الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      خلق الله السماوات والأرض بالحق إن في ذلك لآية للمؤمنين . اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

                                                                                                                                                                                                                                      خلق الله السماوات والأرض بالحق أي: للحق، ولإظهار الحق .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر في المراد بالصلاة قولان .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما: أنها الصلاة المعروفة، قاله الأكثرون . وروى أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، لم يزدد من الله إلا بعدا " .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 274 ] والثاني: أن المراد بالصلاة: القرآن، قاله ابن عمر; ويدل على هذا قوله: ولا تجهر بصلاتك [الإسراء: 110] وقد شرحنا معنى الفحشاء والمنكر فيما سبق [البقرة : 168، النحل: 90] .

                                                                                                                                                                                                                                      وفي معنى هذه الآية للعلماء ثلاثة أقوال .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها: أن الإنسان إذا أدى الصلاة كما ينبغي وتدبر ما يتلو فيها، نهته عن الفحشاء والمنكر، هذا مقتضاها وموجبها .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: أنها تنهاه ما دام فيها .

                                                                                                                                                                                                                                      والثالث : أن المعنى: ينبغي أن تنهى الصلاة عن الفحشاء والمنكر .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: ولذكر الله أكبر فيه أربعة أقوال .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها: ولذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه، رواه ابن عمر عن [ ص: 275 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبه قال ابن عباس، وعكرمة، وسعيد بن جبير، ومجاهد في آخرين .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: ولذكر الله أفضل من كل شيء سواه، وهذا مذهب أبي الدرداء، وسلمان، وقتادة .

                                                                                                                                                                                                                                      والثالث : ولذكر الله في الصلاة أكبر مما نهاك عنه من الفحشاء والمنكر، قاله عبد الله بن عون .

                                                                                                                                                                                                                                      والرابع : ولذكر الله العبد- ماكان في صلاته- أكبر من ذكر العبد لله، قاله ابن قتيبة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية