nindex.php?page=treesubj&link=19763_19881_24582_32984_33101_34274_34513_3514_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=198ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين nindex.php?page=treesubj&link=20009_20011_28723_29694_33032_3514_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=199ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=198ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: كانوا يتقون البيوع والتجارة في الموسم ، ويقولون: أيام ذكر; فنزلت هذه الآية . والابتغاء: الالتماس . والفضل هاهنا: التماس الرزق بالتجارة والكسب . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة: أفضتم ، بمعنى: دفعتم . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: معناه: دفعتم بكثرة ، يقال: أفاض القوم في الحديث: إذا اندفعوا فيه ، وأكثروا التصرف .
وفي تسمية
عرفات قولان .
[ ص: 213 ] أحدهما: أن الله تعالى بعث
جبريل إلى
إبراهيم فحج به ، فلما أتى
عرفات قال: قد عرفت ، فسميت
"عرفة" قاله
علي رضي الله عنه .
والثاني: أنها سميت بذلك لاجتماع
آدم وحواء ، وتعارفهما بها قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك .
، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: والمشعر ، المعلم سمي بذلك ، لأن الصلاة عنده . والمقام والمبيت والدعاء من معالم الحج ، وهو
مزدلفة ، وهي جمع يسمى بالاسمين . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد: المشعر الحرام:
المزدلفة كلها .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=198 (واذكروه كما هداكم) أي: جزاء هدايته لكم ، فإن قيل: ما فائدة تكرير الذكر؟ قيل: فيه أربعة أجوبة . أحدها: أنه كرره للمبالغة في الأمر به . والثاني: أنه وصل بالذكر الثاني: ما لم يصل بالذكر الأول ، فحسن تكريره . فالمعنى اذكروه بتوحيده كما ذكركم بهدايته . والثالث: أنه كرره ليدل على مواصلته ، والمعنى: اذكروه ذكرا بعد ذكر ، ذكر هذه الأقوال
محمد بن القاسم النحوي . والرابع: أن الذكر في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=198فاذكروا الله عند المشعر الحرام هو: صلاة المغرب والعشاء اللتان يجمع بينهما
بالمزدلفة . والذكر في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=198 (كما هداكم) هو الذكر المفعول عند الوقوف
بمزدلفة غداة جمع ، حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=14953القاضي أبو يعلى .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=198 (وإن كنتم من قبله) في هاء الكناية ثلاثة أقوال . أحدها: أنها ترجع إلى الإسلام ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . والثاني: أنها ترجع إلى الهدى ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل ، nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج . والثالث: أنها ترجع إلى القرآن ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري . قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=199ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس قالت
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة: كانت
قريش ومن يدين بدينها ، وهم
الحمس ، يقفون عشية عرفة
بالمزدلفة ، يقولون: نحن قطن
البيت ، وكان بقية
[ ص: 214 ] العرب والناس يقفون
بعرفات ، فنزلت هذه الآية . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: سموا
الحمس لأنهم تحمسوا في دينهم ، أي: تشددوا . والحماسة: الشدة في كل شيء .
وفي المراد بالناس هاهنا أربعة أقوال . أحدها: أنهم جميع
العرب غير الحمس ويدل عليه حديث
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة ، nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة . والثاني: أن المراد بالناس هاهنا:
إبراهيم الخليل عليه السلام ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك بن مزاحم . والثالث: أن المراد بالناس
آدم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري . وقد قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11904أبو المتوكل ، وأبو نهيك ، nindex.php?page=showalam&ids=17167ومورق العجلي: "الناسي" بإثبات الياء . والرابع: أنهم أهل
اليمن وربيعة ، فإنهم كانوا يفيضون من
عرفات ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل .
وفي المخاطبين بذلك قولان . أحدهما: أنه خطاب
لقريش ، وهو قول الجمهور . والثاني: أنه خطاب لجميع المسلمين ، وهو يخرج على قول من قال: الناس
آدم ، أو
إبراهيم . والإفاضة هاهنا على ما يقتضيه ظاهر اللفظ: هي الإفاضة من
المزدلفة إلى
منى صبيحة النحر ، إلا أن جمهور المفسرين على أنها الإفاضة من
عرفات ، فظاهر الكلام لا يقتضي ذلك ، كيف يقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=198فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله ثم أفيضوا من
عرفات؟! غير أني أقول: وجه الكلام على ما قال أهل التفسير: أن فيه تقديما وتأخيرا ، تقديره: ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس ، فإذا أفضتم من
عرفات فاذكروا الله .
و"الغفور" من أسماء الله ، عز وجل ، وهو من قولك: غفرت الشيء: إذا غطيته ، فكأن الغفور هو الساتر لعبده برحمته ، أو الساتر لذنوب عباده . والغفور: هو الذي يكثر المغفرة ، لأن بناء المفعول للمبالغة من الكثرة ، كقولك: صبور ، وضروب ، وأكول .
nindex.php?page=treesubj&link=19763_19881_24582_32984_33101_34274_34513_3514_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=198لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ nindex.php?page=treesubj&link=20009_20011_28723_29694_33032_3514_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=199ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=198لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلا مِنْ رَبِّكُمْ
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ: كَانُوا يَتَّقُونَ الْبُيُوعَ وَالتِّجَارَةَ فِي الْمَوْسِمِ ، وَيَقُولُونَ: أَيَّامُ ذِكْرٍ; فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآَيَةُ . وَالِابْتِغَاءُ: الِالْتِمَاسُ . وَالْفَضْلُ هَاهُنَا: الْتِمَاسُ الرِّزْقِ بِالتِّجَارَةِ وَالْكَسْبِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ: أَفَضْتُمْ ، بِمَعْنَى: دَفَعْتُمْ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ: دَفَعْتُمْ بِكَثْرَةٍ ، يُقَالُ: أَفَاضَ الْقَوْمُ فِي الْحَدِيثِ: إِذَا انْدَفَعُوا فِيهِ ، وَأَكْثَرُوا التَّصَرُّفَ .
وَفِي تَسْمِيَةِ
عَرَفَاتٍ قَوْلَانِ .
[ ص: 213 ] أَحَدُهُمَا: أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى بَعَثَ
جِبْرِيلَ إِلَى
إِبْرَاهِيمَ فَحَجَّ بِهِ ، فَلَمَّا أَتَى
عَرَفَاتَ قَالَ: قَدْ عَرَفْتُ ، فَسُمِّيَتْ
"عَرَفَةَ" قَالَهُ
عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ .
وَالثَّانِي: أَنَّهَا سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِاجْتِمَاعِ
آَدَمَ وَحَوَّاءَ ، وَتَعَارُفِهِمَا بِهَا قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ .
، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ: وَالْمَشْعَرُ ، الْمَعْلَمُ سَمِّيَ بِذَلِكَ ، لِأَنَّ الصَّلَاةَ عِنْدَهُ . وَالْمُقَامُ وَالْمَبِيتُ وَالدُّعَاءُ مِنْ مَعَالِمِ الْحَجِّ ، وَهُوَ
مُزْدَلِفَةُ ، وَهِيَ جَمْعٌ يُسَمَّى بِالِاسْمَيْنِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنُ عُمَرَ ، nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ: الْمَشْعَرُ الْحَرَامُ:
الْمُزْدَلِفَةُ كُلُّهَا .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=198 (وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ) أَيْ: جَزَاءُ هِدَايَتِهِ لَكُمْ ، فَإِنْ قِيلَ: مَا فَائِدَةُ تَكْرِيرِ الذِّكْرِ؟ قِيلَ: فِيهِ أَرْبَعَةُ أَجْوِبَةٍ . أَحَدُهَا: أَنَّهُ كَرَّرَهُ لِلْمُبَالَغَةِ فِي الْأَمْرِ بِهِ . وَالثَّانِي: أَنَّهُ وَصَلَ بِالذِّكْرِ الثَّانِي: مَا لَمْ يَصِلْ بِالذِّكْرِ الْأَوَّلِ ، فَحَسُنَ تَكْرِيرُهُ . فَالْمَعْنَى اذْكُرُوهُ بِتَوْحِيدِهِ كَمَا ذَكَّرَكُمْ بِهِدَايَتِهِ . وَالثَّالِثُ: أَنَّهُ كَرَّرَهُ لِيَدُلَّ عَلَى مُوَاصَلَتِهِ ، وَالْمَعْنَى: اذْكُرُوهُ ذِكْرًا بَعْدَ ذِكْرٍ ، ذَكَرَ هَذِهِ الْأَقْوَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ النَّحْوِيُّ . وَالرَّابِعُ: أَنَّ الذِّكْرَ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=198فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ هُوَ: صَلَاةُ الْمَغْرِبِ وَالْعَشَاءِ اللَّتَانِ يُجْمَعُ بَيْنَهُمَا
بِالْمُزْدَلِفَةِ . وَالذِّكْرُ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=198 (كَمَا هَدَاكُمْ) هُوَ الذِّكْرُ الْمَفْعُولُ عِنْدَ الْوُقُوفِ
بِمُزْدَلِفَةَ غَدَاةَ جَمْعٍ ، حَكَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14953الْقَاضِي أَبُو يَعْلَى .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=198 (وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ) فِي هَاءِ الْكِنَايَةِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ . أَحَدُهَا: أَنَّهَا تَرْجِعُ إِلَى الْإِسْلَامِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ . وَالثَّانِي: أَنَّهَا تَرْجِعُ إِلَى الْهُدَى ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17132مُقَاتِلٌ ، nindex.php?page=showalam&ids=14416وَالزَّجَّاجُ . وَالثَّالِثُ: أَنَّهَا تَرْجِعُ إِلَى الْقُرْآَنِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ . قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=199ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ قَالَتْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةُ: كَانَتْ
قُرَيْشٌ وَمَنْ يَدِينُ بِدِينِهَا ، وَهُمُ
الْحَمْسُ ، يَقِفُونَ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ
بِالْمُزْدَلِفَةِ ، يَقُولُونَ: نَحْنُ قَطَنُ
الْبَيْتِ ، وَكَانَ بَقِيَّةُ
[ ص: 214 ] الْعَرَبِ وَالنَّاسِ يَقِفُونَ
بِعَرَفَاتٍ ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآَيَةُ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ: سُمُّوا
الْحَمْسَ لِأَنَّهُمْ تَحَمَّسُوا فِي دِينِهِمْ ، أَيْ: تَشَدَّدُوا . وَالْحَمَاسَةُ: الشِّدَّةُ فِي كُلِّ شَيْءٍ .
وَفِي الْمُرَادِ بِالنَّاسِ هَاهُنَا أَرْبَعَةُ أَقْوَالٍ . أَحَدُهَا: أَنَّهُمْ جَمِيعُ
الْعَرَبِ غَيْرُ الْحَمْسِ وَيَدُلُّ عَلَيْهِ حَدِيثُ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ ، وَهُوَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=16561عُرْوَةَ ، nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ . وَالثَّانِي: أَنَّ الْمُرَادَ بِالنَّاسِ هَاهُنَا:
إِبْرَاهِيمُ الْخَلِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ . وَالثَّالِثُ: أَنَّ الْمُرَادَ بِالنَّاسِ
آَدَمُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزُّهْرِيُّ . وَقَدْ قَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11904أَبُو الْمُتَوَكِّلِ ، وَأَبُو نَهِيكٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=17167وَمُورِقٌ الْعِجْلِيُّ: "النَّاسِي" بِإِثْبَاتِ الْيَاءِ . وَالرَّابِعُ: أَنَّهُمْ أَهْلُ
الْيَمَنِ وَرَبِيعَةُ ، فَإِنَّهُمْ كَانُوا يُفِيضُونَ مِنْ
عَرَفَاتٍ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17132مُقَاتِلٌ .
وَفِي الْمُخَاطَبِينَ بِذَلِكَ قَوْلَانِ . أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ خِطَابٌ
لِقُرَيْشٍ ، وَهُوَ قَوْلُ الْجُمْهُورِ . وَالثَّانِي: أَنَّهُ خِطَابٌ لِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ ، وَهُوَ يَخْرُجُ عَلَى قَوْلِ مَنْ قَالَ: النَّاسُ
آَدَمُ ، أَوْ
إِبْرَاهِيمُ . وَالْإِفَاضَةُ هَاهُنَا عَلَى مَا يَقْتَضِيهِ ظَاهِرُ اللَّفْظِ: هِيَ الْإِفَاضَةُ مِنَ
الْمُزْدَلِفَةِ إِلَى
مِنَى صَبِيحَةَ النَّحْرِ ، إِلَّا أَنَّ جُمْهُورَ الْمُفَسِّرِينَ عَلَى أَنَّهَا الْإِفَاضَةُ مِنْ
عَرَفَاتٍ ، فَظَاهِرُ الْكَلَامِ لَا يَقْتَضِي ذَلِكَ ، كَيْفَ يُقَالُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=198فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ
عَرَفَاتٍ؟! غَيْرَ أَنِّي أَقُولُ: وَجْهُ الْكَلَامِ عَلَى مَا قَالَ أَهْلُ التَّفْسِيرِ: أَنَّ فِيهِ تَقْدِيمًا وَتَأْخِيرًا ، تَقْدِيرُهُ: ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ ، فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ
عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ .
و"الْغَفُورُ" مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ ، عَزَّ وَجَلَّ ، وَهُوَ مِنْ قَوْلِكَ: غَفَرْتُ الشَّيْءَ: إِذَا غَطَّيْتُهُ ، فَكَأَنَّ الْغَفُورَ هُوَ السَّاتِرُ لِعَبْدِهِ بِرَحْمَتِهِ ، أَوِ السَّاتِرُ لِذُنُوبِ عِبَادِهِ . وَالْغَفُورُ: هُوَ الَّذِي يُكْثِرُ الْمَغْفِرَةَ ، لِأَنَّ بِنَاءَ الْمَفْعُولِ لِلْمُبَالَغَةِ مِنَ الْكَثْرَةِ ، كَقَوْلِكَ: صَبُورٌ ، وَضَرُوبٌ ، وَأَكُولٌ .