nindex.php?page=treesubj&link=28975_25987_28752_30526_31927_31931_32416_32417_32419_32421_32423_32424_32426_32445nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=153يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم ثم اتخذوا العجل من بعد ما جاءتهم البينات فعفونا عن ذلك وآتينا موسى سلطانا مبينا nindex.php?page=treesubj&link=28975_32006_32416nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=154ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم وقلنا لهم ادخلوا الباب سجدا وقلنا لهم لا تعدوا في السبت وأخذنا منهم ميثاقا غليظا nindex.php?page=treesubj&link=28975_19244_30531_30539_31931_32424_32426nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=155فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا nindex.php?page=treesubj&link=28975_31931_31979_32424_34324nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=156وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما nindex.php?page=treesubj&link=28975_18791_31978_32024_32410_32426nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=157وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا nindex.php?page=treesubj&link=28975_28723_29676_34001nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=158بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما nindex.php?page=treesubj&link=28975_30284_34165nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=159وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا
روي :
أن كعب بن الأشرف وفنحاص بن عازورا وغيرهما قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إن كنت نبيا صادقا فأتنا بكتاب من السماء جملة كما أتى به موسى . فنزلت ، وقيل : [ ص: 172 ] كتابا إلى فلان وكتابا إلى فلان أنك رسول الله ، وقيل : كتابا نعاينه حين ينزل ، وإنما اقترحوا ذلك على سبيل التعنت ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : ولو سألوه لكي يتبينوا الحق لأعطاهم وفيما آتاهم كفاية
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=153فقد سألوا موسى جواب لشرط مقدر . معناه : إن استكبرت ما سألوه منك فقد سألوا موسى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=153أكبر من ذلك وإنما أسند السؤال إليهم وإن وجد من آبائهم في أيام
موسى وهم النقباء السبعون ، لأنهم كانوا على مذهبهم وراضين بسؤالهم ومضاهين لهم في التعنت
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=153جهرة : عيانا بمعنى أرناه نره جهرة
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=153بظلمهم : بسبب سؤالهم الرؤية ، ولو طلبوا أمرا جائزا لما سموا ظالمين ولما أخذتهم الصاعقة ، كما سأل
إبراهيم - عليه السلام - أن يريه إحياء الموتى فلم يسمه ظالما ولا رماه بالصاعقة ، فتبا للمشبهة ورميا بالصواعق
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=153وآتينا موسى الكتاب
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=153سلطانا مبينا : تسلطا واستيلاء ظاهرا عليهم حين أمرهم بأن يقتلوا أنفسهم حتى يتاب عليهم فأطاعوه ، واحتبوا بأفنيتهم والسيوف تتساقط عليهم فيا لك من سلطان مبين
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=154بميثاقهم : بسبب ميثاقهم ليخافوا فلا ينقضوه
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=154وقلنا لهم :
[ ص: 173 ] والطور مطل عليهم
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=154ادخلوا الباب سجدا ولا تعدوا في السبت ، وقد أخذ منهم الميثاق على ذلك ، وقولهم سمعنا وأطعنا ، ومعاهدتهم على أن يتموا عليه ثم نقضوه بعد ، وقرئ : "لا تعتدوا" . "ولا تعدوا" ، بادغام التاء في الدال
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=155فبما نقضهم : فبنقضهم ، و "ما" مزيدة للتوكيد . فإن قلت : بم تعلقت الباء؟ وما معنى التوكيد؟ قلت : إما أن يتعلق بمحذوف ، كأنه قيل : فبما نقضهم ميثاقهم فعلنا بهم ما فعلنا ، وإما أن يتعلق بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=160حرمنا عليهم على أن قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=160فبظلم من الذين هادوا [النساء : 160] بدل من قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=155فبما نقضهم ميثاقهم وأما التوكيد فمعناه تحقيق أن العقاب أو تحريم الطيبات لم يكن إلا بنقض العهد وما عطف عليه من الكفر وقتل الأنبياء وغير ذلك . فإن قلت : هلا زعمت أن المحذوف
[ ص: 174 ] الذي تعلقت به الباء ما دل عليه قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=155بل طبع الله عليها ، فيكون التقدير : فبما نقضهم ميثاقهم طبع الله على قلوبهم ، بل طبع الله عليها بكفرهم . قلت : لم يصح هذا التقدير لأن قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=155بل طبع الله عليها بكفرهم رد وإنكار لقولهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=155قلوبنا غلف فكان متعلقا به ، وذلك أنهم أرادوا بقولهم : "قلوبنا غلف" أن الله خلق قلوبنا غلفا ، أي : في أكنة لا يتوصل إليها شيء من الذكر والموعظة ، كما حكى الله عن المشركين وقالوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=20لو شاء الرحمن ما عبدناهم [الزخرف : 20] وكمذهب المجبرة أخزاهم الله ، فقيل لهم : بل خذلها الله ومنعها الألطاف بسبب كفرهم ، فصارت كالمطبوع عليها ، لا أن تخلق غلفا غير قابلة للذكر ولا متمكنة من قبوله . فإن قلت : علام عطف قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=156وبكفرهم ؟ قلت : الوجه أن يعطف على "فبما نقضهم" ويجعل قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=155بل طبع الله عليها بكفرهم كلاما تبع قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=88وقالوا قلوبنا غلف على وجه الاستطراد ، يجوز عطفه على ما يليه من قوله : "بكفرهم" . فإن قلت : ما معنى المجيء بالكفر معطوفا على ما فيه ذكره ، سواء عطف على ما قبل حرف الإضراب ، أو على ما بعده ، وهو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=155وكفرهم بآيات الله وقوله : "بكفرهم"؟ قلت : قد تكرر منهم الكفر ، لأنهم كفروا
بموسى ، ثم
بعيسى ، ثم
بمحمد صلوات الله عليهم ، فعطف بعض كفرهم على بعض ، أو عطف مجموع المعطوف على مجموع المعطوف عليه ، كأنه قيل : فبجمعهم بين نقض الميثاق ، والكفر بآيات الله ، وقتل الأنبياء وقولهم : قلوبنا
[ ص: 175 ] غلف ، وجمعهم بين كفرهم وبهتهم
مريم ، وافتخارهم بقتل
عيسى ، عاقبناهم . أو بل طبع الله عليها بكفرهم وجمعهم بين كفرهم وكذا وكذا ، والبهتان العظيم : هو التزنية . فإن قلت : كانوا كافرين
بعيسى - عليه السلام - أعداء له ، عامدين لقتله ، يسمونه الساحر ابن الساحرة ، والفاعل ابن الفاعلة ، فكيف قالوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=157إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله ؟ قلت : قالوه على وجه الاستهزاء ، كقول
فرعون : nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=27إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون [الشعراء : 27] ويجوز أن يضع الله الذكر الحسن مكان ذكرهم القبيح في الحكاية عنهم رفعا
لعيسى عما كانوا يذكرونه به وتعظيما لما أرادوا بمثله كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=9ليقولن خلقهن العزيز العليم nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=10الذي جعل لكم الأرض مهدا [الزخرف : 9] روي أن رهطا من اليهود سبوه وسبوا أمه فدعا عليهم "اللهم أنت ربي وبكلمتك خلقتني ، اللهم العن من سبني وسب والدتي" ، فمسخ الله من سبهما قردة وخنازير ، فأجمعت اليهود على قتله ، فأخبره الله بأنه يرفعه إلى السماء ويطهره من صحبة اليهود ، فقال لأصحابه : أيكم يرضى أن يلقى عليه شبهي فيقتل ويصلب ويدخل الجنة؟ فقال رجل منهم : أنا . فألقي عليه شبهه فقتل وصلب ، وقيل : كان رجلا ينافق
عيسى ، فلما أرادوا قتله قال : أنا أدلكم عليه ، فدخل بيت
عيسى فرفع
عيسى وألقي شبهه على المنافق ، فدخلوا عليه فقتلوه وهم يظنون أنه
عيسى ، ثم اختلفوا فقال بعضهم : إنه إله لا يصح قتله ، وقال بعضهم : إنه قتل وصلب ، وقال بعضهم : إن كان هذا
عيسى فأين صاحبنا؟ وإن كان هذا صاحبنا فأين
عيسى؟ وقال بعضهم رفع إلى السماء وقال بعضهم : الوجه وجه
عيسى والبدن بدن صاحبنا . فإن قلت :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=157شبه مسند إلى ماذا؟ إن جعلته مسندا إلى
المسيح ، فالمسيح مشبه به وليس بمشبه ، وإن أسندته إلى المقتول فالمقتول لم يجر له ذكر قلت : هو مسند إلى الجار والمجرور وهو "لهم" كقولك خيل إليه ، كأنه قيل : ولكن وقع لهم التشبيه ، ويجوز أن يسند إلى ضمير المقتول; لأن قوله : إنا قتلنا يدل عليه ، كأنه قيل : ولكن شبه لهم من قتلوه
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=157إلا اتباع الظن استثناء منقطع لأن اتباع الظن ليس من جنس العلم ، يعني : ولكنهم يتبعون الظن . فإن قلت : قد وصفوا بالشك والشك ألا يترجح أحد الجائزين ، ثم وصفوا بالظن والظن أن يترجح أحدهما ، فكيف يكونون شاكين ظانين؟ قلت : أريد
[ ص: 176 ] أنهم شاكون ما لهم من علم قط ، ولكن إن لاحت لهم أمارة فظنوا ، فذاك
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=157وما قتلوه يقينا : وما قتلوه قتلا يقينا . أو ما قتلوه متيقنين ، كما ادعوا ذلك في قولهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=157إنا قتلنا المسيح أو يجعل "يقينا" تأكيدا لقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=157وما قتلوه كقولك : ما قتلوه حقا أي : حق انتفاء قتله حقا ، وقيل : هو من قولهم : قتلت الشيء علما ونحرته علما إذا تبالغ فيه علمك ، وفيه تهكم ، لأنه إذا نفي عنهم العلم نفيا كليا بحرف الاستغراق . ثم قيل : وما علموه علم يقين وإحاطة لم يكن إلا تهكما بهم
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=159ليؤمنن به جملة قسمية واقعة صفة لموصوف محذوف تقديره : وإن من أهل الكتاب أحد إلا ليؤمنن به ، ونحوه :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=164وما منا إلا له مقام معلوم [الصافات : 164]
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=71وإن منكم إلا واردها [مريم : 71] والمعنى : وما من اليهود والنصارى أحد إلا ليؤمنن قبل موته بعيسى ، وبأنه عبد الله ورسوله ، يعني : إذا عاين قبل أن تزهق روحه حين لا ينفعه إيمانه لانقطاع وقت التكليف ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16128شهر ابن حوشب : قال لي
nindex.php?page=showalam&ids=14078الحجاج : آية ما قرأتها إلا تخالج في نفسي شيء منها يعني هذه الآية ، وقال : إني أوتى بالأسير من اليهود والنصارى فأضرب عنقه فلا أسمع منه ذلك ، فقلت : إن
nindex.php?page=treesubj&link=32883_32891_32893اليهودي إذا حضره الموت ضربت الملائكة دبره ووجهه وقالوا : يا عدو الله ، أتاك
موسى نبيا فكذبت به فيقول : آمنت أنه عبد نبي ، وتقول للنصراني : أتاك
عيسى نبيا فزعمت أنه الله أو ابن الله ، فيؤمن أنه عبد الله ورسوله حيث لا ينفعه إيمانه . قال : وكان متكئا فاستوى جالسا فنظر إلي وقال : ممن؟ قلت : حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=12691محمد بن علي بن الحنفية ، فأخذ ينكت الأرض بقضيبه ثم قال : لقد أخذتها من عين صافية ، أو من معدنها . قال
nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي : فقلت له : ما أردت إلى أن تقول حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=12691محمد بن علي بن الحنفية . قال : أردت أن أغيظه ، يعني بزيادة اسم
nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، لأنه مشهور
nindex.php?page=showalam&ids=12691بابن الحنفية ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه فسره كذلك ، فقال له
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة : فإن أتاه رجل فضرب عنقه قال : لا تخرج نفسه حتى يحرك بها شفتيه . قال : وإن خر من فوق بيت أو
[ ص: 177 ] احترق أو أكله سبع قال : يتكلم بها في الهواء ولا تخرج روحه حتى يؤمن به ، وتدل عليه قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي : "إلا ليؤمنن به قبل موتهم" بضم النون على معنى : وإن منهم أحد إلا سيؤمنون به قبل موتهم ، لأن أحدا يصلح للجمع . فإن قلت : ما فائدة الإخبار بإيمانهم بعيسى قبل موتهم؟ قلت : فائدته الوعيد ، وليكون علمهم بأنهم لا بد لهم من الإيمان به عن قريب عند المعاينة ، وإن ذلك لا ينفعهم ، بعثا لهم وتنبيها على معالجة الإيمان به في أوان الانتفاع به ، وليكون إلزاما للحجة لهم ، وكذلك قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=159ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا يشهد على اليهود بأنهم كذبوه ، وعلى النصارى بأنهم دعوه ابن الله ، وقيل : الضميران
لعيسى ، بمعنى : وإن منهم أحد إلا ليؤمنن
بعيسى قبل موت
عيسى ، وهم أهل الكتاب الذين يكونون في زمان نزوله . روي :
nindex.php?page=hadith&LINKID=689747أنه ينزل من السماء في آخر الزمان ، فلا يبقى أحد من أهل الكتاب إلا يؤمن به ، حتى تكون الملة واحدة وهي nindex.php?page=treesubj&link=2704ملة الإسلام ، ويهلك الله في زمانه المسيح الدجال ، وتقع الأمنة حتى ترتع الأسود مع الإبل ، والنمور مع البقر ، والذئاب مع الغنم ، ويلعب الصبيان بالحيات ، ويلبث في الأرض أربعين سنة ، ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون ويدفنونه ، ويجوز أن يراد أنه لا يبقى أحد من جميع أهل الكتاب إلا ليؤمنن به ، على أن الله يحييهم في قبورهم في ذلك الزمان ، ويعلمهم نزوله وما أنزل له ، ويؤمنون به حين لا ينفعهم إيمانهم ، وقيل : الضمير في "به" يرجع إلى الله تعالى ، وقيل : إلى
محمد صلى الله عليه وسلم .
