الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون . إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شيء وهو العزيز الحكيم وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء يعني الأصنام يتخذها المشركون أولياء يرجون نفعها ونصرها، فمثلهم في ضعف احتيالهم كمثل العنكبوت اتخذت بيتا قال ثعلب: والعنكبوت أنثى، وقد يذكرها بعض العرب، قال الشاعر:

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 273 ]

                                                                                                                                                                                                                                      [على هطالهم منهم بيوت] كأن العنكبوت هو ابتناها



                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شيء أي: هو عالم بما عبدوه من دونه، لا يخفى عليه ذلك; والمعنى أنه يجازيهم على كفرهم . وتلك الأمثال يعني أمثال القرآن التي شبه بها أحوال الكفار; وقيل: إن " تلك " بمعنى " هذه " ، و العالمون : الذين يعقلون عن الله عز وجل .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية