nindex.php?page=treesubj&link=28723_29687_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=13وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم nindex.php?page=treesubj&link=28659_28723_29711_31756_34189_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=14قل أغير الله أتخذ وليا فاطر السماوات والأرض وهو يطعم ولا يطعم قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم ولا تكونن من المشركين nindex.php?page=treesubj&link=19995_30291_30988_34513_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=15قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم nindex.php?page=treesubj&link=29675_29693_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=16من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه وذلك الفوز المبين nindex.php?page=treesubj&link=28723_32498_33679_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=17وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير nindex.php?page=treesubj&link=28723_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=18وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير nindex.php?page=treesubj&link=27521_28662_28723_29785_30523_31037_31048_32026_34130_34274_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=19قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ أئنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى قل لا أشهد قل إنما هو إله واحد وإنني بريء مما تشركون nindex.php?page=treesubj&link=30588_31048_32420_32423_32424_32428_32431_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=20الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون
اعلم أن هذه السورة الكريمة، قد اشتملت على تقرير التوحيد، بكل دليل عقلي ونقلي، بل كادت أن تكون كلها في شأن التوحيد ومجادلة المشركين بالله المكذبين لرسوله، فهذه الآيات، ذكر الله فيها ما يتبين به الهدى، وينقمع به الشرك.
(13) فذكر أن ( له ) تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=13ما سكن في الليل والنهار وذلك هو المخلوقات كلها، من آدميها، وجنها، وملائكتها، وحيواناتها وجماداتها، فالكل خلق مدبرون، وعبيد مسخرون لربهم العظيم، القاهر المالك، فهل يصح في عقل ونقل، أن يعبد من هؤلاء المماليك، الذي لا نفع عنده ولا ضر؟ ويترك الإخلاص للخالق، المدبر المالك، الضار النافع؟! أم العقول السليمة، والفطر المستقيمة، تدعو إلى إخلاص العبادة، والحب، والخوف، والرجاء لله رب العالمين؟!.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=13السميع لجميع الأصوات، على اختلاف اللغات، بتفنن الحاجات.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=13العليم بما كان، وما يكون، وما لم يكن لو كان كيف كان يكون، المطلع على الظواهر والبواطن؟!.
(14)
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=14قل لهؤلاء المشركين بالله:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=14أغير الله أتخذ وليا من هؤلاء المخلوقات العاجزة يتولاني، وينصرني؟!.
فلا أتخذ من دونه تعالى وليا، لأنه فاطر السماوات والأرض، أي: خالقهما ومدبرهما.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=14وهو يطعم ولا يطعم أي: وهو الرزاق لجميع الخلق، من غير حاجة منه تعالى إليهم، فكيف يليق أن أتخذ وليا غير الخالق الرزاق، الغني الحميد؟
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=14قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم لله بالتوحيد، وانقاد له بالطاعة، لأني أولى من غيري بامتثال أوامر ربي.
[ ص: 465 ] nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=14ولا تكونن من المشركين أي: ونهيت أيضا، عن أن أكون من المشركين، لا في اعتقادهم، ولا في مجالستهم، ولا في الاجتماع بهم، فهذا أفرض الفروض علي، وأوجب الواجبات.
(15)
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=15قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم فإن المعصية في الشرك توجب الخلود في النار، وسخط الجبار.
(16) وذلك اليوم هو اليوم الذي يخاف عذابه، ويحذر عقابه; لأنه من صرف عنه العذاب يومئذ فهو المرحوم، ومن نجا فيه فهو الفائز حقا، كما أن من لم ينج منه فهو الهالك الشقي.
(17) ومن أدلة توحيده، أنه تعالى المنفرد بكشف الضراء، وجلب الخير والسراء. ولهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=17وإن يمسسك الله بضر من فقر، أو مرض، أو عسر، أو غم، أو هم أو نحوه.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=17فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير فإذا كان وحده النافع الضار، فهو الذي يستحق أن يفرد بالعبودية والإلهية.
(18)
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=18وهو القاهر فوق عباده فلا يتصرف منهم متصرف، ولا يتحرك متحرك، ولا يسكن ساكن، إلا بمشيئته، وليس للملوك وغيرهم الخروج عن ملكه وسلطانه، بل هم مدبرون مقهورون، فإذا كان هو القاهر وغيره مقهورا، كان هو المستحق للعبادة.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=18وهو الحكيم فيما أمر به ونهى، وأثاب، وعاقب، وفيما خلق وقدر.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=18الخبير المطلع على السرائر والضمائر وخفايا الأمور، وهذا كله من أدلة التوحيد.
(19)
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=19قل لهم -لما بينا لهم الهدى، وأوضحنا لهم المسالك-:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=19أي شيء أكبر شهادة على هذا الأصل العظيم.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=19قل الله أكبر شهادة، فهو
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=19شهيد بيني وبينكم فلا أعظم منه شهادة، ولا أكبر، وهو يشهد لي بإقراره وفعله، فيقرني على ما قلت لكم، كما قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=44ولو تقول علينا بعض الأقاويل nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=45لأخذنا منه باليمين nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=46ثم لقطعنا منه الوتين فالله حكيم قدير فلا يليق بحكمته وقدرته أن يقر كاذبا عليه زاعما أن الله أرسله ولم يرسله وأن الله أمره بدعوة الخلق ولم يأمره وأن الله أباح له دماء من خالفه وأموالهم ونساءهم وهو مع ذلك يصدقه بإقراره وبفعله فيؤيده على ما قال بالمعجزات الباهرة والآيات الظاهرة وينصره ويخذل من خالفه وعاداه فأي شهادة أكبر من هذه الشهادة؟.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=19وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ أي: وأوحى الله إلي هذا القرآن الكريم لمنفعتكم
[ ص: 466 ] ومصلحتكم لأنذركم به من العقاب الأليم والنذارة إنما تكون بذكر ما ينذرهم به من الترغيب والترهيب وببيان الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة التي من قام بها فقد قبل النذارة فهذا القرآن فيه النذارة لكم أيها المخاطبون وكل من بلغه القرآن إلى يوم القيامة فإن فيه بيان كل ما يحتاج إليه من المطالب الإلهية.
لما بين تعالى شهادته التي هي أكبر الشهادات على توحيده قال: قل لهؤلاء المعارضين لخبر الله والمكذبين لرسله
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=19أإنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى قل لا أشهد أي: إن شهدوا فلا تشهد معهم.
فوازن بين شهادة أصدق القائلين ورب العالمين وشهادة أزكى الخلق المؤيدة بالبراهين القاطعة والحجج الساطعة على توحيد الله وحده لا شريك له وشهادة أهل الشرك الذين مرجت عقولهم وأديانهم وفسدت آراؤهم وأخلاقهم وأضحكوا على أنفسهم العقلاء.
بل خالفت شهادتهم فطرهم وتناقضت أقوالهم على إثبات أن مع الله آلهة أخرى مع أنه لا يقوم على ما خالفوه أدنى شبهة فضلا عن الحجج واختر لنفسك أي الشهادتين إن كنت تعقل ونحن نختار لأنفسنا ما اختاره الله لنبيه الذي أمرنا الله بالاقتداء به فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=19قل إنما هو إله واحد أي
nindex.php?page=treesubj&link=28664منفرد لا يستحق العبودية والإلهية سواه كما أنه المنفرد بالخلق والتدبير .
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=19وإنني بريء مما تشركون به من الأوثان والأنداد وكل ما أشرك به مع الله فهذا حقيقة التوحيد إثبات الإلهية لله ونفيها عما عداه.
(20) لما بين شهادته وشهادة رسوله على التوحيد وشهادة المشركين الذين لا علم لديهم على ضده ذكر أن أهل الكتاب من اليهود والنصارى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=20يعرفونه أي: يعرفون صحة التوحيد
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=20كما يعرفون أبناءهم أي: لا شك عندهم فيه بوجهكما أنهم لا يشتبهون بأولادهم خصوصا البنين الملازمين في الغالب لآبائهم.
ويحتمل أن الضمير عائد إلى الرسول
محمد صلى الله عليه وسلم وأن أهل الكتاب لا يشتبهون بصحة رسالته ولا يمترون بها لما عندهم من البشارات به ونعوته التي تنطبق عليه ولا تصلح لغيره والمعنيان متلازمان.
قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=20الذين خسروا أنفسهم أي: فوتوها ما خلقت له من الإيمان والتوحيد وحرموها الفضل من الملك المجيد
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=20فهم لا يؤمنون فإذا لم يوجد الإيمان منهم فلا تسأل عن الخسار والشر الذي يحصل لهم.
[ ص: 467 ]
nindex.php?page=treesubj&link=28723_29687_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=13وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ nindex.php?page=treesubj&link=28659_28723_29711_31756_34189_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=14قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ nindex.php?page=treesubj&link=19995_30291_30988_34513_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=15قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ nindex.php?page=treesubj&link=29675_29693_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=16مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ nindex.php?page=treesubj&link=28723_32498_33679_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=17وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ nindex.php?page=treesubj&link=28723_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=18وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ nindex.php?page=treesubj&link=27521_28662_28723_29785_30523_31037_31048_32026_34130_34274_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=19قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30588_31048_32420_32423_32424_32428_32431_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=20الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ
اعْلَمْ أَنَّ هَذِهِ السُّورَةَ الْكَرِيمَةَ، قَدِ اشْتَمَلَتْ عَلَى تَقْرِيرِ التَّوْحِيدِ، بِكُلِّ دَلِيلٍ عَقْلِيٍّ وَنَقْلِيٍّ، بَلْ كَادَتْ أَنْ تَكُونَ كُلُّهَا فِي شَأْنِ التَّوْحِيدِ وَمُجَادَلَةِ الْمُشْرِكِينَ بِاللَّهِ الْمُكَذِّبِينَ لِرَسُولِهِ، فَهَذِهِ الْآيَاتُ، ذَكَرَ اللَّهُ فِيهَا مَا يَتَبَيَّنُ بِهِ الْهُدَى، وَيَنْقَمِعُ بِهِ الشِّرْكُ.
(13) فَذَكَرَ أَنَّ ( لَهُ ) تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=13مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَذَلِكَ هُوَ الْمَخْلُوقَاتُ كُلُّهَا، مِنْ آدَمِيِّهَا، وَجِنِّهَا، وَمَلَائِكَتِهَا، وَحَيَوَانَاتِهَا وَجَمَادَاتِهَا، فَالْكُلُّ خَلْقٌ مُدَبَّرُونَ، وَعَبِيدٌ مُسَخَّرُونَ لِرَبِّهِمُ الْعَظِيمِ، الْقَاهِرِ الْمَالِكِ، فَهَلْ يَصِحُّ فِي عَقْلٍ وَنَقْلٍ، أَنْ يُعْبُدَ مِنْ هَؤُلَاءِ الْمَمَالِيكِ، الَّذِي لَا نَفْعَ عِنْدِهِ وَلَا ضُرَّ؟ وَيُتْرَكَ الْإِخْلَاصُ لِلْخَالِقِ، الْمُدَبِّرِ الْمَالِكِ، الضَّارِّ النَّافِعِ؟! أَمِ الْعُقُولُ السَّلِيمَةُ، وَالْفِطَرُ الْمُسْتَقِيمَةُ، تَدْعُو إِلَى إِخْلَاصِ الْعِبَادَةِ، وَالْحُبِّ، وَالْخَوْفِ، وَالرَّجَاءِ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ؟!.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=13السَّمِيعُ لِجَمِيعِ الْأَصْوَاتِ، عَلَى اخْتِلَافِ اللُّغَاتِ، بِتَفَنُّنِ الْحَاجَاتِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=13الْعَلِيمُ بِمَا كَانَ، وَمَا يَكُونُ، وَمَا لَمْ يَكُنْ لَوْ كَانَ كَيْفَ كَانَ يَكُونُ، الْمُطَّلِعُ عَلَى الظَّوَاهِرِ وَالْبَوَاطِنِ؟!.
(14)
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=14قُلْ لِهَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ بِاللَّهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=14أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا مِنْ هَؤُلَاءِ الْمَخْلُوقَاتِ الْعَاجِزَةِ يَتَوَلَّانِي، وَيَنْصُرُنِي؟!.
فَلَا أَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ تَعَالَى وَلِيًّا، لِأَنَّهُ فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، أَيْ: خَالِقُهُمَا وَمُدَبِّرُهُمَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=14وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ أَيْ: وَهُوَ الرَّزَّاقُ لِجَمِيعِ الْخَلْقِ، مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ مِنْهُ تَعَالَى إِلَيْهِمْ، فَكَيْفَ يَلِيقُ أَنْ أَتَّخِذَ وَلِيًّا غَيْرَ الْخَالِقِ الرَّزَّاقِ، الْغَنِيِّ الْحَمِيدِ؟
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=14قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ لِلَّهِ بِالتَّوْحِيدِ، وَانْقَادَ لَهُ بِالطَّاعَةِ، لِأَنِّي أَوْلَى مِنْ غَيْرِي بِامْتِثَالِ أَوَامِرِ رَبِّي.
[ ص: 465 ] nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=14وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَيْ: وَنُهِيتُ أَيْضًا، عَنْ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، لَا فِي اعْتِقَادِهِمْ، وَلَا فِي مُجَالَسَتِهِمْ، وَلَا فِي الِاجْتِمَاعِ بِهِمْ، فَهَذَا أَفْرَضُ الْفُرُوضِ عَلَيَّ، وَأَوْجَبُ الْوَاجِبَاتِ.
(15)
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=15قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ فَإِنَّ الْمَعْصِيَةَ فِي الشِّرْكِ تُوجِبُ الْخُلُودَ فِي النَّارِ، وَسَخَطَ الْجَبَّارِ.
(16) وَذَلِكَ الْيَوْمُ هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي يُخَافُ عَذَابُهُ، وَيُحْذَرُ عِقَابُهُ; لِأَنَّهُ مَنْ صُرِفَ عَنْهُ الْعَذَابُ يَوْمَئِذٍ فَهُوَ الْمَرْحُومُ، وَمَنْ نَجَا فِيهِ فَهُوَ الْفَائِزُ حَقًّا، كَمَا أَنَّ مَنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ فَهُوَ الْهَالِكُ الشَّقِيُّ.
(17) وَمِنْ أَدِلَّةِ تَوْحِيدِهِ، أَنَّهُ تَعَالَى الْمُنْفَرِدُ بِكَشْفِ الضَّرَّاءِ، وَجَلْبِ الْخَيْرِ وَالسَّرَّاءِ. وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=17وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ مِنْ فَقْرٍ، أَوْ مَرَضٍ، أَوْ عُسْرٍ، أَوْ غَمٍّ، أَوْ هَمٍّ أَوْ نَحْوِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=17فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فَإِذَا كَانَ وَحْدَهُ النَّافِعَ الضَّارَّ، فَهُوَ الَّذِي يَسْتَحِقُّ أَنْ يُفْرَدَ بِالْعُبُودِيَّةِ وَالْإِلَهِيَّةِ.
(18)
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=18وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ فَلَا يَتَصَرَّفُ مِنْهُمْ مُتَصَرِّفٌ، وَلَا يَتَحَرَّكُ مُتَحَرِّكٌ، وَلَا يَسْكُنُ سَاكِنٌ، إِلَّا بِمَشِيئَتِهِ، وَلَيْسَ لِلْمُلُوكِ وَغَيْرِهِمُ الْخُرُوجُ عَنْ مُلْكِهِ وَسُلْطَانِهِ، بَلْ هُمْ مُدَبَّرُونَ مَقْهُورُونَ، فَإِذَا كَانَ هُوَ الْقَاهِرَ وَغَيْرُهُ مَقْهُورًا، كَانَ هُوَ الْمُسْتَحِقَّ لِلْعِبَادَةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=18وَهُوَ الْحَكِيمُ فِيمَا أَمَرَ بِهِ وَنَهَى، وَأَثَابَ، وَعَاقَبَ، وَفِيمَا خَلَقَ وَقَدَّرَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=18الْخَبِيرُ الْمُطَّلِعُ عَلَى السَّرَائِرِ وَالضَّمَائِرِ وَخَفَايَا الْأُمُورِ، وَهَذَا كُلُّهُ مِنْ أَدِلَّةِ التَّوْحِيدِ.
(19)
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=19قُلْ لَهُمْ -لَمَّا بَيَّنَّا لَهُمُ الْهُدَى، وَأَوْضَحْنَا لَهُمُ الْمَسَالِكَ-:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=19أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً عَلَى هَذَا الْأَصْلِ الْعَظِيمِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=19قُلِ اللَّهُ أَكْبَرُ شَهَادَةً، فَهُوَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=19شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ فَلَا أَعْظَمَ مِنْهُ شَهَادَةً، وَلَا أَكْبَرَ، وَهُوَ يَشْهَدُ لِي بِإِقْرَارِهِ وَفِعْلِهِ، فَيُقِرُّنِي عَلَى مَا قُلْتُ لَكُمْ، كَمَا قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=44وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=45لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=46ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ فَاللَّهُ حَكِيمٌ قَدِيرٌ فَلَا يَلِيقُ بِحِكْمَتِهِ وَقُدْرَتِهِ أَنْ يُقِرَّ كَاذِبًا عَلَيْهِ زَاعِمًا أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ وَلَمْ يُرْسِلْهُ وَأَنَّ اللَّهَ أَمَرَهُ بِدَعْوَةِ الْخَلْقِ وَلَمْ يَأْمُرْهُ وَأَنَّ اللَّهَ أَبَاحَ لَهُ دِمَاءَ مَنْ خَالَفَهُ وَأَمْوَالَهُمْ وَنِسَاءَهُمْ وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ يُصَدِّقُهُ بِإِقْرَارِهِ وَبِفِعْلِهِ فَيُؤَيِّدُهُ عَلَى مَا قَالَ بِالْمُعْجِزَاتِ الْبَاهِرَةِ وَالْآيَاتِ الظَّاهِرَةِ وَيَنْصُرُهُ وَيَخْذُلُ مَنْ خَالَفَهُ وَعَادَاهُ فَأَيُّ شَهَادَةٍ أَكْبَرُ مِنْ هَذِهِ الشَّهَادَةِ؟.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=19وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَيْ: وَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنَ الْكَرِيمَ لِمَنْفَعَتِكُمْ
[ ص: 466 ] وَمَصْلَحَتِكُمْ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ مِنَ الْعِقَابِ الْأَلِيمِ وَالنِّذَارَةِ إِنَّمَا تَكُونُ بِذِكْرِ مَا يُنْذِرُهُمْ بِهِ مِنَ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ وَبِبَيَانِ الْأَعْمَالِ وَالْأَقْوَالِ الظَّاهِرَةِ وَالْبَاطِنَةِ الَّتِي مَنْ قَامَ بِهَا فَقَدْ قَبِلَ النِّذَارَةَ فَهَذَا الْقُرْآنُ فِيهِ النِّذَارَةُ لَكُمْ أَيُّهَا الْمُخَاطَبُونَ وَكُلُّ مَنْ بَلَغَهُ الْقُرْآنُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَإِنَّ فِيهِ بَيَانَ كُلِّ مَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ مِنَ الْمَطَالِبِ الْإِلَهِيَّةِ.
لَمَّا بَيَّنَ تَعَالَى شَهَادَتَهُ الَّتِي هِيَ أَكْبَرُ الشَّهَادَاتِ عَلَى تَوْحِيدِهِ قَالَ: قُلْ لِهَؤُلَاءِ الْمُعَارِضِينَ لِخَبَرِ اللَّهِ وَالْمُكَذِّبِينَ لِرُسُلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=19أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُلْ لا أَشْهَدُ أَيْ: إِنْ شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ.
فَوَازِنْ بَيْنَ شَهَادَةِ أَصْدَقِ الْقَائِلِينَ وَرَبِّ الْعَالَمِينَ وَشَهَادَةِ أَزْكَى الْخَلْقِ الْمُؤَيَّدَةِ بِالْبَرَاهِينِ الْقَاطِعَةِ وَالْحُجَجِ السَّاطِعَةِ عَلَى تَوْحِيدِ اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَشَهَادَةِ أَهْلِ الشِّرْكِ الَّذِينَ مَرَجَتْ عُقُولُهُمْ وَأَدْيَانُهُمْ وَفَسَدَتْ آرَاؤُهُمْ وَأَخْلَاقُهُمْ وَأَضْحَكُوا عَلَى أَنْفُسِهِمُ الْعُقَلَاءَ.
بَلْ خَالَفَتْ شَهَادَتُهُمْ فِطَرِهِمْ وَتَنَاقَضَتْ أَقْوَالُهُمْ عَلَى إِثْبَاتِ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى مَعَ أَنَّهُ لَا يَقُومُ عَلَى مَا خَالَفُوهُ أَدْنَى شُبْهَةٍ فَضْلًا عَنِ الْحُجَجِ وَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ أَيَّ الشَّهَادَتَيْنِ إِنْ كُنْتَ تَعْقِلُ وَنَحْنُ نَخْتَارُ لِأَنْفُسِنَا مَا اخْتَارَهُ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ الَّذِي أَمَرَنَا اللَّهُ بِالِاقْتِدَاءِ بِهِ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=19قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ أَيْ
nindex.php?page=treesubj&link=28664مُنْفَرِدٌ لَا يَسْتَحِقُّ الْعُبُودِيَّةَ وَالْإِلَهِيَّةَ سِوَاهُ كَمَا أَنَّهُ الْمُنْفَرِدُ بِالْخَلْقِ وَالتَّدْبِيرِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=19وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ بِهِ مِنَ الْأَوْثَانِ وَالْأَنْدَادِ وَكُلِّ مَا أُشْرِكُ بِهِ مَعَ اللَّهِ فَهَذَا حَقِيقَةُ التَّوْحِيدِ إِثْبَاتُ الْإِلَهِيَّةِ لِلَّهِ وَنَفْيُهَا عَمَّا عَدَاهُ.
(20) لَمَّا بَيَّنَ شَهَادَتَهُ وَشَهَادَةَ رَسُولِهِ عَلَى التَّوْحِيدِ وَشَهَادَةَ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لَا عِلْمَ لَدَيْهِمْ عَلَى ضِدِّهِ ذَكَرَ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=20يَعْرِفُونَهُ أَيْ: يَعْرِفُونَ صِحَّةَ التَّوْحِيدِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=20كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ أَيْ: لَا شَكَّ عِنْدِهِمْ فِيهِ بِوَجْهِكُمَا أَنَّهُمْ لَا يَشْتَبِهُونَ بِأَوْلَادِهِمْ خُصُوصًا الْبَنِينَ الْمُلَازِمِينَ فِي الْغَالِبِ لِآبَائِهِمْ.
وَيُحْتَمَلُ أَنَّ الضَّمِيرَ عَائِدٌ إِلَى الرَّسُولِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ لَا يَشْتَبِهُونَ بِصِحَّةِ رِسَالَتِهِ وَلَا يَمْتَرُونَ بِهَا لِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْبِشَارَاتِ بِهِ وَنُعُوتِهِ الَّتِي تَنْطَبِقُ عَلَيْهِ وَلَا تَصْلُحُ لِغَيْرِهِ وَالْمَعْنِيَّانِ مُتَلَازِمَانِ.
قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=20الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ أَيْ: فَوَّتُوهَا مَا خُلِقَتْ لَهُ مِنَ الْإِيمَانِ وَالتَّوْحِيدِ وَحَرَمُوهَا الْفَضْلَ مِنَ الْمَلِكِ الْمُجِيدِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=20فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ فَإِذَا لَمْ يُوجَدِ الْإِيمَانُ مِنْهُمْ فَلَا تَسْأَلْ عَنِ الْخَسَارِ وَالشَّرِّ الَّذِي يَحْصُلُ لَهُمْ.
[ ص: 467 ]