nindex.php?page=treesubj&link=19721_29747_30251_30252_30254_30284_30285_30288_30289_30296_30503_30532_30550_34513_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=158هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون
(158) يقول تعالى: هل ينظر هؤلاء الذين استمر ظلمهم وعنادهم،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=158إلا أن تأتيهم مقدمات العذاب، ومقدمات الآخرة بأن تأتيهم
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=158الملائكة لقبض
[ ص: 527 ] أرواحهم، فإنهم إذا وصلوا إلى تلك الحال، لم ينفعهم الإيمان ولا صالح الأعمال.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=158أو يأتي ربك لفصل القضاء بين العباد، ومجازاة المحسنين والمسيئين.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=158أو يأتي بعض آيات ربك الدالة على قرب الساعة.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=158يوم يأتي بعض آيات ربك الخارقة للعادة، التي يعلم بها أن الساعة قد دنت، وأن القيامة قد اقتربت.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=158لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا أي: إذا وجد بعض آيات الله لم ينفع الكافر إيمانه أن آمن، ولا المؤمن المقصر أن يزداد خيره بعد ذلك، بل ينفعه ما كان معه من الإيمان قبل ذلك، وما كان له من الخير المرجو قبل أن يأتي بعض الآيات.
والحكمة في هذا ظاهرة، فإنه إنما كان الإيمان ينفع إذا كان إيمانا بالغيب، وكان اختيارا من العبد، فأما إذا وجدت الآيات صار الأمر شهادة، ولم يبق للإيمان فائدة، لأنه يشبه الإيمان الضروري، كإيمان الغريق والحريق ونحوهما، ممن إذا رأى الموت، أقلع عما هو فيه كما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=84فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=85فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده .
وقد تكاثرت الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المراد ببعض آيات الله طلوع الشمس من مغربها وأن الناس إذا رأوها آمنوا فلم ينفعهم إيمانهم ويغلق حينئذ باب التوبة.
ولما كان هذا وعيدا للمكذبين بالرسول صلى الله عليه وسلم منتظرا وهم ينتظرون بالنبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه قوارع الدهر ومصائب الأمور قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=158قل انتظروا إنا منتظرون فستعلمون أينا أحق بالأمن.
وفي هذه الآية دليل لمذهب أهل السنة والجماعة في
nindex.php?page=treesubj&link=28722إثبات الأفعال الاختيارية لله تعالى كالاستواء والنزول والإتيان لله تبارك وتعالى من غير تشبيه له بصفات المخلوقين.
وفي الكتاب والسنة من هذا شيء كثير وفيه أن
nindex.php?page=treesubj&link=30288من جملة أشراط الساعة طلوع الشمس من مغربها وأن الله تعالى حكيم قد جرت عادته وسنته أن الإيمان إنما ينفع إذا كان اختياريا لا اضطراريا كما تقدم.
وأن
nindex.php?page=treesubj&link=29675_29680الإنسان يكتسب الخير بإيمانه فالطاعة والبر والتقوى إنما تنفع وتنمو إذا كان مع العبد الإيمان فإذا خلا القلب من الإيمان لم ينفعه شيء من ذلك.
[ ص: 528 ]
nindex.php?page=treesubj&link=19721_29747_30251_30252_30254_30284_30285_30288_30289_30296_30503_30532_30550_34513_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=158هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ
(158) يَقُولُ تَعَالَى: هَلْ يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ اسْتَمَرَّ ظُلْمُهُمْ وَعِنَادُهُمْ،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=158إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ مُقَدِّمَاتُ الْعَذَابِ، وَمُقَدِّمَاتُ الْآخِرَةِ بِأَنْ تَأْتِيَهُمُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=158الْمَلائِكَةُ لِقَبْضِ
[ ص: 527 ] أَرْوَاحِهِمْ، فَإِنَّهُمْ إِذَا وَصَلُوا إِلَى تِلْكَ الْحَالِ، لَمْ يَنْفَعْهُمُ الْإِيمَانُ وَلَا صَالِحُ الْأَعْمَالِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=158أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ لِفَصْلِ الْقَضَاءِ بَيْنَ الْعِبَادِ، وَمُجَازَاةِ الْمُحْسِنِينَ وَالْمُسِيئِينَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=158أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ الدَّالَّةِ عَلَى قُرْبِ السَّاعَةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=158يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ الْخَارِقَةِ لِلْعَادَةِ، الَّتِي يُعْلَمُ بِهَا أَنَّ السَّاعَةَ قَدْ دَنَتْ، وَأَنَّ الْقِيَامَةَ قَدِ اقْتَرَبَتْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=158لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا أَيْ: إِذَا وُجِدَ بَعْضُ آيَاتِ اللَّهِ لَمْ يَنْفَعِ الْكَافِرَ إِيمَانُهُ أَنْ آمَنَ، وَلَا الْمُؤْمِنَ الْمُقَصِّرَ أَنْ يَزْدَادَ خَيْرُهُ بَعْدَ ذَلِكَ، بَلْ يَنْفَعُهُ مَا كَانَ مَعَهُ مِنَ الْإِيمَانِ قَبْلَ ذَلِكَ، وَمَا كَانَ لَهُ مِنَ الْخَيْرِ الْمَرْجُوِّ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ بَعْضُ الْآيَاتِ.
وَالْحِكْمَةُ فِي هَذَا ظَاهِرَةٌ، فَإِنَّهُ إِنَّمَا كَانَ الْإِيمَانُ يَنْفَعُ إِذَا كَانَ إِيمَانًا بِالْغَيْبِ، وَكَانَ اخْتِيَارًا مِنَ الْعَبْدِ، فَأَمَّا إِذَا وُجِدَتِ الْآيَاتُ صَارَ الْأَمْرُ شَهَادَةً، وَلَمْ يَبْقَ لِلْإِيمَانِ فَائِدَةٌ، لِأَنَّهُ يُشْبِهُ الْإِيمَانَ الضَّرُورِيَّ، كَإِيمَانِ الْغَرِيقِ وَالْحَرِيقِ وَنَحْوِهِمَا، مِمَّنْ إِذَا رَأَى الْمَوْتَ، أَقْلَعَ عَمَّا هُوَ فِيهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=84فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=85فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ .
وَقَدْ تَكَاثَرَتِ الْأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الْمُرَادَ بِبَعْضِ آيَاتِ اللَّهِ طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَأَنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْهَا آمَنُوا فَلَمْ يَنْفَعْهُمْ إِيمَانُهُمْ وَيُغْلَقُ حِينَئِذٍ بَابُ التَّوْبَةِ.
وَلَمَّا كَانَ هَذَا وَعِيدًا لِلْمُكَذِّبِينَ بِالرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْتَظَرًا وَهُمْ يَنْتَظِرُونَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَتْبَاعِهِ قَوَارِعَ الدَّهْرِ وَمَصَائِبَ الْأُمُورِ قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=158قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ فَسَتَعْلَمُونَ أَيُّنَا أَحَقُّ بِالْأَمْنِ.
وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ دَلِيلٌ لِمَذْهَبِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28722إِثْبَاتِ الْأَفْعَالِ الِاخْتِيَارِيَّةِ لِلَّهِ تَعَالَى كَالِاسْتِوَاءِ وَالنُّزُولِ وَالْإِتْيَانِ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنْ غَيْرِ تَشْبِيهٍ لَهُ بِصِفَاتِ الْمَخْلُوقِينَ.
وَفِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ مِنْ هَذَا شَيْءٌ كَثِيرٌ وَفِيهِ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30288مِنْ جُمْلَةِ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى حَكِيمٌ قَدْ جَرَتْ عَادَتُهُ وَسُنَّتُهُ أَنَّ الْإِيمَانَ إِنَّمَا يَنْفَعُ إِذَا كَانَ اخْتِيَارِيًّا لَا اضْطِرَارِيًّا كَمَا تَقَدَّمَ.
وَأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29675_29680الْإِنْسَانَ يَكْتَسِبُ الْخَيْرَ بِإِيمَانِهِ فَالطَّاعَةُ وَالْبِرُّ وَالتَّقْوَى إِنَّمَا تَنْفَعُ وَتَنْمُو إِذَا كَانَ مَعَ الْعَبْدِ الْإِيمَانُ فَإِذَا خَلَا الْقَلْبُ مِنَ الْإِيمَانِ لَمْ يَنْفَعْهُ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ.
[ ص: 528 ]