nindex.php?page=treesubj&link=28975_25987_28752_30526_31927_31931_32416_32417_32419_32421_32423_32424_32426_32445nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=153يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنَ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنَ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا nindex.php?page=treesubj&link=28975_32006_32416nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=154وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُلْنَا لَهُمُ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا nindex.php?page=treesubj&link=28975_19244_30531_30539_31931_32424_32426nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=155فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهِ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلا nindex.php?page=treesubj&link=28975_31931_31979_32424_34324nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=156وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا nindex.php?page=treesubj&link=28975_18791_31978_32024_32410_32426nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=157وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا nindex.php?page=treesubj&link=28975_28723_29676_34001nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=158بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا nindex.php?page=treesubj&link=28975_30284_34165nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=159وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا
رُوِيَ :
أَنَّ كَعْبَ بْنَ الْأَشْرَفِ وَفِنْحَاصَ بْنَ عَازُورَا وَغَيْرَهُمَا قَالُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنْ كُنْتَ نَبِيًّا صَادِقًا فَأْتِنَا بِكِتَابٍ مِنَ السَّمَاءِ جُمْلَةً كَمَا أَتَى بِهِ مُوسَى . فَنَزَلَتْ ، وَقِيلَ : [ ص: 172 ] كِتَابًا إِلَى فُلانٍ وَكِتَابًا إِلَى فُلانٍ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ، وَقِيلَ : كِتَابًا نُعَايِنُهُ حِينَ يَنْزِلُ ، وَإِنَّمَا اقْتَرَحُوا ذَلِكَ عَلَى سَبِيلِ التَّعَنُّتِ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ : وَلَوْ سَأَلُوهُ لِكَيْ يَتَبَيَّنُوا الْحَقَّ لَأَعْطَاهُمْ وَفِيمَا آتَاهُمْ كِفَايَةٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=153فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى جَوَابٌ لِشَرْطٍ مُقَدَّرٍ . مَعْنَاهُ : إِنِ اسْتَكْبَرْتَ مَا سَأَلُوهُ مِنْكَ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=153أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ وَإِنَّمَا أُسْنِدَ السُّؤَالُ إِلَيْهِمْ وَإِنْ وُجِدَ مِنْ آبَائِهِمْ فِي أَيَّامِ
مُوسَى وَهُمُ النُّقَبَاءُ السَّبْعُونَ ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا عَلَى مَذْهَبِهِمْ وَرَاضِينَ بِسُؤَالِهِمْ وَمُضَاهِينَ لَهُمْ فِي التَّعَنُّتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=153جَهْرَةً : عِيَانًا بِمَعْنَى أَرِنَاهُ نَرَهُ جَهْرَةً
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=153بِظُلْمِهِمْ : بِسَبَبِ سُؤَالِهِمُ الرُّؤْيَةَ ، وَلَوْ طَلَبُوا أَمْرًا جَائِزًا لَمَا سُمُّوا ظَالِمِينَ وَلِمَا أَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ ، كَمَا سَأَلَ
إِبْرَاهِيمُ - عَلَيْهِ السَّلامُ - أَنْ يُرِيَهُ إِحْيَاءَ الْمَوْتَى فَلَمْ يُسَمِّهِ ظَالِمًا وَلا رَمَاهُ بِالصَّاعِقَةِ ، فَتَبًّا لِلْمُشَبِّهَةِ وَرَمْيًا بِالصَّوَاعِقِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=153وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَاب
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=153سُلْطَانًا مُبِينًا : تَسَلُّطًا وَاسْتِيلاءً ظَاهِرًا عَلَيْهِمْ حِينَ أَمَرَهُمْ بِأَنْ يَقْتُلُوا أَنْفُسَهُمْ حَتَّى يُتَابَ عَلَيْهِمْ فَأَطَاعُوهُ ، وَاحْتَبَوْا بِأَفْنِيَتِهِمْ وَالسُّيُوفُ تَتَسَاقَطُ عَلَيْهِمْ فَيَا لَكَ مِنْ سُلْطَانٍ مُبِينٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=154بِمِيثَاقِهِمْ : بِسَبَبِ مِيثَاقِهِمْ لِيَخَافُوا فَلا يَنْقُضُوهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=154وَقُلْنَا لَهُمُ :
[ ص: 173 ] وَالطُّورُ مُطِلٌّ عَلَيْهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=154ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَلا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ ، وَقَدْ أُخِذَ مِنْهُمُ الْمِيثَاقُ عَلَى ذَلِكَ ، وَقَوْلُهُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ، وَمُعَاهِدَتُهُمْ عَلَى أَنْ يُتِمُّوا عَلَيْهِ ثُمَّ نَقَضُوهُ بَعْدُ ، وَقُرِئَ : "لا تَعْتَدُوا" . "وَلا تَعْدُوا" ، بِادِّغَامِ التَّاءِ فِي الدَّالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=155فَبِمَا نَقْضِهِمْ : فَبِنَقْضِهِمْ ، وَ "مَا" مَزِيدَةٌ لِلتَّوْكِيدِ . فَإِنْ قُلْتَ : بِمَ تَعَلَّقَتِ الْبَاءُ؟ وَمَا مَعْنَى التَّوْكِيدِ؟ قُلْتُ : إِمَّا أَنْ يَتَعَلَّقَ بِمَحْذُوفٍ ، كَأَنَّهُ قِيلَ : فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ فَعَلْنَا بِهِمْ مَا فَعَلْنَا ، وَإِمَّا أَنْ يَتَعَلَّقَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=160حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ عَلَى أَنَّ قَوْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=160فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا [النِّسَاءِ : 160] بَدَلٌ مِنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=155فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَأَمَّا التَّوْكِيدُ فَمَعْنَاهُ تَحْقِيقُ أَنَّ الْعِقَابَ أَوْ تَحْرِيمَ الطَّيِّبَاتِ لَمْ يَكُنْ إِلَّا بِنَقْضِ الْعَهْدِ وَمَا عُطِفَ عَلَيْهِ مِنَ الْكُفْرِ وَقَتْلِ الْأَنْبِيَاءِ وَغَيْرِ ذَلِكَ . فَإِنْ قُلْتَ : هَلَّا زَعَمْتَ أَنَّ الْمَحْذُوفَ
[ ص: 174 ] الَّذِي تَعَلَّقَتْ بِهِ الْبَاءُ مَا دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=155بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا ، فَيَكُونُ التَّقْدِيرُ : فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ ، بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ . قُلْتُ : لَمْ يَصِحَّ هَذَا التَّقْدِيرُ لِأَنَّ قَوْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=155بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ رَدٌّ وَإِنْكَارٌ لِقَوْلِهِمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=155قُلُوبُنَا غُلْفٌ فَكَانَ مُتَعَلِّقًا بِهِ ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ أَرَادُوا بِقَوْلِهِمْ : "قُلُوبُنَا غُلْفٌ" أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ قُلُوبَنَا غُلْفًا ، أَيْ : فِي أَكِنَّةٍ لا يَتَوَصَّلُ إِلَيْهَا شَيْءٌ مِنَ الذِّكْرِ وَالْمَوْعِظَةِ ، كَمَا حَكَى اللَّهُ عَنِ الْمُشْرِكِينَ وَقَالُوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=20لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ [الزُّخْرُفِ : 20] وَكَمَذْهَبِ الْمُجْبِرَةِ أَخْزَاهُمُ اللَّهُ ، فَقِيلَ لَهُمْ : بَلْ خَذَلَهَا اللَّهُ وَمَنَعَهَا الْأَلْطَافَ بِسَبَبِ كُفْرِهِمْ ، فَصَارَتْ كَالْمَطْبُوعِ عَلَيْهَا ، لا أَنْ تُخْلَقَ غُلْفًا غَيْرَ قَابِلَةٍ لِلذِّكْرِ وَلا مُتَمَكِّنَةٍ مِنْ قَبُولِهِ . فَإِنْ قُلْتَ : عَلامَ عُطِفَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=156وَبِكُفْرِهِمْ ؟ قُلْتُ : الْوَجْهُ أَنْ يُعْطَفَ عَلَى "فَبِمَا نَقْضِهِمْ" وَيُجْعَلَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=155بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ كَلامًا تَبَعَ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=88وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ عَلَى وَجْهِ الاسْتِطْرَادِ ، يَجُوزُ عَطْفُهُ عَلَى مَا يَلِيهِ مِنْ قَوْلِهِ : "بِكُفْرِهِمْ" . فَإِنْ قُلْتَ : مَا مَعْنَى الْمَجِيءِ بِالْكُفْرِ مَعْطُوفًا عَلَى مَا فِيهِ ذِكْرُهُ ، سَوَاءٌ عُطِفَ عَلَى مَا قَبْلَ حَرْفِ الْإِضْرَابِ ، أَوْ عَلَى مَا بَعْدَهُ ، وَهُوَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=155وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَوْلُهُ : "بِكُفْرِهِمْ"؟ قُلْتُ : قَدْ تَكَرَّرَ مِنْهُمُ الْكُفْرُ ، لِأَنَّهُمْ كَفَرُوا
بِمُوسَى ، ثُمَّ
بِعِيسَى ، ثُمَّ
بِمُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، فَعُطِفَ بَعْضُ كُفْرِهِمْ عَلَى بَعْضٍ ، أَوْ عُطِفَ مَجْمُوعُ الْمَعْطُوفِ عَلَى مَجْمُوعِ الْمَعْطُوفِ عَلَيْهِ ، كَأَنَّهُ قِيلَ : فَبِجَمْعِهِمْ بَيْنَ نَقْضِ الْمِيثَاقِ ، وَالْكُفْرِ بِآيَاتِ اللَّهِ ، وَقَتْلِ الْأَنْبِيَاءِ وَقَوْلِهِمْ : قُلُوبُنَا
[ ص: 175 ] غُلْفٌ ، وَجَمْعِهِمْ بَيْنَ كُفْرِهِمْ وَبُهْتِهِمْ
مَرْيَمَ ، وَافْتِخَارِهِمْ بِقَتْلِ
عِيسَى ، عَاقَبْنَاهُمْ . أَوْ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ وَجَمْعِهِمْ بَيْنَ كَفْرِهِمْ وَكَذَا وَكَذَا ، وَالْبُهْتَانُ الْعَظِيمُ : هُوَ التَّزْنِيَةُ . فَإِنْ قُلْتَ : كَانُوا كَافِرِينَ
بِعِيسَى - عَلَيْهِ السَّلامُ - أَعْدَاءً لَهُ ، عَامِدِينَ لِقَتْلِهِ ، يُسَمُّونَهُ السَّاحِرَ ابْنَ السَّاحِرَةِ ، وَالْفَاعِلَ ابْنَ الْفَاعِلَةِ ، فَكَيْفَ قَالُوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=157إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ ؟ قُلْتُ : قَالُوهُ عَلَى وَجْهِ الاسْتِهْزَاءِ ، كَقَوْلِ
فِرْعَوْنَ : nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=27إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ [الشُّعَرَاءِ : 27] وَيَجُوزُ أَنْ يَضَعَ اللَّهُ الذِّكْرَ الْحَسَنَ مَكَانَ ذِكْرِهِمُ الْقَبِيحِ فِي الْحِكَايَةِ عَنْهُمْ رَفْعًا
لِعِيسَى عَمَّا كَانُوا يَذْكُرُونَهُ بِهِ وَتَعْظِيمًا لِمَا أَرَادُوا بِمِثْلِهِ كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=9لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=10الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ مَهْدًا [الزُّخْرُفِ : 9] رُوِيَ أَنَّ رَهْطًا مِنَ الْيَهُودِ سَبُّوهُ وَسَبُّوا أُمَّهُ فَدَعَا عَلَيْهِمُ "اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي وَبِكَلِمَتِكَ خَلَقْتَنِي ، اللَّهُمَّ الْعَنْ مَنْ سَبَّنِي وَسَبَّ وَالِدَتِي" ، فَمَسَخَ اللَّهُ مَنْ سَبَّهُمَا قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ ، فَأَجْمَعَتِ الْيَهُودُ عَلَى قَتْلِهِ ، فَأَخْبَرَهُ اللَّهُ بِأَنَّهُ يَرْفَعُهُ إِلَى السَّمَاءِ وَيُطَهِّرُهُ مِنْ صُحْبَةِ الْيَهُودِ ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ : أَيُّكُمْ يَرْضَى أَنْ يُلْقَى عَلَيْهِ شَبَهِي فَيُقْتَلَ وَيُصْلَبَ وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ : أَنَا . فَأُلْقِي عَلَيْهِ شَبَهُهُ فَقُتِلَ وَصُلِبَ ، وَقِيلَ : كَانَ رَجُلًا يُنَافِقُ
عِيسَى ، فَلَمَّا أَرَادُوا قَتْلَهُ قَالَ : أَنَا أَدُلُّكُمْ عَلَيْهِ ، فَدَخَلَ بَيْتَ
عِيسَى فَرُفِعَ
عِيسَى وَأُلْقِيَ شَبَهُهُ عَلَى الْمُنَافِقِ ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَتَلُوهُ وَهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُ
عِيسَى ، ثُمَّ اخْتَلَفُوا فَقَالَ بَعْضُهُمْ : إِنَّهُ إِلَهٌ لا يَصِحُّ قَتْلُهُ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : إِنَّهُ قُتِلَ وَصُلِبَ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : إِنْ كَانَ هَذَا
عِيسَى فَأَيْنَ صَاحِبُنَا؟ وَإِنْ كَانَ هَذَا صَاحَبَنَا فَأَيْنَ
عِيسَى؟ وَقَالَ بَعْضُهُمْ رُفِعَ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ بَعْضُهُمُ : الْوَجْهُ وَجْهُ
عِيسَى وَالْبَدَنُ بَدَنُ صَاحِبِنَا . فَإِنْ قُلْتَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=157شُبِّهَ مَسْنَدٌ إِلَى مَاذَا؟ إِنْ جَعَلْتَهُ مُسْنَدًا إِلَى
الْمَسِيحِ ، فَالْمَسِيحُ مُشَبَّهٌ بِهِ وَلَيْسَ بِمُشَبَّهٍ ، وَإِنْ أَسْنَدْتَهُ إِلَى الْمَقْتُولِ فَالْمَقْتُولُ لَمْ يَجْرِ لَهُ ذِكْرٌ قُلْتُ : هُوَ مُسْنَدٌ إِلَى الْجَارِّ وَالْمَجْرُورِ وَهُوَ "لَهُمْ" كَقَوْلِكَ خُيِّلَ إِلَيْهِ ، كَأَنَّهُ قِيلَ : وَلَكِنْ وَقَعَ لَهُمُ التَّشْبِيهُ ، وَيَجُوزُ أَنْ يُسْنَدَ إِلَى ضَمِيرِ الْمَقْتُولِ; لِأَنَّ قَوْلَهُ : إِنَّا قَتَلْنَا يَدُلُّ عَلَيْهِ ، كَأَنَّهُ قِيلَ : وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ مَنْ قَتَلُوهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=157إِلا اتِّبَاعَ الظَّنِّ اسْتِثْنَاءٌ مُنْقَطِعٌ لِأَنَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ لَيْسَ مِنْ جِنْسِ الْعِلْمِ ، يَعْنِي : وَلَكِنَّهُمْ يَتَّبِعُونَ الظَّنَّ . فَإِنْ قُلْتَ : قَدْ وُصِفُوا بِالشَّكِّ وَالشَّكُّ أَلَّا يَتَرَجَّحَ أَحَدُ الْجَائِزِينَ ، ثُمَّ وُصِفُوا بِالظَّنِّ وَالظَّنُّ أَنْ يَتَرَجَّحَ أَحَدُهُمَا ، فَكَيْفَ يَكُونُونَ شَاكِّينَ ظَانِّينَ؟ قُلْتُ : أُرِيدَ
[ ص: 176 ] أَنَّهُمْ شَاكُّونَ مَا لَهُمْ مِنْ عِلْمٍ قَطُّ ، وَلَكِنْ إِنْ لاحَتْ لَهُمْ أَمَارَةٌ فَظَنُّوا ، فَذَاكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=157وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا : وَمَا قَتَلُوهُ قَتْلًا يَقِينًا . أَوْ مَا قَتَلُوهُ مُتَيَقِّنِينَ ، كَمَا ادَّعَوْا ذَلِكَ فِي قَوْلِهِمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=157إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ أَوْ يَجْعَلُ "يَقِينًا" تَأْكِيدًا لِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=157وَمَا قَتَلُوهُ كَقَوْلِكَ : مَا قَتَلُوهُ حَقًّا أَيْ : حَقَّ انْتِفَاءِ قَتْلِهِ حَقًّا ، وَقِيلَ : هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ : قَتَلْتُ الشَّيْءَ عِلْمًا وَنَحَرْتُهُ عِلْمًا إِذًا تُبَالِغَ فِيهِ عِلْمَكَ ، وَفِيهِ تَهَكُّمٌ ، لِأَنَّهُ إِذَا نُفِيَ عَنْهُمُ الْعِلْمُ نَفْيًا كُلِّيًّا بِحَرْفِ الاسْتِغْرَاقِ . ثُمَّ قِيلَ : وَمَا عَلِمُوهُ عِلْمَ يَقِينٍ وَإِحَاطَةٍ لَمْ يَكُنْ إِلَّا تَهَكُّمًا بِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=159لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ جُمْلَةً قَسَمِيَّةً وَاقِعَةً صِفَةً لِمَوْصُوفٍ مَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ : وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أَحَدٌ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ ، وَنَحْوُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=164وَمَا مِنَّا إِلا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ [الصَّافَّاتِ : 164]
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=71وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا [مَرْيَمَ : 71] وَالْمَعْنَى : وَمَا مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى أَحَدٌ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ قَبْلَ مَوْتِهِ بِعِيسَى ، وَبِأَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ، يَعْنِي : إِذَا عَايَنَ قَبْلَ أَنْ تَزْهَقَ رُوحُهُ حِينَ لا يَنْفَعُهُ إِيمَانُهُ لِانْقِطَاعِ وَقْتِ التَّكْلِيفِ ، وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16128شَهْرِ ابْنِ حَوْشَبٍ : قَالَ لِي
nindex.php?page=showalam&ids=14078الْحَجَّاجُ : آيَةٌ مَا قَرَأْتُهَا إِلَّا تَخَالَجُ فِي نَفْسِي شَيْءٌ مِنْهَا يَعْنِي هَذِهِ الْآيَةَ ، وَقَالَ : إِنِّي أُوتَى بِالْأَسِيرِ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فَأَضْرِبُ عُنُقَهُ فَلا أَسْمَعُ مِنْهُ ذَلِكَ ، فَقُلْتُ : إِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=32883_32891_32893الْيَهُودِيَّ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ ضَرَبَتِ الْمَلائِكَةُ دُبُرَهُ وَوَجْهَهُ وَقَالُوا : يَا عَدُوَّ اللَّهِ ، أَتَاكَ
مُوسَى نَبِيًّا فَكَذَّبْتَ بِهِ فَيَقُولُ : آمَنْتُ أَنَّهُ عَبْدٌ نَبِيٌّ ، وَتَقُولُ لِلنَّصْرَانِيِّ : أَتَاكَ
عِيسَى نَبِيًّا فَزَعَمْتَ أَنَّهُ اللَّهُ أَوِ ابْنُ اللَّهِ ، فَيُؤْمِنُ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ حَيْثُ لا يَنْفَعُهُ إِيمَانُهُ . قَالَ : وَكَانَ مُتَّكِئًا فَاسْتَوَى جَالِسًا فَنَظَرَ إِلَيَّ وَقَالَ : مِمَّنْ؟ قُلْتُ : حَدَّثَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=12691مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ ، فَأَخَذَ يَنْكُتُ الْأَرْضَ بِقَضِيبِهِ ثُمَّ قَالَ : لَقَدْ أَخَذْتُهَا مِنْ عَيْنٍ صَافِيَةٍ ، أَوْ مِنْ مَعْدِنِهَا . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15097الْكَلْبِيُّ : فَقُلْتُ لَهُ : مَا أَرَدْتَ إِلَى أَنْ تَقُولَ حَدَّثَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=12691مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ . قَالَ : أَرَدْتُ أَنْ أَغِيظَهُ ، يَعْنِي بِزِيَادَةِ اسْمِ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ ، لِأَنَّهُ مَشْهُورٌ
nindex.php?page=showalam&ids=12691بِابْنِ الْحَنَفِيَّةِ ، وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ فَسَّرَهُ كَذَلِكَ ، فَقَالَ لَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةُ : فَإِنْ أَتَاهُ رَجُلٌ فَضَرَبَ عُنُقَهُ قَالَ : لا تَخْرُجُ نَفْسُهُ حَتَّى يُحَرِّكَ بِهَا شَفَتَيْهِ . قَالَ : وَإِنْ خَرَّ مِنْ فَوْقِ بَيْتٍ أَوِ
[ ص: 177 ] احْتَرَقَ أَوْ أَكَلَهُ سَبْعٌ قَالَ : يَتَكَلَّمُ بِهَا فِي الْهَوَاءِ وَلا تَخْرُجُ رُوحُهُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِهِ ، وَتَدُلُّ عَلَيْهِ قِرَاءَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيٍّ : "إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِمْ" بِضَمِّ النُّونِ عَلَى مَعْنَى : وَإِنْ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا سَيُؤْمِنُونَ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِمْ ، لِأَنَّ أَحَدًا يَصْلُحُ لِلْجَمْعِ . فَإِنْ قُلْتَ : مَا فَائِدَةُ الْإِخْبَارِ بِإِيمَانِهِمْ بِعِيسَى قَبْلَ مَوْتِهِمْ؟ قُلْتُ : فَائِدَتُهُ الْوَعِيدُ ، وَلِيَكُونَ عِلْمُهُمْ بِأَنَّهُمْ لا بُدَّ لَهُمْ مِنَ الْإِيمَانِ بِهِ عَنْ قَرِيبٍ عِنْدَ الْمُعَايَنَةِ ، وَإِنَّ ذَلِكَ لا يَنْفَعُهُمْ ، بَعْثًا لَهُمْ وَتَنْبِيهًا عَلَى مُعَالَجَةِ الْإِيمَانِ بِهِ فِي أَوَانِ الانْتِفَاعِ بِهِ ، وَلِيَكُونَ إِلْزَامًا لِلْحُجَّةِ لَهُمْ ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=159وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا يَشْهَدُ عَلَى الْيَهُودِ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوهُ ، وَعَلَى النَّصَارَى بِأَنَّهُمْ دَعُوهُ ابْنَ اللَّهِ ، وَقِيلَ : الضَّمِيرَانِ
لِعِيسَى ، بِمَعْنَى : وَإِنْ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ
بِعِيسَى قَبْلَ مَوْتِ
عِيسَى ، وَهُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ الَّذِينَ يَكُونُونَ فِي زَمَانِ نُزُولِهِ . رُوِيَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=689747أَنَّهُ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ ، فَلا يَبْقَى أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا يُؤْمِنُ بِهِ ، حَتَّى تَكُونَ الْمِلَّةُ وَاحِدَةً وَهِيَ nindex.php?page=treesubj&link=2704مِلَّةُ الْإِسْلامِ ، وَيُهْلِكُ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ ، وَتَقَعُ الْأَمَنَةُ حَتَّى تَرْتَعَ الْأَسْوَدُ مَعَ الْإِبِلِ ، وَالنُّمُورُ مَعَ الْبَقَرِ ، وَالذِّئَابُ مَعَ الْغَنَمِ ، وَيَلْعَبُ الصِّبْيَانُ بِالْحَيَّاتِ ، وَيَلْبَثُ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، ثُمَّ يُتَوَفَّى وَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ وَيَدْفِنُونَهُ ، وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ أَنَّهُ لا يَبْقَى أَحَدٌ مِنْ جَمِيعِ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ ، عَلَى أَنَّ اللَّهَ يُحْيِيهِمْ فِي قُبُورِهِمْ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ ، وَيُعْلِمُهُمْ نُزُولَهُ وَمَا أُنْزِلَ لَهُ ، وَيُؤْمِنُونَ بِهِ حِينَ لا يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ ، وَقِيلَ : الضَّمِيرُ فِي "بِهِ" يَرْجِعُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى ، وَقِيلَ : إِلَى
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .