nindex.php?page=treesubj&link=28974_18791_20002_28723_29687_30451_30563_30569_30803_34091_34103nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شيء قل إن الأمر كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154ثم أنزل عليكم عطف على قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=153فأثابكم والخطاب للمؤمنين حقا.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154من بعد الغم أي: الغم المذكور، والتصريح بتأخر الإنزال عنه مع دلالة "ثم" عليه وعلى تراخيه عنه لزيادة البيان وتذكير عظم النعمة كما في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=119ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا الآية.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154أمنة أي: أمنا، نصب على المفعولية. وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154نعاسا بدل منها أو عطف بيان، وقيل: مفعول له أو هو المفعول، و
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154 "أمنة" حال منه متقدمة عليه أو مفعول له أو حال من المخاطبين على تقدير مضاف، أي: ذوي أمنة أو على أنه جمع آمن كبار وبررة. وقرئ بسكون الميم كأنها مرة من الأمن، وتقديم الظرفين على المفعول الصريح لما مر
[ ص: 101 ] غير مرة من الاعتناء بشأن المقدم والتشويق إلى المؤخر، وتخصيص الخوف من بين فنون الغم بالإزالة لأنه المهم عندهم حينئذ لما أن المشركين لما انصرفوا كانوا يتوعدون المسلمين بالرجوع فلم يأمنوا كرتهم وكانوا تحت الحجف متأهبين للقتال فأنزل الله تعالى عليهم الأمنة فأخذهم النعاس. قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما: أمنهم يومئذ بنعاس تغشاهم بعد خوف، وإنما ينعس من أمن والخائف لا ينام. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15الزبير رضي الله عنه: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم حين اشتد الخوف فأنزل الله علينا النوم والله إني لأسمع قول
معتب بن قشير والنعاس يغشاني ما أسمعه إلا كالحلم يقول: لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ههنا. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=86أبو طلحة رضي الله عنه: رفعت رأسي يوم
أحد فجعلت لا أرى أحدا من القوم إلا وهو يميد تحت حجفته من النعاس، قال: وكنت ممن ألقي عليه النعاس يومئذ فكان السيف يسقط من يدي فآخذه ثم يسقط السوط من يدي فآخذه. وفيه دلالة على أن من المؤمنين من لم يلق عليه النعاس كما ينبئ عنه قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154يغشى طائفة منكم . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: هم
المهاجرون وعامة
الأنصار ولا يقدح ذلك في عموم الإنزال للكل، والجملة في محل النصب على أنها صفة ل "نعاسا". وقرئ بالتاء على أنها صفة ل
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154 "أمنة"، وفيه أن الصفة حقها أن تتقدم على البدل وعطف البيان وأن لا يفصل بينها وبين الموصوف بالمفعول له وأن المعهود أن يحدث عن البدل دون المبدل منه.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154وطائفة قد أهمتهم أنفسهم أي: أوقعتهم في الهموم والأحزان أو ما بهم إلا هم أنفسهم، وقصد خلاصها من قولهم: همني الشيء، أي: كان من همتي وقصدي، والقصر مستفاد بمعونة المقام، و "طائفة" مبتدأ وما بعدها إما خبرها وإنما جاز ذلك مع كونها نكرة لاعتمادها على واو الحال كما في قوله:
سرينا ونجم قد أضاء فمذ بدا ... محياك أخفى ضوءه كل شارق
أو لوقوعها في موضع التفصيل كما في قوله:
إذا ما بكى من خلفها انصرفت له بشق ... وشق عندنا لم يحول
وإما صفتها والخبر محذوف، أي: ومعكم طائفة أو وهناك، وقيل: تقديره: ومنكم طائفة، وفيه أنه يقتضي دخول المنافقين في الخطاب بإنزال الأمنة، وأيا ما كان; فالجملة إما حالية مبينة لفظاعة الهول مؤكدة لعظم النعمة في الخلاص عنه كما في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=67أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم وإما مستأنفة مسوقة لبيان حال المنافقين وقوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154يظنون بالله حال من ضمير
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154 "أهمتهم" أو من "طائفة" لتخصصها بالصفة أو صفة أخرى لها أو خبر بعد خبر أو استئناف مبين لما قبله، وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154غير الحق في حكم المصدر، أي: يظنون به تعالى غير الظن الحق الذي يجب أن يظن به سبحانه وقوله تعالى.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154ظن الجاهلية بدل منه وهو الظن المختص بالملة الجاهلية، والإضافة كما في حاتم الجود ورجل صدق. وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154يقولون بدل من يظنون لما أن مسألتهم كانت صادرة عن الظن، أي: يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم على صورة الاسترشاد.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154هل لنا من الأمر أي: من أمر الله تعالى ووعده من النصر والظفر.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154من شيء أي: من نصيب قط، أو هل لنا من التدبير من شيء. وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154قل إن الأمر كله لله أي: الغلبة بالآخرة لله تعالى ولأوليائه، فإن حزب الله هم الغالبون أو إن التدبير كله لله، فإنه تعالى قد دبر الأمر كما جرى في سابق قضائه فلا مرد له. وقرئ "كله" بالرفع على الابتداء. وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154يخفون في أنفسهم أي: يضمرون فيها أو يقولون فيما بينهم بطريق الخفية.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154ما لا يبدون لك استئناف أو حال من ضمير "يقولون". وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154إن الأمر إلخ اعتراض بين الحال وصاحبها،
[ ص: 102 ] أي: يقولون ما يقولون مظهرين أنهم مسترشدون طالبون للنصر مبطنين الإنكار والتكذيب. وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154يقولون استئناف وقع جوابا عن سؤال نشأ مما قبله، كأنه قيل: أي شيء يخفون؟ فقيل: يحدثون أنفسهم أو يقول بعضهم لبعض فيما بينهم خفية.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154لو كان لنا من الأمر شيء كما وعد
محمد عليه الصلاة والسلام من أن الغلبة لله تعالى ولأوليائه وأن الأمر كله لله، أو لو كان لنا من التدبير والرأى شيء.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154ما قتلنا ها هنا أي: ما غلبنا أو ما قتل من قتل منا في هذه المعركة،، على أن النفي راجع إلى نفس القتل لا إلى وقوعه فيها فقط ، ولما برحنا من منازلنا كما رآه
ابن أبي، ويؤيده تعيين مكان القتل وكذا قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154قل لو كنتم في بيوتكم أي: لو لم تخرجوا إلى أحد وقعدتم بالمدينة كما يقولون.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154لبرز الذين كتب عليهم القتل أي: في اللوح المحفوظ بسبب من الأسباب الداعية إلى البروز.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154إلى مضاجعهم إلى مصارعهم التي قدر الله تعالى قتلهم فيها وقتلوا هنالك البتة ولم تنفع العزيمة على الإقامة بالمدينة قطعا، فإن قضاء الله تعالى لا يرد وحكمه لا يعقب، وفيه مبالغة في رد مقالتهم الباطلة حيث لم يقتصر على تحقيق نفس القتل كما في قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=78أينما تكونوا يدرككم الموت بل عين مكانه أيضا، ولا ريب في تعين زمانه أيضا لقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=34فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون . روي أن ملك الموت حضر مجلس
سليمان عليه الصلاة والسلام فنظر إلى رجل من أهل المجلس نظرة هائلة فلما قام، قال الرجل: من هذا؟ فقال
سليمان عليه السلام: ملك الموت، قال: أرسلني مع الريح إلى عالم آخر فإني رأيت منه مرأى هائلا فأمرها عليه السلام فألقته في قطر سحيق من أقطار العالم، فما لبث أن عاد ملك الموت إلى
سليمان عليه السلام فقال: كنت أمرت بقبض روح ذلك الرجل في هذه الساعة في أرض كذا فلما وجدته في مجلسك قلت متى يصل هذا إليها وقد أرسلته بالريح إلى ذلك المكان فوجدته هناك فقضي أمر الله عز وجل في زمانه ومكانه من غير إخلال بشيء من ذلك. وقرئ "كتب" على البناء للفاعل ونصب القتل. وقرئ "كتب عليهم القتال". وقرئ "لبرز" بالتشديد على البناء للمفعول.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154وليبتلي الله ما في صدوركم أي: ليعاملكم معاملة من يبتلي ما في صدوركم من الإخلاص والنفاق ويظهر ما فيها من السرائر، وهو علة لفعل مقدر قبلها معطوفة على علل لها أخرى مطوية للإيذان بكثرتها، كأنه قيل: فعل ما فعل لمصالح جمة وليبتلي إلخ وجعلها عللا ل برز يأباه الذوق السليم، فإن مقتضى المقام بيان حكمة ما وقع يومئذ من الشدة والهول لا بيان حكمة البروز المفروض أو لفعل مقدر بعدها، أي: وللابتلاء المذكور فعل ما فعل لا لعدم العناية بأمر المؤمنين ونحو ذلك وتقدير الفعل مقدما خال عن هذه المزية.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154وليمحص ما في قلوبكم من مخفيات الأمور ويكشفها أو يخلصها من الوساوس.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154والله عليم بذات الصدور أي: السرائر والضمائر الخفية التي لا تكاد تفارق الصدور بل تلازمها وتصاحبها، والجملة إما اعتراض للتنبيه على أن الله تعالى غني عن
nindex.php?page=treesubj&link=34308الابتلاء وإنما يبرز صورة الابتلاء لتمرين المؤمنين وإظهار حال المنافقين أو حال من متعلق الفعلين، أي: فعل ما فعل للابتلاء والتمحيص، والحال أنه تعالى غني عنهما محيط بخفيات الأمور وفيه وعد ووعيد.
nindex.php?page=treesubj&link=28974_18791_20002_28723_29687_30451_30563_30569_30803_34091_34103nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنْ الأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرِ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسُهُمْ مَا لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنْ الأَمْرِ شَيْءٍ مَا قُتِلْنَا هَا هُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ عَطْفٌ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=153فَأَثَابَكُمْ وَالْخِطَابُ لِلْمُؤْمِنِينَ حَقَّاً.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَيِ: الْغَمِّ الْمَذْكُورِ، وَالتَّصْرِيحُ بِتَأَخُّرِ الْإِنْزَالِ عَنْهُ مَعَ دِلَالَةِ "ثُمَّ" عَلَيْهِ وَعَلَى تَرَاخِيهِ عَنْهُ لِزِيَادَةِ الْبَيَانِ وَتَذْكِيرِ عِظَمِ النِّعْمَةِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=119ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا الْآيَةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154أَمَنَةً أَيْ: أَمْنَاً، نُصِبَ عَلَى الْمَفْعُولِيَّةِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154نُعَاسًا بَدَلٌ مِنْهَا أَوْ عَطْفُ بَيَانٍ، وَقِيلَ: مَفْعُولٌ لَهُ أَوْ هُوَ الْمَفْعُولُ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154 "أَمَنَةً" حَالٌ مِنْهُ مُتَقَدِّمَةٌ عَلَيْهِ أَوْ مَفْعُولٌ لَهُ أَوْ حَالٌ مِنَ الْمُخَاطَبِينَ عَلَى تَقْدِيرِ مُضَافٍ، أَيْ: ذَوِي أَمَنَةٍ أَوْ عَلَى أَنَّهُ جَمْعُ آمِنٍ كَبَارٍّ وَبَرَرَةٍ. وَقُرِئَ بِسُكُونِ الْمِيمِ كَأَنَّهَا مَرَّةٌ مِنَ الْأَمْنِ، وَتَقْدِيمُ الظَّرْفَيْنِ عَلَى الْمَفْعُولِ الصَّرِيحِ لِمَا مَرَّ
[ ص: 101 ] غَيْرَ مَرَّةٍ مِنَ الْاعْتِنَاءِ بِشَأْنِ الْمُقْدَّمِ وَالتَّشْوِيقِ إِلَى الْمُؤَخَّرِ، وَتَخْصِيصُ الْخَوْفِ مِنْ بَيْنِ فُنُونِ الْغَمِّ بِالْإِزَالَةِ لِأَنَّهُ الْمُهِمُّ عِنْدَهُمْ حِينَئِذٍ لِمَا أَنَّ الْمُشْرِكِينَ لَمَّا انْصَرَفُوا كَانُوا يَتَوَعَّدُونَ الْمُسْلِمِينَ بِالرُّجُوعِ فَلَمْ يَأْمَنُوا كَرَّتَهُمْ وَكَانُوا تَحْتَ الْحَجَفِ مُتَأَهِّبِينَ لِلْقِتَالِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمُ الْأَمَنَةَ فَأَخَذَهُمُ النُّعَاسُ. قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَمَّنَهُمْ يَوْمَئِذٍ بِنُعَاسٍ تَغَشَّاهُمْ بَعْدَ خَوْفٍ، وَإِنَّمَا يَنْعَسُ مَنْ أَمِنَ وَالْخَائِفُ لَا يَنَامُ. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15الزُّبَيْرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ اشْتَدَّ الْخَوْفُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْنَا النَّوْمَ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْمَعُ قَوْلَ
مُعَتِّبِ بْنِ قُشَيْرٍ وَالنُّعَاسُ يَغْشَانِي مَا أَسْمَعُهُ إِلَّا كَالْحُلْمِ يَقُولُ: لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَهُنَا. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=86أَبُو طَلْحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: رَفَعْتُ رَأْسِي يَوْمَ
أُحُدٍ فَجَعَلْتُ لَا أَرَى أَحَدَاً مِنَ الْقَوْمِ إِلَّا وَهُوَ يَمِيدُ تَحْتَ حَجَفَتِهِ مِنَ النُّعَاسِ، قَالَ: وَكُنْتُ مِمَّنْ أُلْقِيَ عَلَيْهِ النُّعَاسُ يَوْمَئِذٍ فَكَانَ السَّيْفُ يَسْقُطُ مِنْ يَدِي فَآخُذُهُ ثُمَّ يَسْقُطُ السَّوْطُ مِنْ يَدِي فَآخُذُهُ. وَفِيهِ دِلَالَةٌ عَلَى أَنَّ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ لَمْ يُلْقَ عَلَيْهِ النُّعَاسُ كَمَا يُنْبِئُ عَنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ: هُمُ
الْمُهَاجِرُونَ وَعَامَّةُ
الْأَنْصَارِ وَلَا يَقْدَحُ ذَلِكَ فِي عُمُومِ الْإِنْزَالِ لِلْكُلِّ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ عَلَى أَنَّهَا صِفَةٌ لِ "نُعَاسَاً". وَقُرِئَ بِالتَّاءِ عَلَى أَنَّهَا صِفَةٌ لِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154 "أَمَنَةً"، وَفِيهِ أَنَّ الصِّفَةَ حَقُّهَا أَنْ تَتَقَدَّمَ عَلَى الْبَدَلِ وَعَطْفِ الْبَيَانِ وَأَنْ لَا يُفْصَلَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْمَوْصُوفِ بِالْمَفْعُولِ لَهُ وَأَنَّ الْمَعْهُودَ أَنْ يُحَدَّثَ عَنِ الْبَدَلِ دُونَ الْمُبْدَلِ مِنْهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَيْ: أَوْقَعَتْهُمْ فِي الْهُمُومِ وَالْأَحْزَانِ أَوْ مَا بِهِمْ إِلَّا هَمُّ أَنْفُسِهِمْ، وَقَصْدُ خَلَاصِهَا مِنْ قَوْلِهِمْ: هَمَّنِي الشَّيْءُ، أَيْ: كَانَ مِنْ هِمَّتِي وَقَصْدِي، وَالْقَصْرُ مُسْتَفَادٌ بِمَعُونَةِ الْمَقَامِ، وَ "طَائِفَةٌ" مُبْتَدَأٌ وَمَا بَعْدَهَا إِمَّا خَبَرُهَا وَإِنَّمَا جَازَ ذَلِكَ مَعَ كَوْنِهَا نَكِرَةً لِاعْتِمَادِهَا عَلَى وَاوِ الْحَالِ كَمَا فِي قَوْلِهِ:
سَرَيْنَا وَنَجْمٌ قَدْ أَضَاءَ فَمُذْ بَدَا ... مُحَيَّاكِ أَخْفَى ضَوْءُهُ كُلَّ شَارِقِ
أَوْ لِوُقُوعِهَا فِي مَوْضِعِ التَّفْصِيلِ كَمَا فِي قَوْلِهِ:
إِذَا مَا بَكَى مِنْ خَلْفِهَا انْصَرَفَتْ لَهُ بِشِقٍّ ... وَشِقٌّ عِنْدَنَا لَمْ يُحَوَّلِ
وَإِمَّا صِفَتُهَا وَالْخَبَرُ مَحْذُوفٌ، أَيْ: وَمَعَكُمْ طَائِفَةٌ أَوْ وَهُنَاكَ، وَقِيلَ: تَقْدِيرُهُ: وَمِنْكُمْ طَائِفَةٌ، وَفِيهِ أَنَّهُ يَقْتَضِي دُخُولَ الْمُنَافِقِينَ فِي الْخِطَابِ بِإِنْزَالِ الْأَمَنَةِ، وَأَيَّاً مَا كَانَ; فَالْجُمْلَةُ إِمَّا حَالِيَّةٌ مُبَيِّنَةٌ لِفَظَاعَةِ الْهَوْلِ مُؤَكِّدَةٌ لِعِظَمِ النِّعْمَةِ فِي الْخَلَاصِ عَنْهُ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=67أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ وَإِمَّا مُسْتَأْنِفَةٌ مَسُوقَةٌ لِبَيَانِ حَالِ الْمُنَافِقِينَ وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154يَظُنُّونَ بِاللَّهِ حَالٌ مِنْ ضَمِيرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154 "أَهَمَّتْهُمْ" أَوْ مِنْ "طَائِفَةٌ" لِتَخَصُّصِهَا بِالصِّفَةِ أَوْ صِفَةٌ أُخْرَى لَهَا أَوْ خَبَرٌ بَعْدَ خَبَرٍ أَوِ اسْتِئْنَافٌ مُبَيِّنٌ لِمَا قَبْلَهُ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154غَيْرَ الْحَقِّ فِي حُكْمِ الْمَصْدَرِ، أَيْ: يَظُنُّونَ بِهِ تَعَالَى غَيْرَ الظَّنِّ الْحَقِّ الَّذِي يَجِبُ أَنْ يُظَنَّ بِهِ سُبْحَانَهُ وَقَوْلُهُ تَعَالَى.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ بَدَلٌ مِنْهُ وَهُوَ الظَّنُّ الْمُخْتَصُّ بِالْمِلَّةِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَالْإِضَافَةُ كَمَا فِي حَاتِمِ الْجُودِ وَرَجُلِ صِدْقٍ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154يَقُولُونَ بَدَلٌ مِنْ يَظُنُّونَ لِمَا أَنَّ مَسْأَلَتَهُمْ كَانَتْ صَادِرَةً عَنِ الظَّنِّ، أَيْ: يَقُولُونَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى صُورَةِ الِاسْتِرْشَادِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154هَلْ لَنَا مِنَ الأَمْرِ أَيْ: مِنْ أَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى وَوَعْدِهِ مِنَ النَّصْرِ وَالظَّفَرِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154مِنْ شَيْءٍ أَيْ: مِنْ نَصِيبٍ قَطُّ، أَوْ هَلْ لَنَا مِنَ التَّدْبِيرِ مِنْ شَيْءٍ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ أَيِ: الْغَلَبَةَ بِالْآخِرَةِ لِلَّهِ تَعَالَى وَلِأَوْلِيَائِهِ، فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ أَوْ إِنَّ التَّدْبِيرَ كُلَّهُ لِلَّهِ، فَإِنَّهُ تَعَالَى قَدْ دَبَّرَ الْأَمْرَ كَمَا جَرَى فِي سَابِقِ قَضَائِهِ فَلَا مَرَدَّ لَهُ. وَقُرِئَ "كُلُّهُ" بِالرَّفْعِ عَلَى الِابْتِدَاءِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ أَيْ: يُضْمِرُونَ فِيهَا أَوْ يَقُولُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ بِطَرِيقِ الْخُفْيَةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154مَا لا يُبْدُونَ لَكَ اسْتِئْنَافٌ أَوْ حَالٌ مِنْ ضَمِيرِ "يَقُولُونَ". وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154إِنَّ الأَمْرَ إِلَخَّ اعْتِرَاضٌ بَيْنَ الْحَالِ وَصَاحِبِهَا،
[ ص: 102 ] أَيْ: يَقُولُونَ مَا يَقُولُونَ مُظْهِرِينَ أَنَّهُمْ مُسْتَرْشِدُونَ طَالِبُونَ لِلنَّصْرِ مُبْطِنِينَ الْإِنْكَارَ وَالتَّكْذِيبَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154يَقُولُونَ اسْتِئْنَافٌ وَقَعَ جَوَابَاً عَنْ سُؤَالٍ نَشَأَ مِمَّا قَبْلَهُ، كَأَنَّهُ قِيلَ: أَيُّ شَيْءٍ يُخْفُونَ؟ فَقِيلَ: يُحَدِّثُونَ أَنْفُسَهُمْ أَوْ يَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ فِيمَا بَيْنَهُمْ خُفْيَةً.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ كَمَا وَعَدَ
مُحَمَّدٌ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مِنْ أَنَّ الْغَلَبَةَ لِلَّهِ تَعَالَى وَلِأَوْلِيَائِهِ وَأَنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ، أَوْ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ التَّدْبِيرِ وَالرَّأْىِ شَيْءٌ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154مَا قُتِلْنَا هَا هُنَا أَيْ: مَا غُلِبْنَا أَوْ مَا قُتِلَ مَنْ قُتِلَ مِنَّا فِي هَذِهِ الْمَعْرَكَةِ،، عَلَى أَنَّ النَّفْيَ رَاجِعٌ إِلَى نَفْسِ الْقَتْلِ لَا إِلَى وُقُوعِهِ فِيهَا فَقَطْ ، وَلَمَا بَرِحْنَا مِنْ مَنَازِلِنَا كَمَا رَآهُ
ابْنُ أُبَيٍّ، وَيُؤَيِّدُهُ تَعْيِينُ مَكَانِ الْقَتْلِ وَكَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ أَيْ: لَوْ لَمْ تَخْرُجُوا إِلَى أُحُدٍ وَقَعَدْتُمْ بِالْمَدِينَةِ كَمَا يَقُولُونَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ أَيْ: فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ بِسَبَبٍ مِنَ الْأَسْبَابِ الدَّاعِيَةِ إِلَى الْبُرُوزِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154إِلَى مَضَاجِعِهِمْ إِلَى مَصَارِعِهِمُ الَّتِي قَدَّرَ اللَّهُ تَعَالَى قَتْلَهُمْ فِيهَا وَقُتِلُوا هُنَالِكَ الْبَتَّةَ وَلَمْ تَنْفَعِ الْعَزِيمَةُ عَلَى الْإِقَامَةِ بِالْمَدِينَةِ قَطْعَاً، فَإِنَّ قَضَاءَ اللَّهِ تَعَالَى لَا يُرَدُّ وَحُكْمَهُ لَا يُعَقَّبُ، وَفِيهِ مُبَالَغَةٌ فِي رَدِّ مَقَالَتِهِمِ الْبَاطِلَةِ حَيْثُ لَمْ يُقْتَصَرْ عَلَى تَحْقِيقِ نَفْسِ الْقَتْلِ كَمَا فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=78أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ بَلْ عُيِّنَ مَكَانُهُ أَيْضَاً، وَلَا رَيْبَ فِي تَعَيُّنِ زَمَانِهِ أَيْضَاً لِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=34فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ . رُوِيَ أَنَّ مَلَكَ الْمَوْتِ حَضَرَ مَجْلِسَ
سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فَنَظَرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَجْلِسِ نَظْرَةً هَائِلَةً فَلَمَّا قَامَ، قَالَ الرَّجُلُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ
سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَلَكُ الْمَوْتِ، قَالَ: أَرْسِلْنِي مَعَ الرِّيحِ إِلَى عَالَمٍ آخَرَ فَإِنِّي رَأَيْتُ مِنْهُ مَرْأَىً هَائِلَاً فَأَمَرَهَا عَلَيْهِ السَّلَامُ فَأَلْقَتْهُ فِي قُطْرٍ سَحِيقٍ مِنْ أَقْطَارِ الْعَالَمِ، فَمَا لَبِثَ أَنْ عَادَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى
سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ: كُنْتُ أُمِرْتُ بِقَبْضِ رُوحِ ذَلِكَ الرَّجُلِ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ فِي أَرْضِ كَذَا فَلَمَّا وَجَدْتُهُ فِي مَجْلِسِكَ قُلْتُ مَتَى يَصِلُ هَذَا إِلَيْهَا وَقَدْ أَرْسَلْتَهُ بِالرِّيحِ إِلَى ذَلِكَ الْمَكَانِ فَوَجَدْتُهُ هُنَاكَ فَقُضِيَ أَمْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي زَمَانِهِ وَمَكَانِهِ مِنْ غَيْرِ إِخْلَالٍ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ. وَقُرِئَ "كَتَبَ" عَلَى الْبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ وَنَصْبِ الْقَتْلِ. وَقُرِئَ "كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ". وَقُرِئَ "لَبُرِّزَ" بِالتَّشْدِيدِ عَلَى الْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَيْ: لِيُعَامِلَكُمْ مُعَامَلَةَ مَنْ يَبْتَلِي مَا فِي صُدُورِكُمْ مِنَ الْإِخْلَاصِ وَالنِّفَاقِ وَيُظْهِرَ مَا فِيهَا مِنَ السَّرَائِرِ، وَهُوَ عِلَّةٌ لِفِعْلٍ مُقَدَّرٍ قَبْلَهَا مَعْطُوفَةٌ عَلَى عِلَلٍ لَهَا أُخْرَى مَطْوِيَّةٍ لِلْإِيذَانِ بِكَثْرَتِهَا، كَأَنَّهُ قِيلَ: فَعَلَ مَا فَعَلَ لِمَصَالِحَ جَمَّةٍ وَلِيَبْتَلِيَ إِلَخْ وَجَعْلُهَا عِلَلَاً لِ بَرَزَ يَأْبَاهُ الذَّوْقُ السَّلِيمُ، فَإِنَّ مُقْتَضَى الْمَقَامِ بَيَانُ حِكْمَةِ مَا وَقَعَ يَوْمَئِذٍ مِنَ الشِّدَّةِ وَالْهَوْلِ لَا بَيَانُ حِكْمَةِ الْبُرُوزِ الْمَفْرُوضِ أَوْ لِفِعْلٍ مُقَدَّرٍ بَعْدَهَا، أَيْ: وَلِلِابْتِلَاءِ الْمَذْكُورِ فَعَلَ مَا فَعَلَ لَا لِعَدَمِ الْعِنَايَةِ بِأَمْرِ الْمُؤْمِنِينَ وَنَحْوِ ذَلِكَ وَتَقْدِيرُ الْفِعْلِ مُقَدَّمَاً خَالٍ عَنْ هَذِهِ الْمَزِيَّةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ مِنْ مَخْفِيَّاتِ الْأُمُورِ وَيَكْشِفَهَا أَوْ يُخَلِّصَهَا مِنَ الْوَسَاوِسِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ أَيِ: السَّرَائِرِ وَالضَّمَائِرِ الْخَفِيَّةِ الَّتِي لَا تَكَادُ تُفَارِقُ الصُّدُورَ بَلْ تُلَازِمُهَا وَتُصَاحِبُهَا، وَالْجُمْلَةُ إِمَّا اعْتِرَاضٌ لِلتَّنْبِيهِ عَلَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى غَنِيٌّ عَنِ
nindex.php?page=treesubj&link=34308الْابْتِلَاءِ وَإِنَّمَا يُبْرِزُ صُورَةَ الِابْتِلَاءِ لِتَمْرِينِ الْمُؤْمِنِينَ وَإِظْهَارِ حَالِ الْمُنَافِقِينَ أَوْ حَالٌ مِنْ مُتَعَلِّقِ الْفِعْلَيْنِ، أَيْ: فَعَلَ مَا فَعَلَ لِلِابْتِلَاءِ وَالتَّمْحِيصِ، وَالْحَالُ أَنَّهُ تَعَالَى غَنِيٌّ عَنْهُمَا مُحِيطٌ بِخَفِيَّاتِ الْأُمُورِ وَفِيهِ وَعْدٌ وَوَعِيدٌ.