الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
وقال رحمه الله تعالى فمن الناس nindex.php?page=treesubj&link=18668_19013_19014من يغتاب موافقة لجلسائه وأصحابه وعشائره مع علمه أن المغتاب بريء مما يقولون أو فيه بعض ما يقولون ; لكن يرى أنه لو أنكر عليهم قطع المجلس واستثقله أهل المجلس ونفروا عنه فيرى موافقتهم من حسن المعاشرة وطيب المصاحبة وقد يغضبون فيغضب لغضبهم فيخوض معهم .
[ ص: 237 ] ومنهم من nindex.php?page=treesubj&link=19012يخرج الغيبة في قوالب شتى . تارة في قالب ديانة وصلاح فيقول : ليس لي عادة أن أذكر أحدا إلا بخير ولا أحب الغيبة ولا الكذب ; وإنما أخبركم بأحواله . ويقول : والله إنه مسكين أو رجل جيد ; ولكن فيه كيت وكيت . وربما يقول : دعونا منه الله يغفر لنا وله ; وإنما قصده استنقاصه وهضم لجانبه . ويخرجون الغيبة في قوالب صلاح وديانة يخادعون الله بذلك كما يخادعون مخلوقا ; وقد رأينا منهم ألوانا كثيرة من هذا وأشباهه .
ومنهم nindex.php?page=treesubj&link=19013_18696_18697من يرفع غيره رياء فيرفع نفسه فيقول : لو دعوت البارحة في صلاتي لفلان ; لما بلغني عنه كيت وكيت ليرفع نفسه ويضعه عند من يعتقده . أو يقول : فلان بليد الذهن قليل الفهم ; وقصده مدح نفسه وإثبات معرفته وأنه أفضل منه .
ومنهم nindex.php?page=treesubj&link=18668_18750_19022من يحمله الحسد على الغيبة فيجمع بين أمرين قبيحين : الغيبة والحسد . وإذا أثنى على شخص أزال ذلك عنه بما استطاع من تنقصه في قالب دين وصلاح أو في قالب حسد وفجور وقدح ليسقط ذلك عنه .
ومنهم nindex.php?page=treesubj&link=18433_19037_19012من يخرج الغيبة في قالب تمسخر ولعب ليضحك غيره [ ص: 238 ] باستهزائه ومحاكاته واستصغار المستهزأ به .
ومنهم nindex.php?page=treesubj&link=18668_19012من يخرج الغيبة في قالب التعجب فيقول تعجبت من فلان كيف لا يفعل كيت وكيت ومن فلان كيف وقع منه كيت وكيت وكيف فعل كيت وكيت فيخرج اسمه في معرض تعجبه .
ومنهم من يخرج الاغتمام فيقول مسكين فلان غمني ما جرى له وما تم له فيظن من يسمعه أنه يغتم له ويتأسف وقلبه منطو على التشفي به ولو قدر لزاد على ما به وربما يذكره عند أعدائه ليشتفوا به . وهذا وغيره من أعظم أمراض القلوب والمخادعات لله ولخلقه .
ومنهم nindex.php?page=treesubj&link=18668_19013_19014من يظهر الغيبة في قالب غضب وإنكار منكر فيظهر في هذا الباب أشياء من زخارف القول وقصده غير ما أظهر . والله المستعان .