الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه واعلموا أن الله غني حميد

                                                                                                                                                                                                                                        يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم من حلاله أو جياده. ومما أخرجنا لكم من الأرض أي ومن طيبات ما أخرجنا لكم من الحبوب والثمرات والمعادن، فحذف المضاف لتقدم ذكره. ولا تيمموا الخبيث منه أي ولا تقصدوا الرديء منه أي من المال، أو مما أخرجنا لكم. وتخصيصه بذلك لأن التفاوت فيه أكثر، وقرئ « ولا تؤمموا » « ولا تيمموا » بضم التاء. تنفقون حال مقدرة من فاعل تيمموا، ويجوز أن يتعلق به منه ويكون الضمير للخبيث والجملة حالا منه. ولستم بآخذيه أي وحالكم أنكم لا تأخذونه في حقوقكم لرداءته. إلا أن تغمضوا فيه إلا أن تتسامحوا فيه، مجاز من أغمض بصره إذا غضه. وقرئ [ ص: 160 ] « تغمضوا » أي تحملوا على الإغماض، أو توجدوا مغمضين. وعن ابن عباس رضي الله عنه: كانوا يتصدقون بحشف التمر وشراره فنهوا عنه. واعلموا أن الله غني عن إنفاقكم، وإنما يأمركم به لانتفاعكم. حميد بقبوله وإثابته.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية