الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
[ ص: 489 ] سئل : - عن جماعة اجتمعوا على أمور متنوعة في الفساد ; ومنهم nindex.php?page=treesubj&link=28813_28814_29668من يقول : إن الدين فسد من قبل " هذه " وهو من حين أخذت الخلافة من nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب فإن الذين تولوا مكانه لم يكونوا أهلا للولاية فلم تصح توليتهم ولم يصح للمسلمين بعد ذلك عقد من عقودهم لا عقد نكاح ولا غيره وأن جميع من تزوج بعد تلك الواقعة فنكاحه فاسد ; وكذلك العقود جميعها فاسدة والولايات وغيرها . nindex.php?page=treesubj&link=29434_28676ويزعم قائل هذا : أن الله صليب وأن كل حرف من الجلالة على رأس خط من خطوط الصليب ويقرر للناس أن اليهود والنصارى على حق وكذلك المجوس وغيرهم .
فأجاب : - رحمه الله تعالى - : أما هذا الجاهل فهو شبيه في جهله بالرافضة الذين يكذبون ; وخرافاتهم التي لا تروج إلا على جاهل لا يعرف أصول الإسلام كالذين ذكروا في هذا السؤال . وقيل إنهم nindex.php?page=treesubj&link=28813_29668يقولون إن الدين فسد من حين أخذت الخلافة من nindex.php?page=showalam&ids=8علي وذلك [ ص: 490 ] من حين موت النبي صلى الله عليه وسلم وأن الخلفاء الراشدين لم يكونوا أهلا للولاية وأن عقود المسلمين باطلة وأن الله صليب ويقرر دين اليهود والنصارى والمجوس : فإن هذا زنديق من شر الزنادقة من جنس قرامطة الباطنية كالنصرية والإسماعيلية وأتباعهم .
ولهذا يتكلم بالتناقض فإن من nindex.php?page=treesubj&link=28814_29668يقرر دين اليهود والنصارى والمجوس ويطعن في دين الخلفاء الراشدين المهديين والسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار : لا يكون إلا من أجهل الناس وأكفرهم ولو كان من المؤمنين الذين يعلمون أن هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس وأن خير الأمة القرن الأول ثم الذين يلونه ثم الذين يلونه ; لما كان مقررا لدين الكفار طاعنا في دين المهاجرين والأنصار والرد على هذا ونحوه مبسوط في غير هذا الموضع .
وقد ذكرنا في ذلك في الرد على الرافضة ما لا يتسع له هذا الموضع . ومثل هذا القول لا يقوله من يؤمن بأن محمدا رسول الله فنجيب من يقر أن محمدا رسول الله فنبين له مما جاء به ما يزيل شبهته فأما من يطعن في نبوته فنكلمه من وجه آخر ولكل مقام مقال .