ولما ذكر المقرعات الدالات على إرادة أمر عظيم، قرب ذلك
[ ص: 278 ] الأمر بإفهام أنه الحشر، ودل على عمومه بذكر ما يظن إهماله فقال:
nindex.php?page=treesubj&link=30296_32437_29052nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=5وإذا الوحوش أي دواب البر التي لا تأنس بأحد التي يظن أنه لا عبرة بها ولا التفات إليها فما ظنك بغيرها
nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=5حشرت أي بعثت وجمعت من كل أوب قهرا لإرادة العرض على الملك الأعظم والفصل فيما بينها في أنفسها حتى يقتص للجماء من القرناء وبينها وبين غيرها أيضا حتى يسأل العصفور قاتله، لم قتله؟ قال قتادة: يحشر كل شيء للقصاص حتى الذباب - انتهى. ولا يستوحش [الوحش - ] من الناس ولا الناس من الوحوش من شدة الأهوال، وذلك أهول وأفزع وأخوف وأفظع، قال القشيري: ولا يبعد أن يكون ذلك بإيصال منافع إليها جوازا لا وجوبا كما قاله أهل البدع - انتهى.
nindex.php?page=treesubj&link=28766_29468وكل شيء في الدنيا يحضر في تلك الدار، فإذا وقع الفصل جعل الخبيث في جهنم زيادة في عذاب أهلها، والطيب في الجنة زيادة في نعيم أهلها.
وَلَمَّا ذَكَرَ الْمِقْرَعَاتِ الدَّالَاتِ عَلَى إِرَادَةِ أَمْرٍ عَظِيمٍ، قُرْبَ ذَلِكَ
[ ص: 278 ] الْأَمْرِ بِإِفْهَامِ أَنَّهُ الْحَشْرُ، وَدَلَّ عَلَى عُمُومِهِ بِذِكْرِ مَا يَظُنُّ إِهْمَالَهُ فَقَالَ:
nindex.php?page=treesubj&link=30296_32437_29052nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=5وَإِذَا الْوُحُوشُ أَيْ دَوَابُّ الْبَرِّ الَّتِي لَا تَأْنَسُ بِأَحَدٍ الَّتِي يَظُنُّ أَنَّهُ لَا عِبْرَةَ بِهَا وَلَا الْتِفَاتَ إِلَيْهَا فَمَا ظَنُّكَ بِغَيْرِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=5حُشِرَتْ أَيْ بُعِثَتْ وَجُمِعَتْ مِنْ كُلِّ أَوْبٍ قَهْرًا لِإِرَادَةِ الْعَرْضِ عَلَى الْمَلِكِ الْأَعْظَمِ وَالْفَصْلِ فِيمَا بَيْنَهَا فِي أَنْفُسِهَا حَتَّى يَقْتَصَّ لِلْجَمَّاءِ مِنَ الْقَرْنَاءِ وَبَيْنَهَا وَبَيْنَ غَيْرِهَا أَيْضًا حَتَّى يَسْأَلَ الْعُصْفُورَ قَاتِلَهُ، لِمَ قَتَلَهُ؟ قَالَ قَتَادَةُ: يَحْشُرُ كُلُّ شَيْءٍ لِلْقَصَاصِ حَتَّى الذُّبَابُ - انْتَهَى. وَلَا يَسْتَوْحِشُ [الْوَحْشُ - ] مِنَ النَّاسِ وَلَا النَّاسُ مِنَ الْوُحُوشِ مِنْ شِدَّةِ الْأَهْوَالِ، وَذَلِكَ أَهْوَلُ وَأَفْزَعُ وَأَخْوَفُ وَأَفْظَعُ، قَالَ الْقُشَيْرِيُّ: وَلَا يَبْعُدُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ بِإِيصَالِ مَنَافِعَ إِلَيْهَا جَوَازًا لَا وُجُوبًا كَمَا قَالَهُ أَهْلُ الْبِدَعِ - انْتَهَى.
nindex.php?page=treesubj&link=28766_29468وَكُلُّ شَيْءٍ فِي الدُّنْيَا يَحْضُرُ فِي تِلْكَ الدَّارِ، فَإِذَا وَقَعَ الْفَصْلُ جُعِلَ الْخَبِيثُ فِي جَهَنَّمَ زِيَادَةً فِي عَذَابِ أَهْلِهَا، وَالطَّيِّبُ فِي الْجَنَّةِ زِيَادَةٌ فِي نَعِيمِ أَهْلِهَا.