[ ص: 59 ] فصل وكذلك
nindex.php?page=treesubj&link=29483_29645_28674لفظ " المعصية " و " الفسوق " و " الكفر " : فإذا أطلقت المعصية لله ورسوله دخل فيها الكفر والفسوق كقوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=23ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا } . وقال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=59وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله واتبعوا أمر كل جبار عنيد } . فأطلق معصيتهم للرسل بأنهم عصوا
هودا معصية تكذيب لجنس الرسل فكانت المعصية لجنس الرسل كمعصية من قال : {
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=9فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء } . ومعصية من كذب وتولى قال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=15لا يصلاها إلا الأشقى } {
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=16الذي كذب وتولى } أي كذب بالخير وتولى عن طاعة الأمر ، وإنما على الخلق أن يصدقوا الرسل فيما أخبروا ويطيعوهم فيما أمروا . وكذلك قال في
فرعون : {
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=21فكذب وعصى } .
وقال عن جنس الكافر : {
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=31فلا صدق ولا صلى } {
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=32ولكن كذب وتولى } . فالتكذيب للخبر والتولي عن الأمر . وإنما الإيمان تصديق الرسل فيما أخبروا وطاعتهم فيما أمروا ومنه قوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=15كما أرسلنا إلى فرعون رسولا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=16فعصى فرعون الرسول }
nindex.php?page=treesubj&link=29019ولفظ " التولي " بمعنى التولي عن الطاعة مذكور في مواضع من القرآن [ ص: 60 ] كقوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=16ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما } وذمه في غير موضع من القرآن من تولى ; دليل على وجوب طاعة الله ورسوله وأن الأمر المطلق يقتضي وجوب الطاعة وذم المتولي عن الطاعة ; كما علق الذم بمطلق المعصية في مثل قوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=16فعصى فرعون الرسول } . وقد
nindex.php?page=treesubj&link=28674_29483_19065_18805قيل : إن " التأبيد " لم يذكر في القرآن إلا في وعيد الكفار ; ولهذا قال : {
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=93ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما } . وقال فيمن يجور في المواريث : {
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=14ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين } . فهنا قيد المعصية بتعدي حدوده فلم يذكرها مطلقة ; وقال : {
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=121وعصى آدم ربه فغوى } . فهي معصية خاصة ; وقال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون } فأخبر عن معصية واقعة معينة وهي معصية الرماة للنبي صلى الله عليه وسلم حيث أمرهم بلزوم ثغرهم وإن رأوا المسلمين قد انتصروا فعصى من عصى منهم هذا الأمر وجعل أميرهم يأمرهم لما رأوا الكفار منهزمين وأقبل من أقبل منهم على المغانم . وكذلك قوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=7وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان } . جعل ذلك ثلاث مراتب . وقد قال : {
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=12ولا يعصينك في معروف } . فقيد المعصية ولهذا فسرت بالنياحة قاله
ابن عباس : وروي ذلك مرفوعا . وكذلك قال
زيد بن أسلم لا يدعن ويلا ولا يخدشن
[ ص: 61 ] وجها ولا ينشرن شعرا ولا يشققن ثوبا .
وقد قال بعضهم : هو جميع ما يأمرهم به الرسول من شرائع الإسلام وأدلته كما قاله
أبو سليمان الدمشقي ، ولفظ الآية عام أنهن لا يعصينه في معروف . ومعصيته لا تكون إلا في معروف ; فإنه لا يأمر بمنكر لكن هذا كما قيل : فيه دلالة على أن طاعة أولي الأمر إنما تلزم في المعروف كما ثبت في " الصحيح " عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=12444إنما الطاعة في المعروف } ونظير هذا
nindex.php?page=treesubj&link=21404_19637_28750_28979قوله : { nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=24استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم } وهو لا يدعو إلا إلى ذلك . والتقييد هنا لا مفهوم له ; فإنه لا يقع دعاء لغير ذلك . ولا أمر بغير معروف وهذا كقوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا } . فإنهن إذا لم يردن تحصنا ; امتنع الإكراه . ولكن في هذا بيان
nindex.php?page=treesubj&link=22546الوصف المناسب للحكم ومنه قوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=117ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون } . وقوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=61ويقتلون النبيين بغير الحق } . فالتقييد في جميع هذا للبيان والإيضاح لا لإخراج في وصف آخر ; ولهذا يقول من يقول من
النحاة : الصفات في المعارف للتوضيح لا للتخصيص وفي النكرات للتخصيص يعني في المعارف التي لا تحتاج إلى تخصيص كقوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=1سبح اسم ربك الأعلى } {
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=2الذي خلق فسوى } . وقوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل } . وقوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=2الحمد لله رب العالمين } {
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=1الرحمن الرحيم } . والصفات في النكرات إذا تميزت تكون للتوضيح أيضا ومع هذا فقد عطف المعصية على الكفر والفسوق في قوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=7وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان } . ومعلوم أن الفاسق عاص أيضا .
[ ص: 59 ] فَصْلٌ وَكَذَلِكَ
nindex.php?page=treesubj&link=29483_29645_28674لَفْظُ " الْمَعْصِيَةِ " وَ " الْفُسُوقِ " وَ " الْكُفْرِ " : فَإِذَا أُطْلِقَتْ الْمَعْصِيَةُ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ دَخَلَ فِيهَا الْكُفْرُ وَالْفُسُوقُ كَقَوْلِهِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=23وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا } . وَقَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=59وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ } . فَأَطْلَقَ مَعْصِيَتَهُمْ لِلرُّسُلِ بِأَنَّهُمْ عَصَوْا
هُودًا مَعْصِيَةَ تَكْذِيبٍ لِجِنْسِ الرُّسُلِ فَكَانَتْ الْمَعْصِيَةُ لِجِنْسِ الرُّسُلِ كَمَعْصِيَةِ مَنْ قَالَ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=9فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ } . وَمَعْصِيَةِ مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى قَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=15لَا يَصْلَاهَا إلَّا الْأَشْقَى } {
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=16الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى } أَيْ كَذَّبَ بِالْخَيْرِ وَتَوَلَّى عَنْ طَاعَةِ الْأَمْرِ ، وَإِنَّمَا عَلَى الْخَلْقِ أَنْ يُصَدِّقُوا الرُّسُلَ فِيمَا أَخْبَرُوا وَيُطِيعُوهُمْ فِيمَا أَمَرُوا . وَكَذَلِكَ قَالَ فِي
فِرْعَوْنَ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=21فَكَذَّبَ وَعَصَى } .
وَقَالَ عَنْ جِنْسِ الْكَافِرِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=31فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى } {
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=32وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى } . فَالتَّكْذِيبُ لِلْخَبَرِ وَالتَّوَلِّي عَنْ الْأَمْرِ . وَإِنَّمَا الْإِيمَانُ تَصْدِيقُ الرُّسُلِ فِيمَا أَخْبَرُوا وَطَاعَتُهُمْ فِيمَا أَمَرُوا وَمِنْهُ قَوْلُهُ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=15كَمَا أَرْسَلْنَا إلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=16فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ }
nindex.php?page=treesubj&link=29019وَلَفْظُ " التَّوَلِّي " بِمَعْنَى التَّوَلِّي عَنْ الطَّاعَةِ مَذْكُورٌ فِي مَوَاضِعَ مِنْ الْقُرْآنِ [ ص: 60 ] كَقَوْلِهِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=16سَتُدْعَوْنَ إلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا } وَذَمُّهُ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ الْقُرْآنِ مَنْ تَوَلَّى ; دَلِيلٌ عَلَى وُجُوبِ طَاعَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنَّ الْأَمْرَ الْمُطْلَقَ يَقْتَضِي وُجُوبَ الطَّاعَةِ وَذَمَّ الْمُتَوَلِّي عَنْ الطَّاعَةِ ; كَمَا عَلَّقَ الذَّمَّ بِمُطْلَقِ الْمَعْصِيَةِ فِي مِثْلِ قَوْلِهِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=16فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ } . وَقَدْ
nindex.php?page=treesubj&link=28674_29483_19065_18805قِيلَ : إنَّ " التَّأْبِيدَ " لَمْ يُذْكَرْ فِي الْقُرْآنِ إلَّا فِي وَعِيدِ الْكُفَّارِ ; وَلِهَذَا قَالَ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=93وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا } . وَقَالَ فِيمَنْ يَجُورُ فِي الْمَوَارِيثِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=14وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ } . فَهُنَا قَيَّدَ الْمَعْصِيَةَ بِتَعَدِّي حُدُودِهِ فَلَمْ يَذْكُرْهَا مُطْلَقَةً ; وَقَالَ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=121وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى } . فَهِيَ مَعْصِيَةٌ خَاصَّةٌ ; وَقَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152حَتَّى إذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ } فَأَخْبَرَ عَنْ مَعْصِيَةِ وَاقِعَةٍ مُعَيَّنَةٍ وَهِيَ مَعْصِيَةُ الرُّمَاةِ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ أَمَرَهُمْ بِلُزُومِ ثَغْرِهِمْ وَإِنْ رَأَوْا الْمُسْلِمِينَ قَدْ انْتَصَرُوا فَعَصَى مَنْ عَصَى مِنْهُمْ هَذَا الْأَمْرَ وَجَعَلَ أَمِيرُهُمْ يَأْمُرُهُمْ لَمَّا رَأَوْا الْكُفَّارَ مُنْهَزِمِينَ وَأَقْبَلَ مَنْ أَقْبَلَ مِنْهُمْ عَلَى الْمَغَانِمِ . وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=7وَكَرَّهَ إلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ } . جَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَاتِبَ . وَقَدْ قَالَ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=12وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ } . فَقَيَّدَ الْمَعْصِيَةَ وَلِهَذَا فُسِّرَتْ بِالنِّيَاحَةِ قَالَهُ
ابْنُ عَبَّاسٍ : وَرُوِيَ ذَلِكَ مَرْفُوعًا . وَكَذَلِكَ قَالَ
زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ لَا يَدْعُنَّ وَيْلًا وَلَا يَخْدِشْنَ
[ ص: 61 ] وَجْهًا وَلَا يَنْشُرْنَ شَعْرًا وَلَا يَشْقُقْنَ ثَوْبًا .
وَقَدْ قَالَ بَعْضُهُمْ : هُوَ جَمِيعُ مَا يَأْمُرُهُمْ بِهِ الرَّسُولُ مِنْ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ وَأَدِلَّتِهِ كَمَا قَالَهُ
أَبُو سُلَيْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ ، وَلَفْظُ الْآيَةِ عَامٌّ أَنَّهُنَّ لَا يَعْصِينَهُ فِي مَعْرُوفٍ . وَمَعْصِيَتُهُ لَا تَكُونُ إلَّا فِي مَعْرُوفٍ ; فَإِنَّهُ لَا يَأْمُرُ بِمُنْكَرِ لَكِنْ هَذَا كَمَا قِيلَ : فِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ طَاعَةَ أُولِي الْأَمْرِ إنَّمَا تَلْزَمُ فِي الْمَعْرُوفِ كَمَا ثَبَتَ فِي " الصَّحِيحِ " عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=12444إنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ } وَنَظِيرُ هَذَا
nindex.php?page=treesubj&link=21404_19637_28750_28979قَوْلُهُ : { nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=24اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ } وَهُوَ لَا يَدْعُو إلَّا إلَى ذَلِكَ . وَالتَّقْيِيدُ هُنَا لَا مَفْهُومَ لَهُ ; فَإِنَّهُ لَا يَقَعُ دُعَاءٌ لِغَيْرِ ذَلِكَ . وَلَا أَمْرٌ بِغَيْرِ مَعْرُوفٍ وَهَذَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا } . فَإِنَّهُنَّ إذَا لَمْ يُرِدْنَ تَحَصُّنًا ; امْتَنَعَ الْإِكْرَاهُ . وَلَكِنْ فِي هَذَا بَيَانُ
nindex.php?page=treesubj&link=22546الْوَصْفِ الْمُنَاسِبِ لِلْحُكْمِ وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=117وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ } . وَقَوْلُهُ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=61وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ } . فَالتَّقْيِيدُ فِي جَمِيعِ هَذَا لِلْبَيَانِ وَالْإِيضَاحِ لَا لِإِخْرَاجِ فِي وَصْفٍ آخَرَ ; وَلِهَذَا يَقُولُ مَنْ يَقُولُ مِنْ
النُّحَاةِ : الصِّفَاتُ فِي الْمَعَارِفِ لِلتَّوْضِيحِ لَا لِلتَّخْصِيصِ وَفِي النَّكِرَاتِ لِلتَّخْصِيصِ يَعْنِي فِي الْمَعَارِفِ الَّتِي لَا تَحْتَاجُ إلَى تَخْصِيصٍ كَقَوْلِهِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=1سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى } {
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=2الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى } . وَقَوْلِهِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ } . وَقَوْلِهِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=2الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=1الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } . وَالصِّفَاتُ فِي النَّكِرَاتِ إذَا تَمَيَّزَتْ تَكُونُ لِلتَّوْضِيحِ أَيْضًا وَمَعَ هَذَا فَقَدْ عَطَفَ الْمَعْصِيَةَ عَلَى الْكُفْرِ وَالْفُسُوقِ فِي قَوْلِهِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=7وَكَرَّهَ إلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ } . وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْفَاسِقَ عَاصٍ أَيْضًا .