الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: لكن الله يشهد في سبب نزولها قولان .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 257 ] أحدهما: أن النبي عليه السلام دخل على جماعة من اليهود ، فقال: "إني والله أعلم أنكم لتعلمون أني رسول الله" ، فقالوا: ما نعلم ذلك ، فنزلت هذه الآية ، هذا قول ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: أن رؤساء أهل مكة أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا: سألنا عنك اليهود ، فزعموا أنهم لا يعرفونك ، فائتنا بمن يشهد لك أن الله بعثك ، فنزلت هذه الآية ، هذا قول ابن السائب . قال الزجاج : الشاهد: المبين لما يشهد به ، فالله عز وجل بين ذلك ، ويعلم مع إبانته أنه حق . وفي معنى (أنزله بعلمه) ثلاثة أقوال .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها: أنزله وفيه علمه ، قاله الزجاج .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: أنزله من علمه ، ذكره أبو سليمان الدمشقي .

                                                                                                                                                                                                                                      والثالث: أنزله إليك بعلم منه أنك خيرته من خلقه ، قاله ابن جرير .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: والملائكة يشهدون فيه قولان .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما: يشهدون أن الله أنزله . والثاني: يشهدون بصدقك .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: وكفى بالله شهيدا قال الزجاج : "الباء" دخلت مؤكدة ، والمعنى: اكتفوا بالله في شهادته .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية