nindex.php?page=treesubj&link=28974_28328_28723_29677_29693_30232_30525_30803_33678_34308_34310_34315nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152ولقد صدقكم الله وعده نصب على أنه مفعول ثان ل "صدق" صريحا، وقيل: بنزع الجار، أي: في وعده نزلت حين قال ناس من المؤمنين عند رجوعهم إلى
المدينة: من أين أصابنا هذا وقد وعدنا الله تعالى بالنصر؟ وهو ما وعدهم على لسان نبيه عليه السلام من النصر، حيث قال للرماة:
nindex.php?page=hadith&LINKID=889871 "لا تبرحوا مكانكم [ ص: 99 ] فلن نزال غالبين ما ثبتم مكانكم"، وفي رواية أخرى
"لا تبرحوا عن هذا المكان فإنا لا نزال غالبين ما دمتم في هذا المكان"، وقد كان كذلك; فإن المشركين لما أقبلوا جعل الرماة يرشقونهم والباقون يضربونهم بالسيوف حتى انهزموا، والمسلمون على آثارهم يقتلونهم قتلا ذريعا، وذلك قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152إذ تحسونهم أي: تقتلونهم قتلا كثيرا فاشيا من حسه إذا أبطل حسه، وهو ظرف لـ"صدقكم". وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152بإذنه أي: بتيسيره وتوفيقه لتحقيق أن قتلهم بما وعدهم الله تعالى من النصر. وقيل: هو ما وعدهم بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=125إن تصبروا وتتقوا الآية، وقد مر تحقيق أن ذلك كان يوم
بدر، كيف لا؟ والموعود بما ذكر إمداده عز وجل بإنزال الملائكة عليهم السلام ، وتقييد صدق وعده تعالى بوقت قتلهم بإذنه تعالى صريح في أن الموعود هو النصر المعنوي والتيسير لا الإمداد بالملائكة. وقيل: هو ما وعده تعالى بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=151سنلقي إلخ
وأنت خبير بأن إلقاء الرعب كان عند تركهم القتال ورجوعهم من غير سبب أو بعد ذلك في الطريق على اختلاف الروايتين، وأيا ما كان; فلا سبيل إلى كونه مغبا بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152حتى إذا فشلتم أي: جبنتم وضعف رأيكم أو ملتم إلى الغنيمة فإن الحرص من ضعف القلب.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152وتنازعتم في الأمر فقال بعض الرماة - حين انهزم المشركون وولوا هاربين والمسلمون على أعقابهم قتلا وضربا- : فما موقفنا ههنا بعد هذا؟ وقال أميرهم
nindex.php?page=showalam&ids=4700عبد الله بن جبير رضي الله عنه: لا نخالف أمر الرسول صلى الله عليه وسلم فثبت مكانه في نفر دون العشرة من أصحابه ونفر الباقون للنهب، وذلك قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون أي: من الظفر والغنيمة وانهزام العدو، فلما رأى المشركون ذلك حملوا عليهم من قبل الشعب وقتلوا أمير الرماة ومن معه من أصحابه حسبما فصل في تفسير قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=144أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ، وجواب "إذا" محذوف وهو منعكم نصره. وقيل: هو امتحنكم ويرده جعل الابتداء غاية للصرف المترتب على منع النصر. وقيل: هو انقسمتم إلى قسمين كما ينبئ عنه قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152منكم من يريد الدنيا وهم الذين تركوا المركز وأقبلوا على النهب،
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152ومنكم من يريد الآخرة وهم الذين ثبتوا مكانهم حتى نالوا شرف الشهادة، هذا على تقدير كون "إذا" شرطية و"حتى" ابتدائية داخلة على الجملة الشرطية. وقيل: "إذا" اسم كما في قولهم: "إذا يقوم زيد يقوم عمرو"، و"حتى" حرف جر بمعنى إلى متعلقة بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152صدقكم باعتبار تضمنه لمعنى النصر كأنه قيل: لقد نصركم الله إلى وقت فشلكم وتنازعكم إلخ، وعلى هذا فقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152ثم صرفكم عنهم عطف على ذلك وعلى الأول عطف على الجواب المحذوف كما أشير إليه، والجملتان الظرفيتان اعتراض بين المتعاطفين، أي: كفكم عنهم حتى حالت الحال ودالت الدولة، وفيه من اللطف بالمسلمين ما لا يخفى.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152ليبتليكم أي: يعاملكم معاملة من يمتحنكم بالمصائب ليظهر ثباتكم على الإيمان عندها.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152ولقد عفا عنكم تفضلا ولما علم من ندمكم على المخالفة.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152والله ذو فضل على المؤمنين تذييل مقرر لمضمون ما قبله ومؤذن بأن ذلك العفو بطريق التفضل والإحسان لا بطريق الوجوب عليه، أي: شأنه أن يتفضل عليهم بالعفو أو هو متفضل عليهم في جميع الأحوال أديل لهم أو أديل عليهم; إذ الابتلاء أيضا رحمة، والتنكير للتفخيم والمراد بالمؤمنين: إما المخاطبون والإظهار في موقع الإضمار للتشريف والإشعار بعلة الحكم، وإما الجنس وهم داخلون في الحكم دخولا أوليا.
nindex.php?page=treesubj&link=28974_28328_28723_29677_29693_30232_30525_30803_33678_34308_34310_34315nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مِنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مِنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ نُصِبَ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ ثَانٍ لِ "صَدَقَ" صَرِيحَاً، وَقِيلَ: بِنَزْعِ الْجَارِّ، أَيْ: فِي وَعْدِهِ نَزَلَتْ حِينَ قَالَ نَاسٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ عِنْدَ رُجُوعِهِمْ إِلَى
الْمَدِينَةِ: مِنْ أَيْنَ أَصَابَنَا هَذَا وَقَدْ وَعَدَنَا اللَّهُ تَعَالَى بِالنَّصْرِ؟ وَهُوَ مَا وَعَدَهُمْ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنَ النَّصْرِ، حَيْثُ قَالَ لِلرُّمَاةِ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=889871 "لَا تَبْرَحُوا مَكَانَكُمْ [ ص: 99 ] فَلَنْ نَزَالَ غَالِبِينَ مَا ثَبَتُّمْ مَكَانَكُمْ"، وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى
"لَا تَبْرَحُوا عَنْ هَذَا الْمَكَانِ فَإِنَّا لَا نَزَالُ غَالِبِينَ مَا دُمْتُمْ فِي هَذَا الْمَكَانِ"، وَقَدْ كَانَ كَذَلِكَ; فَإِنَّ الْمُشْرِكِينَ لَمَّا أَقْبَلُوا جَعَلَ الرُّمَاةُ يَرْشُقُونَهُمْ وَالْبَاقُونَ يَضْرِبُونَهُمْ بِالسُّيُوفِ حَتَّى انْهَزَمُوا، وَالْمُسْلِمُونَ عَلَى آثَارِهِمْ يَقْتُلُونَهُمْ قَتْلَاً ذَرِيعَاً، وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152إِذْ تَحُسُّونَهُمْ أَيْ: تَقْتُلُونَهُمْ قَتْلَاً كَثِيرَاً فَاشِيَاً مِنْ حَسَّهُ إِذَا أَبْطَلَ حِسَّهُ، وَهُوَ ظَرْفٌ لِـ"صَدَقَكُمْ". وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152بِإِذْنِهِ أَيْ: بِتَيْسِيرِهِ وَتَوْفِيقِهِ لِتَحْقِيقِ أَنَّ قَتْلَهُمْ بِمَا وَعَدَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ النَّصْرِ. وَقِيلَ: هُوَ مَا وَعَدَهُمْ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=125إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا الْآيَةِ، وَقَدْ مَرَّ تَحْقِيقُ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ يَوْمَ
بَدْرٍ، كَيْفَ لَا؟ وَالْمَوْعُودُ بِمَا ذَكَرَ إِمْدَادُهُ عَزَّ وَجَلَّ بِإِنْزَالِ الْمَلَائِكَةِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ ، وَتَقْيِيدُ صِدْقِ وَعْدِهِ تَعَالَى بِوَقْتِ قَتْلِهِمْ بِإِذْنِهِ تَعَالَى صَرِيحٌ فِي أَنَّ الْمَوْعُودَ هُوَ النَّصْرُ الْمَعْنَوِيُّ وَالتَّيْسِيرُ لَا الْإِمْدَادُ بِالْمَلَائِكَةِ. وَقِيلَ: هُوَ مَا وَعَدَهُ تَعَالَى بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=151سَنُلْقِي إِلَخْ
وَأَنْتَ خَبِيرٌ بِأَنَّ إِلْقَاءَ الرُّعْبِ كَانَ عِنْدَ تَرْكِهِمِ الْقِتَالَ وَرُجُوعِهِمْ مِنْ غَيْرِ سَبَبٍ أَوْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الطَّرِيقِ عَلَى اخْتِلَافِ الرِّوَايَتَيْنِ، وَأَيَّاً مَا كَانَ; فَلَا سَبِيلَ إِلَى كَوْنِهِ مَغَبَّاً بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ أَيْ: جَبُنْتُمْ وَضَعُفَ رَأْيُكُمْ أَوْ مِلْتُمْ إِلَى الْغَنِيمَةِ فَإِنَّ الْحِرْصَ مِنْ ضَعْفِ الْقَلْبِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ فَقَالَ بَعْضُ الرُّمَاةِ - حِينَ انْهَزَمَ الْمُشْرِكُونَ وَوَلَّوْا هَارِبِينَ وَالْمُسْلِمُونَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ قَتْلَاً وَضَرْبَاً- : فَمَا مَوْقِفُنَا هَهُنَا بَعْدَ هَذَا؟ وَقَالَ أَمِيرُهُمْ
nindex.php?page=showalam&ids=4700عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُبَيْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا نُخَالِفُ أَمْرَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَثَبَتَ مَكَانَهُ فِي نَفَرٍ دُونَ الْعَشْرَةِ مِنْ أَصْحَابِهِ وَنَفَرَ الْبَاقُونَ لِلنَّهْبِ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ أَيْ: مِنَ الظَّفَرِ وَالْغَنِيمَةِ وَانْهِزَامِ الْعَدُوِّ، فَلَمَّا رَأَى الْمُشْرِكُونَ ذَلِكَ حَمَلُوا عَلَيْهِمْ مِنْ قِبَلِ الشِّعْبِ وَقَتَلُوا أَمِيرَ الرُّمَاةِ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ حَسْبَمَا فُصِّلَ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=144أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ، وَجَوَابُ "إِذَا" مَحْذُوفٌ وَهُوَ مَنَعَكُمْ نَصْرَهُ. وَقِيلَ: هُوَ امْتَحَنَكُمْ وَيَرُدُّهُ جَعْلُ الِابْتِدَاءِ غَايَةً لِلصَّرْفِ الْمُتَرَتِّبِ عَلَى مَنْعِ النَّصْرِ. وَقِيلَ: هُوَ انْقَسَمْتُمْ إِلَى قِسْمَيْنِ كَمَا يُنْبِئُ عَنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَهُمُ الَّذِينَ تَرَكُوُا الْمَرْكَزَ وَأَقْبَلُوا عَلَى النَّهْبِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَهُمُ الَّذِينَ ثَبَتُوا مَكَانَهُمْ حَتَّى نَالُوا شَرَفَ الشَّهَادَةِ، هَذَا عَلَى تَقْدِيرِ كَوْنِ "إِذَا" شَرْطِيَّةً وَ"حَتَّى" ابْتِدَائِيَّةً دَاخِلَةً عَلَى الْجُمْلَةِ الشَّرْطِيَّةِ. وَقِيلَ: "إِذَا" اسْمٌ كَمَا فِي قَوْلِهِمْ: "إِذَا يَقُومُ زَيْدٌ يَقُومُ عَمْرُوٌ"، وَ"حَتَّى" حَرْفُ جَرٍّ بِمَعْنَى إِلَى مُتَعَلِّقَةٌ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152صَدَقَكُمُ بِاعْتِبَارِ تَضَمُّنِهِ لِمَعْنَى النَّصْرِ كَأَنَّهُ قِيلَ: لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ إِلَى وَقْتِ فَشَلِكُمْ وَتَنَازُعِكُمْ إِلَخْ، وَعَلَى هَذَا فَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ عَطْفٌ عَلَى ذَلِكَ وَعَلَى الْأَوَّلِ عُطِفَ عَلَى الْجَوَابِ الْمَحْذُوفِ كَمَا أُشِيرَ إِلَيْهِ، وَالْجُمْلَتَانِ الظَّرْفِيَّتَانِ اعْتِرَاضٌ بَيْنَ الْمُتَعَاطِفِينَ، أَيْ: كَفَّكُمْ عَنْهُمْ حَتَّى حَالَتِ الْحَالُ وَدَالَتِ الدَّوْلَةُ، وَفِيهِ مِنَ اللُّطْفِ بِالْمُسْلِمِينَ مَا لَا يَخْفَى.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152لِيَبْتَلِيَكُمْ أَيْ: يُعَامِلَكُمْ مُعَامَلَةَ مَنْ يَمْتَحِنُكُمْ بِالْمَصَائِبِ لِيَظْهَرَ ثَبَاتُكُمْ عَلَى الْإِيمَانِ عِنْدَهَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ تَفَضُّلَاً وَلِمَا عَلِمَ مِنْ نَدَمِكُمْ عَلَى الْمُخَالَفَةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ تَذْيِيلٌ مُقَرِّرٌ لِمَضْمُونِ مَا قَبْلَهُ وَمُؤْذِنٌ بِأَنَّ ذَلِكَ الْعَفْوَ بِطَرِيقِ التَّفَضُّلِ وَالْإِحْسَانِ لَا بِطَرِيقِ الْوُجُوبِ عَلَيْهِ، أَيْ: شَأْنُهُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْهِمْ بِالْعَفْوِ أَوْ هُوَ مُتَفَضِّلٌ عَلَيْهِمْ فِي جَمِيعِ الْأَحْوَالِ أُدِيلَ لَهُمْ أَوْ أُدِيلَ عَلَيْهِمْ; إِذِ الْابْتِلَاءُ أَيْضَاً رَحْمَةٌ، وَالتَّنْكِيرُ لِلتَّفْخِيمِ وَالْمُرَادُ بِالْمُؤْمِنِينَ: إِمَّا الْمُخَاطَبُونَ وَالْإِظْهَارُ فِي مَوْقِعِ الْإِضْمَارِ لِلتَّشْرِيفِ وَالْإِشْعَارِ بِعِلَّةِ الْحُكْمِ، وَإِمَّا الْجِنْسُ وَهُمْ دَاخِلُونَ فِي الْحُكْمِ دُخُولَاً أَوَّلِيَّاً.