ولما كان أغلبهم واقفا مع المشاهدات غير ثابت القدم في
nindex.php?page=treesubj&link=30336الإيمان بالغيب قال:
nindex.php?page=treesubj&link=28752_29747_31931_34513_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248وقال لهم نبيهم مثبتا لأمر
طالوت nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248إن آية أي علامة
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248ملكه
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14085الحرالي : وقل ما احتاج أحد في إيمانه إلى آية خارقة
[ ص: 420 ] إلا كان إيمانه إن آمن غلبة يخرج عنه بأيسر فتنة، ومن كان إيمانه باستبصار ثبت عليه ولم يحتج إلى آية، فإن كانت الآية كانت له نعمة ولم تكن عليه فتنة
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=59وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون -
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=59وما نرسل بالآيات إلا تخويفا فإن الآيات طليعة المؤاخذة والاقتناع بالاعتبار طليعة القبول والثبات - انتهى.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248أن يأتيكم أي من غير آت به ترونه
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248التابوت
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14085الحرالي : ويعز قدره - انتهى. وهو والله سبحانه وتعالى أعلم الصندوق الذي وضع فيه اللوحان اللذان كتب فيهما العشر الآيات التي نسبتها من التوراة نسبة فاتحة الكتاب من القرآن وهو يسمى تابوت الشهادة كما تقدم ذكره في وصف قبة الزمان فيما مضى أول قصة بني إسرائيل وكانوا إذا حاربوا حمله جماعة منهم موظفون لحمله
[ ص: 421 ] ويتقدمون به أمام الجيش فيكون ذلك سبب نصرهم وكان العمالقة أصحاب
جالوت لما ظهروا عليهم أخذوه في جملة ما أخذوا من نفائسهم وكأن عهدهم به كأن قد طال فذكرهم بمآثره ترغيبا فيه وحملا على الانقياد
لطالوت فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248فيه سكينة أي شيء يوجب السكون والثبات في مواطن الخوف.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14085الحرالي : معناه ثبات في القلوب يكون له في عالم الملكوت صورة بحسب حال المثبت، ويقال: كانت سكينة بني إسرائيل صورة هر من ياقوت ولؤلؤ وزبرجد ملفق منه أعضاء تلك الصورة تخرج منه ريح هفافة تكون علم النصر لهم - انتهى.
وزاده مدحا بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248من ربكم أي الذي
[ ص: 422 ] طال إحسانه إليكم وتربيته باللطف لكم.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14085الحرالي وغيره: إنه كان في التابوت صورة يأتي منها عند النصر ريح تسمع.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14085الحرالي : كما كانت الصبا تهب لهذه الأمة بالنصر، قال صلى الله عليه وسلم:
nindex.php?page=hadith&LINKID=650977نصرت بالصبا فكانت سكينتها كلية آفاقها وتابوتها كلية سمائها حتى لا تحتاج إلى محمل يحملها ولا عدة تعدها لأنها أمة أمية تولى الله لها إقامة علمها وأعمالها - انتهى.
ولما كان
الكليم وأخوه عليهما الصلاة والسلام أعظم أنبيائه قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248وبقية
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14085الحرالي : فضلة جملة ذهب جلها
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248مما ترك من الترك وهو أن لا يعرض للأمر حسا أو معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248آل موسى وآل هارون أي وهي لوحا العهد.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14085الحرالي : وفي إشعار تثنية
[ ص: 423 ] ذكر الآل ما يعلم باختصاص
موسى عليه الصلاة والسلام بوصف دون
هارون عليه السلام بما كان فيه من الشدة في أمر الله وباختصاص
هارون عليه الصلاة والسلام بما كان فيه من اللين والاحتمال حيث لم يكن آل
موسى وهارون ، لأن الآل حقيقة من يبدو فيه وصف من هو آله.
وقال: الآل أصل معناه السراب الذي تبدو فيه الأشياء البعيدة كأنه مرآة تجلو الأشياء فآل الرجل من إذا حضروا فكأنه لم يغب - انتهى.
ثم صرح بما أفهمه إسناد
[ ص: 424 ] الإتيان إليه فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248تحمله من الحمل وهو ما استقل به الناقل
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248الملائكة وما هذا بأغرب من قصة
nindex.php?page=showalam&ids=3571سفينة رضي الله تعالى عنه قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=942993خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أصحابه رضي الله تعالى عنهم فثقل عليهم متاعهم فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ابسط كساءك، فبسطته فجعلوا فيه متاعهم فحملوه علي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: احمل فإنما أنت nindex.php?page=showalam&ids=3571سفينة ! قال: فلو حملت من يومئذ وقر بعير أو بعيرين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة أو ستة أو سبعة ما ثقل عليوأما مقاتلة الملائكة صلوات الله وسلامه عليهم في غزوة
بدر فأمر شهير، كان الصحابي يكون قاصدا الكافر ليقاتله فإذا رأسه قد سقط من قبل أن يصل إليه، ولما كان هذا أمرا باهرا قال منبها على عظمته:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248إن في ذلك أي الأمر
[ ص: 425 ] العظيم الشأن
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248لآية أي باهرة
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248لكم إن كنتم مؤمنين فإن المواعظ لا تنفع غيرهم.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14085الحرالي : ولما ضعف قبولهم عن النظر والاستبصار صار حالهم في صورة الضعف الذي يقال فيه: إن كان كذا، فكان في إشعاره خللهم وفتنتهم إلا قليلا - انتهى.
وفي هذه القصة توطئة لغزوة
بدر وتدريب لمن كتب عليهم القتال وهو كره لهم وتأديب لهم وتهذيب وإشارة عظيمة واضحة إلى خلافة
nindex.php?page=showalam&ids=1الصديق رضي الله تعالى عنه بما دل عليه من أمر استخلافه في الإمامة في الصلاة التي هي خلاصة هذا الدين كما أن ما في تابوت الشهادة كان خلاصة ذلك الدين، وتحذير لمن لعله يخالف فيها أو يقول إنه ليس من
بني هاشم ولا
عبد مناف الذين هم بيت الإمامة والرئاسة ونحو ذلك مما حمى الله المؤمنين منه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
nindex.php?page=hadith&LINKID=703777يأبى الله ذلك والمؤمنون وفي توجيه الخطاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم إعلام بأن أول مقصود به الأقرب منه صلى الله عليه وسلم فالأقرب، وفيها تشجيع للصحابة رضوان الله تعالى عليهم فيما يندبهم إليه
nindex.php?page=showalam&ids=1الصديق رضي الله عنه من قتال أهل الردة وما بعده إلى غير ذلك من الإشارات التي تقصر عنها العبارات - والله سبحانه وتعالى الموفق.
وَلَمَّا كَانَ أَغْلَبُهُمْ وَاقِفًا مَعَ الْمُشَاهَدَاتِ غَيْرَ ثَابِتِ الْقَدَمِ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=30336الْإِيمَانِ بِالْغَيْبِ قَالَ:
nindex.php?page=treesubj&link=28752_29747_31931_34513_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ مُثْبِتًا لِأَمْرِ
طَالُوتَ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248إِنَّ آيَةَ أَيْ عَلَامَةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248مُلْكِهِ
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14085الْحَرَالِيُّ : وَقَلَّ مَا احْتَاجَ أَحَدٌ فِي إِيمَانِهِ إِلَى آيَةٍ خَارِقَةٍ
[ ص: 420 ] إِلَّا كَانَ إِيمَانُهُ إِنْ آمَنَ غَلَبَةً يَخْرُجُ عَنْهُ بِأَيْسَرِ فِتْنَةٍ، وَمَنْ كَانَ إِيمَانُهُ بِاسْتِبْصَارٍ ثَبَتَ عَلَيْهِ وَلَمْ يَحْتَجْ إِلَى آيَةٍ، فَإِنْ كَانَتِ الْآيَةُ كَانَتْ لَهُ نِعْمَةٌ وَلَمْ تَكُنْ عَلَيْهِ فِتْنَةٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=59وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ -
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=59وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا فَإِنَّ الْآيَاتِ طَلِيعَةُ الْمُؤَاخَذَةِ وَالِاقْتِنَاعِ بِالِاعْتِبَارِ طَلِيعَةَ الْقَبُولِ وَالثَّبَاتِ - انْتَهَى.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248أَنْ يَأْتِيَكُمُ أَيْ مِنْ غَيْرِ آتٍ بِهِ تَرَوْنَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248التَّابُوتُ
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14085الْحَرَالِيُّ : وَيَعِزُّ قَدْرُهُ - انْتَهَى. وَهُوَ وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ الصُّنْدُوقُ الَّذِي وُضِعَ فِيهِ اللَّوْحَانِ اللَّذَانِ كُتِبَ فِيهِمَا الْعَشْرُ الْآيَاتِ الَّتِي نِسَبَتُهَا مِنَ التَّوْرَاةِ نِسْبَةُ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ مِنَ الْقُرْآنِ وَهُوَ يُسَمَّى تَابُوتَ الشَّهَادَةِ كَمَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي وَصْفِ قُبَّةِ الزَّمَانِ فِيمَا مَضَى أَوَّلَ قِصَّةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَانُوا إِذَا حَارَبُوا حَمَلَهُ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ مُوَظَّفُونَ لِحَمْلِهِ
[ ص: 421 ] وَيَتَقَدَّمُونَ بِهِ أَمَامَ الْجَيْشِ فَيَكُونُ ذَلِكَ سَبَبَ نَصْرِهِمْ وَكَانَ الْعَمَالِقَةُ أَصْحَابَ
جَالُوتَ لَمَّا ظَهَرُوا عَلَيْهِمْ أَخَذُوهُ فِي جُمْلَةِ مَا أَخَذُوا مِنْ نَفَائِسِهِمْ وَكَأَنَّ عَهْدَهُمْ بِهِ كَأَنَّ قَدْ طَالَ فَذَكَّرَهُمْ بِمَآثِرِهِ تَرْغِيبًا فِيهِ وَحَمْلًا عَلَى الِانْقِيَادِ
لِطَالُوتَ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248فِيهِ سَكِينَةٌ أَيْ شَيْءٌ يُوجِبُ السُّكُونَ وَالثَّبَاتَ فِي مَوَاطِنِ الْخَوْفِ.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14085الْحَرَالِيُّ : مَعْنَاهُ ثَبَاتٌ فِي الْقُلُوبِ يَكُونُ لَهُ فِي عَالَمِ الْمَلَكُوتِ صُورَةٌ بِحَسَبِ حَالِ الْمُثْبَتِ، وَيُقَالُ: كَانَتْ سَكِينَةُ بَنِي إِسْرَائِيلَ صُورَةَ هِرٍّ مِنْ يَاقُوتٍ وَلُؤْلُؤٍ وَزَبَرْجَدٍ مُلَفَّقٍ مِنْهُ أَعْضَاءُ تِلْكَ الصُّورَةِ تَخْرُجُ مِنْهُ رِيحٌ هَفَّافَةٌ تَكُونُ عَلَمَ النَّصْرِ لَهُمُ - انْتَهَى.
وَزَادَهُ مَدْحًا بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248مِنْ رَبِّكُمْ أَيِ الَّذِي
[ ص: 422 ] طَالَ إِحْسَانُهُ إِلَيْكُمْ وَتَرْبِيَتُهُ بِاللُّطْفِ لَكُمْ.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14085الْحَرَالِيُّ وَغَيْرُهُ: إِنَّهُ كَانَ فِي التَّابُوتِ صُورَةٌ يَأْتِي مِنْهَا عِنْدَ النَّصْرِ رِيحٌ تُسْمَعُ.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14085الْحَرَالِيُّ : كَمَا كَانَتِ الصَّبَا تَهُبُّ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ بِالنَّصْرِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=650977نُصِرْتُ بِالصَّبَا فَكَانَتْ سَكِينَتُهَا كُلِّيَّةَ آفَاقِهَا وَتَابُوتِهَا كُلِّيَّةَ سَمَائِهَا حَتَّى لَا تَحْتَاجَ إِلَى مَحْمَلٍ يَحْمِلُهَا وَلَا عُدَّةٍ تُعِدُّهَا لِأَنَّهَا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ تَوَلَّى اللَّهُ لَهَا إِقَامَةَ عِلْمِهَا وَأَعْمَالِهَا - انْتَهَى.
وَلَمَّا كَانَ
الْكَلِيمُ وَأَخُوهُ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَعْظَمَ أَنْبِيَائِهِ قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248وَبَقِيَّةٌ
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14085الْحَرَالِيُّ : فَضْلَةُ جُمْلَةٍ ذَهَبَ جُلُّهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248مِمَّا تَرَكَ مِنَ التَّرْكِ وَهُوَ أَنْ لَا يَعْرِضَ لِلْأَمْرِ حِسًّا أَوْ مَعْنًى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ أَيْ وَهِيَ لَوْحَا الْعَهْدِ.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14085الْحَرَالِيُّ : وَفِي إِشْعَارِ تَثْنِيَةِ
[ ص: 423 ] ذِكْرِ الْآلِ مَا يُعْلَمُ بِاخْتِصَاصِ
مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِوَصْفٍ دُونَ
هَارُونَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِمَا كَانَ فِيهِ مِنَ الشِّدَّةِ فِي أَمْرِ اللَّهِ وَبِاخْتِصَاصِ
هَارُونَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِمَا كَانَ فِيهِ مِنَ اللِّينِ وَالِاحْتِمَالِ حَيْثُ لَمْ يَكُنْ آلُ
مُوسَى وَهَارُونَ ، لِأَنَّ الْآلَ حَقِيقَةً مَنْ يَبْدُو فِيهِ وَصْفُ مَنْ هُوَ آلُهُ.
وَقَالَ: الْآلُ أَصْلٌ مَعْنَاهُ السَّرَابُ الَّذِي تَبْدُو فِيهِ الْأَشْيَاءُ الْبَعِيدَةُ كَأَنَّهُ مِرْآةٌ تَجْلُو الْأَشْيَاءَ فَآلُ الرَّجُلِ مَنْ إِذَا حَضَرُوا فَكَأَنَّهُ لَمْ يَغِبِ - انْتَهَى.
ثُمَّ صَرَّحَ بِمَا أَفْهَمَهُ إِسْنَادُ
[ ص: 424 ] الْإِتْيَانِ إِلَيْهِ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248تَحْمِلُهُ مِنَ الْحَمْلِ وَهُوَ مَا اسْتَقَلَّ بِهِ النَّاقِلُ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248الْمَلائِكَةُ وَمَا هَذَا بِأَغْرَبِ مِنْ قِصَّةِ
nindex.php?page=showalam&ids=3571سَفِينَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=942993خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ فَثَقُلَ عَلَيْهِمْ مَتَاعُهُمْ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ابْسُطْ كِسَاءَكَ، فَبَسَطْتُهُ فَجَعَلُوا فِيهِ مَتَاعَهُمْ فَحَمَلُوهُ عَلَيَّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: احْمِلْ فَإِنَّمَا أَنْتَ nindex.php?page=showalam&ids=3571سَفِينَةُ ! قَالَ: فَلَوْ حَمَلْتُ مِنْ يَوْمِئِذٍ وَقْرَ بَعِيرٍ أَوْ بَعِيرَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ أَوْ أَرْبَعَةٍ أَوْ خَمْسَةٍ أَوْ سِتَّةٍ أَوْ سَبْعَةٍ مَا ثَقُلَ عَلَيَّوَأَمَّا مُقَاتَلَةُ الْمَلَائِكَةِ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ فِي غَزْوَةِ
بَدْرٍ فَأَمْرٌ شَهِيرٌ، كَانَ الصَّحَابِيُّ يَكُونُ قَاصِدًا الْكَافِرَ لِيُقَاتِلَهُ فَإِذَا رَأَسُهُ قَدْ سَقَطَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَصِلَ إِلَيْهِ، وَلَمَّا كَانَ هَذَا أَمْرًا بَاهِرًا قَالَ مُنَبِّهًا عَلَى عَظَمَتِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248إِنَّ فِي ذَلِكَ أَيِ الْأَمْرِ
[ ص: 425 ] الْعَظِيمِ الشَّأْنِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248لآيَةً أَيْ بَاهِرَةً
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فَإِنَّ الْمَوَاعِظَ لَا تَنْفَعُ غَيْرَهُمْ.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14085الْحَرَالِيُّ : وَلَمَّا ضَعُفَ قَبُولَهُمْ عَنِ النَّظَرِ وَالِاسْتِبْصَارِ صَارَ حَالُهُمْ فِي صُورَةِ الضَّعْفِ الَّذِي يُقَالُ فِيهِ: إِنْ كَانَ كَذَا، فَكَانَ فِي إِشْعَارِهِ خَلَلُهُمْ وَفِتْنَتُهُمْ إِلَّا قَلِيلًا - انْتَهَى.
وَفِي هَذِهِ الْقِصَّةِ تَوْطِئَةٌ لِغَزْوَةِ
بَدْرٍ وَتَدْرِيبٌ لِمَنْ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَهُمْ وَتَأْدِيبٌ لَهُمْ وَتَهْذِيبٌ وَإِشَارَةٌ عَظِيمَةٌ وَاضِحَةٌ إِلَى خِلَافَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=1الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ بِمَا دَلَّ عَلَيْهِ مِنْ أَمْرِ اسْتِخْلَافِهِ فِي الْإِمَامَةِ فِي الصَّلَاةِ الَّتِي هِيَ خُلَاصَةُ هَذَا الدِّينِ كَمَا أَنَّ مَا فِي تَابُوتِ الشَّهَادَةِ كَانَ خُلَاصَةَ ذَلِكَ الدِّينِ، وَتَحْذِيرٌ لِمَنْ لَعَلَّهُ يُخَالِفُ فِيهَا أَوْ يَقُولُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ
بَنِي هَاشِمٍ وَلَا
عَبْدِ مَنَافٍ الَّذِينَ هُمْ بَيْتُ الْإِمَامَةِ وَالرِّئَاسَةِ وَنَحْوَ ذَلِكَ مِمَّا حَمَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=703777يَأْبَى اللَّهُ ذَلِكَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَفِي تَوْجِيهِ الْخِطَابِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِعْلَامٌ بِأَنَّ أَوَّلَ مَقْصُودٍ بِهِ الْأَقْرَبُ مِنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَالْأَقْرَبُ، وَفِيهَا تَشْجِيعٌ لِلصَّحَابَةِ رِضْوَانُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِمْ فِيمَا يَنْدُبُهُمْ إِلَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=1الصَّدِيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ قِتَالِ أَهْلِ الرِّدَّةِ وَمَا بَعْدَهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْإِشَارَاتِ الَّتِي تَقْصُرُ عَنْهَا الْعِبَارَاتُ - وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الْمُوَفِّقُ.