الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون أعد الله لهم عذابا شديدا إنهم ساء ما كانوا يعملون

                                                                                                                                                                                                                                        ألم تر إلى الذين تولوا والوا. قوما غضب الله عليهم يعني اليهود: ما هم منكم ولا منهم لأنهم منافقون مذبذبون بين ذلك. ويحلفون على الكذب وهو ادعاء الإسلام. وهم يعلمون أن المحلوف عليه كذب كمن يحلف بالغموس، وفي هذا التقييد دليل على أن الكذب يعم ما يعلم المخبر عدم مطابقته وما لا [ ص: 196 ] يعلم. وروي أنه عليه السلام كان في حجرة من حجراته فقال: «يدخل عليكم الآن رجل قلبه قلب جبار وينظر بعين شيطان، فدخل عبد الله بن نبتل المنافق وكان أزرق فقال عليه الصلاة والسلام له: علام تشتمني أنت وأصحابك؟ فحلف بالله ما فعل ثم جاء بأصحابه فحلفوا فنزلت».

                                                                                                                                                                                                                                        أعد الله لهم عذابا شديدا نوعا من العذاب متفاقما. إنهم ساء ما كانوا يعملون فتمرنوا على سوء العمل وأصروا عليه.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية