الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون

                                                                                                                                                                                                يلمزك : يعيبك في قسمه الصدقات ويطعن عليك، قيل: هم المؤلفة قلوبهم. وقيل: هو ابن ذي الخويصرة رأس الخوارج، كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقسم غنائم حنين فقال: اعدل يا رسول الله، فقال صلوات الله عليه وسلامه: "ويلك إن لم أعدل فمن يعدل ؟" وقيل: هو أبو الجواظ، من المنافقين، قال : ألا ترون إلى صاحبكما! [ ص: 59 ] إنما يقسم صدقاتكم في رعاة الغنم، وهو يزعم أنه يعدل، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا أبا لك أما كان موسى راعيا، أما كان داود راعيا" فلما ذهب قال عليه الصلاة والسلام: "احذروا هذا وأصحابه; فإنهم منافقون". وقرئ: "يلمزك" بالضم، و"يلمزك" و"يلامزك" التثقيل والبناء على المفاعلة; مبالغة في اللمز، ثم وصفهم بأن رضاهم وسخطهم لأنفسهم، لا للدين وما فيه صلاح أهله; لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استعطف قلوب أهل مكة يومئذ بتوفير الغنائم عليهم فضجر المنافقون منه، و"إذا" للمفاجأة: أي: وإن لم يعطوا منها فاجؤوا للسخط .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية