قوله تعالى: nindex.php?page=treesubj&link=28803_31931_32424_32428_34089_34180_34330_28976nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=43وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها الآية. معناه: فيما تحاكموا إليك في حد الزانيين، وأنهم لم يتحاكموا إليك طلبا لحكم الله تعالى، وإنما تحاكموا إليك لطلب الرخصة، وما أولئك بالمؤمنين بحكمك أنه من عند الله مع جحدهم لنبوتك.

وقوله تعالى: nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=43وعندهم التوراة فيها حكم الله يدل على أن حكم التوراة فيما اختصوا فيه لم يكن منسوخا وأنه صار بمبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم شريعة، ما لم ينسخ، لأنه لو نسخ لم يقل بعد النسخ إنه حكم الله. وقد استدل قوم على أن شرع من قبلنا يلزمنا ، وهذا لا وجه له، فإن قوله: nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=43فيها حكم الله ليس يدل على أن كل ما فيها حكم الله، بل قد نسخ بعضها، وإنما يدل على أن فيها حكم الله ونحن نقول بذلك الحكم، وذلك الحكم هو الرحيم الذي اختصموا فيه إليه من جهة الزاني .

قَوْلُهُ تَعَالَى: nindex.php?page=treesubj&link=28803_31931_32424_32428_34089_34180_34330_28976nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=43وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا الْآيَةَ. مَعْنَاهُ: فِيمَا تَحَاكَمُوا إِلَيْكَ فِي حَدِّ الزَّانِيَيْنِ، وَأَنَّهُمْ لَمْ يَتَحَاكَمُوا إِلَيْكَ طَلَبًا لِحُكْمِ اللَّهِ تَعَالَى، وَإِنَّمَا تَحَاكَمُوا إِلَيْكَ لِطَلَبِ الرُّخْصَةِ، وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ بِحُكْمِكَ أَنَّهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مَعَ جَحْدِهِمْ لِنُبُوَّتِكَ.

وَقَوْلُهُ تَعَالَى: nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=43وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ حُكْمَ التَّوْرَاةِ فِيمَا اخْتَصُّوا فِيهِ لَمْ يَكُنْ مَنْسُوخًا وَأَنَّهُ صَارَ بِمَبْعَثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَرِيعَةً، مَا لَمْ يُنْسَخْ، لِأَنَّهُ لَوْ نُسِخَ لَمْ يُقَلْ بَعْدَ النَّسْخِ إِنَّهُ حُكْمُ اللَّهِ. وَقَدِ اسْتَدَلَّ قَوْمٌ عَلَى أَنَّ شَرْعَ مَنْ قَبْلَنَا يَلْزَمُنَا ، وَهَذَا لَا وَجْهَ لَهُ، فَإِنَّ قَوْلَهُ: nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=43فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ لَيْسَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ كُلَّ مَا فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ، بَلْ قَدْ نُسِخَ بَعْضُهَا، وَإِنَّمَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ فِيهَا حُكْمَ اللَّهِ وَنَحْنُ نَقُولُ بِذَلِكَ الْحُكْمِ، وَذَلِكَ الْحُكْمُ هُوَ الرَّحِيمُ الَّذِي اخْتَصَمُوا فِيهِ إِلَيْهِ مِنْ جِهَةِ الزَّانِي .