الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم

                                                                                                                                                                                                تطهرهم : صفة لـ"صدقة" . وقرئ: "تطهرهم"، من أطهره بمعنى طهره، و "تطهرهم" بالجزم جوابا للأمر، ولم يقرأ: "وتزكيهم" إلا بإثبات الياء، والتاء في "تطهرهم" للخطاب أو لغيبة المؤنث، والتزكية: مبالغة في التطهير وزيادة فيه، أو بمعنى الإنماء والبركة في المال، وصل عليهم : واعطف عليهم بالدعاء لهم وترحم، والسنة أن يدعو المصدق لصاحب الصدقة إذا أخذها. وعن الشافعي -رحمه الله-: أحب أن يقول الوالي عند أخذ الصدقة: أجرك الله فيما أعطيت، وجعله طهورا، وبارك لك فيما أبقيت. وقرئ: "إن صلاتك"، على التوحيد، سكن لهم " : يسكنون إليه وتطمئن قلوبهم بأن الله قد تاب عليهم، والله سميع : يسمع اعترافهم بذنوبهم ودعاءهم، عليم : بما في ضمائرهم، والغم من الندم لما فرط منهم .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية