الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [30_31] ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم

                                                                                                                                                                                                                                      ولو نشاء لأريناكهم أي: لعرفناكهم بدلائل تعرفهم بأعيانهم معرفة متاخمة للرؤية: [ ص: 5390 ] فلعرفتهم بسيماهم أي: بعلامتهم التي نسمهم بها: ولتعرفنهم في لحن القول أي: أسلوبه وما يرمون من غير إيضاح به.

                                                                                                                                                                                                                                      قال في (الإكليل): استدل بالآية من جعل التعريض بالقذف موجبا للحد .

                                                                                                                                                                                                                                      والله يعلم أعمالكم أي: فيجازيكم بحسب قصدكم ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين أي: أهل المجاهدة في سبيل الله، والصبر على المشاق: ونبلو أخباركم أي: أفانين أقوالكم، وضروب بياناتكم، وأعمال قوة ألسنتكم في نشر الحق، والصدع به، والدأب عليه، هل هو متمحض لذلك، أم فيه ما فيه من المحاباة خيفة لوم اللائم.

                                                                                                                                                                                                                                      قال القاشاني : علم الله تعالى قسمان : سابق على معلوماته إجمالا في لوح القضاء، وتفصيلا في لوح القدر، وتابع إياها في المظاهر التفصيلية من النفوس البشرية، والنفوس السماوية الجزئية. فمعنى: حتى نعلم حتى يظهر علمنا التفصيلي في المظاهر الملكوتية والإنسية، التي يثبت بها الجزاء -والله أعلم-.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية