَ "الْقُرْبَى": التَّقَرُّبُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، أَيْ: إِلَّا أَنْ تُحِبُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ في تَقَرُّبِكُمْ إِلَيْهِ بِالطَّاعَةِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ. وَقُرِئَ: (إِلَّا مَوَدَّةً في الْقُرْبَى)
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ أَنَّهَا الْمَوَدَّةُ في آلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَزَلَتْ في
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ الصَّدِيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَمَوَدَّتِهِ فيهِمْ. وَالظَّاهِرُ: الْعُمُومُ في أَيِّ حَسَنَةٍ كَانَتْ; إِلَّا أَنَّهَا لَمَّا ذُكِرَتْ عَقَيْبَ ذِكْرِ الْمَوَدَّةِ في الْقُرْبَى: دَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّهَا تَنَاوَلَتِ الْمَوَدَّةَ تَنَاوُلًا أَوَّلِيًّا، كَأَنَّ سَائِرَ الْحَسَنَاتِ لَهَا تَوَابِعُ. وَقُرِئَ (يَزِدْ) أَيْ: يَزِدِ اللَّهُ. وَزِيَادَةُ حُسْنِهَا مِنْ جِهَةِ اللَّهِ مُضَاعَفَتُهَا، كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=245مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً [الْبَقَرَةُ: 245] وَقُرِئَ: (حُسْنَى) وَهِيَ مَصْدَرٌ كَالْبُشْرَى، الشَّكُورُ في صِفَةِ اللَّهِ:
[ ص: 407 ] مَجَازٌ لِلِاعْتِدَادِ بِالطَّاعَةِ، وَتُوَفيهِ ثَوَابَهَا، وَالتَّفَضُّلُ عَلَى الْمُثَابِ.