[ ص: 222 ] فصل : فإن
nindex.php?page=treesubj&link=28801قيل : فإذا كان الإيمان المطلق يتناول جميع ما أمر الله به ورسوله فمتى ذهب بعض ذلك بطل الإيمان فيلزم تكفير أهل الذنوب كما تقوله
الخوارج أو تخليدهم في النار وسلبهم اسم الإيمان بالكلية كما تقوله
المعتزلة وكلا هذين القولين شر من قول
المرجئة فإن
المرجئة منهم جماعة من العلماء والعباد المذكورين عند الأمة بخير وأما
الخوارج والمعتزلة فأهل السنة والجماعة من جميع الطوائف مطبقون على ذمهم . قيل : أولا ينبغي أن يعرف أن القول الذي لم يوافق
الخوارج والمعتزلة عليه أحد من
أهل السنة هو
nindex.php?page=treesubj&link=28652القول بتخليد أهل الكبائر في النار ; فإن هذا القول من البدع المشهورة وقد اتفق
الصحابة والتابعون لهم بإحسان ; وسائر أئمة المسلمين على أنه لا يخلد في النار أحد ممن في قلبه مثقال ذرة من إيمان واتفقوا أيضا على أن نبينا صلى الله عليه وسلم يشفع فيمن يأذن الله له بالشفاعة فيه من أهل الكبائر من أمته . ففي " الصحيحين " عنه أنه قال : " {
nindex.php?page=hadith&LINKID=596267لكل نبي دعوة مستجابة وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة } " وهذه الأحاديث مذكورة في مواضعها .
وقد نقل بعض الناس عن
الصحابة في ذلك خلافا كما
[ ص: 223 ] روي عن
ابن عباس أن القاتل لا توبة له وهذا غلط على
الصحابة ; فإنه لم يقل أحد منهم أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يشفع لأهل الكبائر ولا قال : إنهم يخلدون في النار ولكن
ابن عباس في إحدى الروايتين عنه قال : إن القاتل لا توبة له وعن
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل في قبول
nindex.php?page=treesubj&link=19715توبة القاتل روايتان أيضا والنزاع في التوبة غير النزاع في التخليد وذلك أن القتل يتعلق به حق آدمي فلهذا حصل فيه النزاع . . وأما قول
nindex.php?page=treesubj&link=28648القائل : إن الإيمان إذا ذهب بعضه ذهب كله فهذا ممنوع وهذا هو الأصل الذي تفرعت عنه البدع في الإيمان فإنهم ظنوا أنه متى ذهب بعضه ذهب كله لم يبق منه شيء . ثم قالت "
الخوارج والمعتزلة " : هو مجموع ما أمر الله به ورسوله وهو الإيمان المطلق كما قاله
أهل الحديث ; قالوا : فإذا ذهب شيء منه لم يبق مع صاحبه من الإيمان شيء فيخلد في النار وقالت "
المرجئة " على اختلاف فرقهم : لا تذهب الكبائر وترك الواجبات الظاهرة شيئا من الإيمان إذ لو ذهب شيء منه لم يبق منه شيء فيكون شيئا واحدا يستوي فيه البر والفاجر ونصوص الرسول وأصحابه تدل على ذهاب بعضه وبقاء بعضه ; كقوله : " {
nindex.php?page=hadith&LINKID=70211يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان } " . ولهذا كان "
أهل السنة والحديث " على أنه يتفاضل وجمهورهم يقولون : يزيد وينقص ومنهم من يقول : يزيد ولا يقول : ينقص كما روي عن
مالك في إحدى الروايتين ومنهم من يقول : يتفاضل
كعبد الله بن المبارك وقد
[ ص: 224 ] ثبت لفظ الزيادة والنقصان منه عن
الصحابة ولم يعرف فيه مخالف من
الصحابة ; فروى الناس من وجوه كثيرة مشهورة : عن
nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة عن
أبي جعفر عن جده
عمير بن حبيب الخطمي ; وهو من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الإيمان يزيد وينقص ; قيل له : وما زيادته وما نقصانه ؟ قال : إذا ذكرنا الله وحمدناه وسبحناه فتلك زيادته ; وإذا غفلنا ونسينا فتلك نقصانه .
وروى
إسماعيل بن عياش عن
جرير بن عثمان عن
الحارث بن محمد عن
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء قال : الإيمان يزيد وينقص . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل : حدثنا يزيد حدثنا
جرير بن عثمان قال : سمعت أشياخنا أو بعض أشياخنا أن
nindex.php?page=showalam&ids=4أبا الدرداء قال : إن من فقه العبد أن يتعاهد إيمانه وما نقص معه ومن فقه العبد أن يعلم أيزداد الإيمان أم ينقص ؟ وإن من فقه الرجل أن يعلم نزغات الشيطان أنى تأتيه . وروى
إسماعيل بن عياش عن
صفوان بن عمرو عن
عبد الله بن ربيعة الحضرمي عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : الإيمان يزيد وينقص . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل : حدثنا
يزيد بن هارون حدثنا
Multitarajem.php?tid=16979,16980محمد بن طلحة عن
زبيد عن
ذر قال كان
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب يقول لأصحابه : هلموا نزدد إيمانا فيذكرون الله عز وجل وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد في " الغريب " في حديث
علي : إن الإيمان يبدو لمظة في القلب وكلما ازداد الإيمان ازدادت اللمظة يروى ذلك عن
عثمان بن عبد الله عن
عمرو بن هند الجملي عن
علي قال
الأصمعي اللمظة : مثل النكتة أو نحوها .
[ ص: 225 ] وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل : حدثنا
وكيع عن
شريك عن
هلال عن
عبد الله بن عكيم قال : سمعت
ابن مسعود يقول في دعائه : اللهم زدنا إيمانا ويقينا وفقها .
وروى
سفيان الثوري عن
nindex.php?page=showalam&ids=15617جامع بن شداد عن
الأسود بن هلال قال : كان
nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بن جبل يقول لرجل : اجلس بنا نؤمن نذكر الله تعالى وروى
أبو اليمان : حدثنا
صفوان عن
شريح بن عبيد أن
nindex.php?page=showalam&ids=82عبد الله بن رواحة كان يأخذ بيد الرجل من أصحابه فيقول : قم بنا نؤمن ساعة فنحن في مجلس ذكر . وهذه الزيادة أثبتها
الصحابة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ونزول القرآن كله . وصح عن
nindex.php?page=showalam&ids=56عمار بن ياسر أنه قال : ثلاث من كن فيه فقد استكمل الإيمان الإنصاف من نفسه والإنفاق من الإقتار ; وبذل السلام للعالم ذكره
البخاري في " صحيحه " وقال
جندب بن عبد الله وابن عمر وغيرهما : تعلمنا الإيمان ثم تعلمنا القرآن فازددنا إيمانا والآثار في هذا كثيرة رواها المصنفون في هذا الباب عن
الصحابة والتابعين في كتب كثيرة معروفة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16871مالك بن دينار : الإيمان يبدو في القلب ضعيفا ضئيلا كالبقلة ; فإن صاحبه تعاهده فسقاه بالعلوم النافعة والأعمال الصالحة وأماط عنه الدغل وما يضعفه ويوهنه أوشك أن ينمو أو يزداد ويصير له أصل وفروع وثمرة وظل إلى ما لا يتناهى حتى يصير أمثال الجبال . وإن صاحبه أهمله ولم يتعاهده جاءه عنز فنتفتها أو صبي فذهب بها وأكثر عليها الدغل فأضعفها أو أهلكها أو أيبسها كذلك الإيمان
[ ص: 226 ] وقال
خيثمة بن عبد الرحمن : الإيمان يسمن في الخصب ويهزل في الجدب فخصبه العمل الصالح وجدبه الذنوب والمعاصي . وقيل لبعض
السلف : يزداد الإيمان وينقص ؟ قال نعم يزداد حتى يصير أمثال الجبال وينقص حتى يصير أمثال الهباء .
وفي حديث
حذيفة الصحيح : " {
nindex.php?page=hadith&LINKID=596268حتى يقال للرجل : ما أجلده ما أظرفه ما أعقله ; وما في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان } " وفي حديثه الآخر الصحيح " {
nindex.php?page=hadith&LINKID=61831تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء ; وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين : أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض والآخر أسود : مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب هواه } " ; وفي حديث السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب كفاية فإنه من أعظم
nindex.php?page=treesubj&link=28650الأدلة على زيادة الإيمان ونقصانه لأنه وصفهم بقوة الإيمان وزيادته في تلك الخصال التي تدل على قوة إيمانهم ; وتوكلهم على الله في أمورهم كلها . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم من طريق
الليث بن سعد عن
يزيد بن عبد الله اليزني {
عن أبي رافع أنه سمع رجلا حدثه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإيمان فقال : أتحب أن أخبرك بصريح الإيمان ؟ قال : نعم . قال : إذا أسأت أو ظلمت أحدا عبدك أو أمتك أو أحدا من الناس حزنت وساءك ذلك .
[ ص: 227 ] وإذا تصدقت أو أحسنت استبشرت وسرك ذلك } ورواه بعضهم عن
يزيد عمن سمع النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأله عن زيادة الإيمان في القلب ونقصانه فذكر نحوه وقال
البزار : حدثنا
محمد بن أبي الحسن البصري ثنا
هانئ بن المتوكل ثنا
عبد الله بن سليمان عن
إسحاق عن
أنس مرفوعا : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=596270ثلاث من كن فيه استوجب الثواب واستكمل الإيمان خلق يعيش به في الناس وورع يحجزه عن معصية الله وحلم يرد به جهل الجاهل } " . و " {
nindex.php?page=hadith&LINKID=596271أربع من الشقاء : جمود العين وقساوة القلب وطول الأمل والحرص على الدنيا } " . فالخصال الأولى تدل على زيادة الإيمان وقوته والأربعة الأخر تدل على ضعفه ونقصانه . وقال
أبو يعلى الموصلي : ثنا
عبد الله القواريري ويحيى بن سعيد قالا : ثنا
يزيد بن زريع ويحيى بن سعيد قالا : حدثنا
عوف حدثني
عقبة بن عبد الله المزني {
nindex.php?page=hadith&LINKID=596272قال يزيد في حديثه في مسجد البصرة : حدثني رجل قد سماه ونسي عوف اسمه قال : كنت بالمدينة في مسجد فيه nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب . فقال لبعض جلسائه : كيف سمعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الإسلام ؟ فقال : سمعته يقول : الإسلام بدأ جذعا ; ثم ثنيا ; ثم رباعيا ; ثم سداسيا ; ثم بازلا .
فقال عمر : فما بعد البزول إلا النقصان } كذا ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=14953أبو يعلى في " مسند
عمر " وفي " مسند " هذا الصحابي المبهم ذكره أولى : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12032أبو سليمان : من أحسن في ليله كوفئ في نهاره ومن أحسن في نهاره كوفئ في ليله ] .
[ ص: 228 ] والزيادة قد نطق بها القرآن في عدة آيات ; كقوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=2إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا } وهذه زيادة إذا تليت عليهم الآيات أي وقت تليت ليس هو تصديقهم بها عند النزول وهذا أمر يجده المؤمن إذا تليت عليه الآيات زاد في قلبه بفهم القرآن ومعرفة معانيه من علم الإيمان ما لم يكن ; حتى كأنه لم يسمع الآية إلا حينئذ ويحصل في قلبه من الرغبة في الخير والرهبة من الشر ما لم يكن ; فزاد علمه بالله ومحبته لطاعته وهذه زيادة الإيمان وقال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=173الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل } فهذه الزيادة عند تخويفهم بالعدو لم تكن عند آية نزلت فازدادوا يقينا وتوكلا على الله وثباتا على الجهاد وتوحيدا بأن لا يخافوا المخلوق ; بل يخافون الخالق وحده وقال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=124وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون } {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=125وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم } . وهذه " الزيادة " ليست مجرد التصديق بأن الله أنزلها بل زادتهم إيمانا بحسب مقتضاها ; فإن كانت أمرا بالجهاد أو غيره ازدادوا رغبة وإن كانت نهيا عن شيء انتهوا عنه فكرهوه ولهذا قال : {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=124وهم يستبشرون } والاستبشار غير مجرد التصديق وقال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=36والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك ومن الأحزاب من ينكر بعضه } والفرح بذلك من زيادة الإيمان قال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=58قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا } .
وقال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=4ويومئذ يفرح المؤمنون } {
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=5بنصر الله } وقال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا } . وقال : {
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=4هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم } وهذه نزلت لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من
الحديبية ; فجعل السكينة موجبة لزيادة الإيمان . والسكينة طمأنينة في القلب غير علم القلب وتصديقه ولهذا قال يوم
حنين : {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=26ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها } وقال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=40ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها } ولم يكن قد نزل يوم
حنين قرآن ولا يوم الغار ; وإنما أنزل سكينته وطمأنينته من خوف العدو فلما أنزل السكينة في قلوبهم مرجعهم من
الحديبية ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم دل على أن الإيمان المزيد حال للقلب وصفة له وعمل مثل طمأنينته وسكونه ويقينه واليقين قد يكون بالعمل والطمأنينة كما يكون بالعلم والريب المنافي لليقين يكون ريبا في العلم وريبا في طمأنينة القلب ولهذا جاء في الدعاء المأثور : " {
nindex.php?page=hadith&LINKID=596273اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا } " .
وفي حديث الصديق الذي رواه
أحمد والترمذي وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " {
nindex.php?page=hadith&LINKID=4439سلوا الله العافية واليقين ; فما أعطي أحد بعد اليقين شيئا [ ص: 230 ] خيرا من العافية ; فسلوهما الله تعالى } " ; فاليقين عند المصائب بعد العلم بأن الله قدرها سكينة القلب وطمأنينته وتسليمه وهذا من تمام الإيمان بالقدر خيره وشره كما قال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه } قال
علقمة : ويروى عن
ابن مسعود : هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم وقوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11يهد قلبه } هداه لقلبه هو زيادة في إيمانه ; كما قال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=17والذين اهتدوا زادهم هدى } وقال : {
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=13إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى } .
[ ص: 222 ] فَصْلٌ : فَإِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=28801قِيلَ : فَإِذَا كَانَ الْإِيمَانُ الْمُطْلَقُ يَتَنَاوَلُ جَمِيعَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ فَمَتَى ذَهَبَ بَعْضُ ذَلِكَ بَطَلَ الْإِيمَانُ فَيَلْزَمُ تَكْفِيرُ أَهْلِ الذُّنُوبِ كَمَا تَقُولُهُ
الْخَوَارِجُ أَوْ تَخْلِيدُهُمْ فِي النَّارِ وَسَلْبُهُمْ اسْمَ الْإِيمَانِ بِالْكُلِّيَّةِ كَمَا تَقُولُهُ
الْمُعْتَزِلَةُ وَكِلَا هَذَيْنِ الْقَوْلَيْنِ شَرٌّ مِنْ قَوْلِ
الْمُرْجِئَةِ فَإِنَّ
الْمُرْجِئَةَ مِنْهُمْ جَمَاعَةٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ وَالْعُبَّادِ الْمَذْكُورِينَ عِنْدَ الْأُمَّةِ بِخَيْرِ وَأَمَّا
الْخَوَارِجُ وَالْمُعْتَزِلَةُ فَأَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ مِنْ جَمِيعِ الطَّوَائِفِ مُطْبِقُونَ عَلَى ذَمِّهِمْ . قِيلَ : أَوَّلًا يَنْبَغِي أَنْ يُعْرَفَ أَنَّ الْقَوْلَ الَّذِي لَمْ يُوَافِقْ
الْخَوَارِجَ وَالْمُعْتَزِلَةَ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنْ
أَهْلِ السُّنَّةِ هُوَ
nindex.php?page=treesubj&link=28652الْقَوْلُ بِتَخْلِيدِ أَهْلِ الْكَبَائِرِ فِي النَّارِ ; فَإِنَّ هَذَا الْقَوْلَ مِنْ الْبِدَعِ الْمَشْهُورَةِ وَقَدْ اتَّفَقَ
الصَّحَابَةُ وَالتَّابِعُونَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ ; وَسَائِرُ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ عَلَى أَنَّهُ لَا يُخَلَّدُ فِي النَّارِ أَحَدٌ مِمَّنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إيمَانٍ وَاتَّفَقُوا أَيْضًا عَلَى أَنَّ نَبِيَّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْفَعُ فِيمَنْ يَأْذَنُ اللَّهُ لَهُ بِالشَّفَاعَةِ فِيهِ مِنْ أَهْلِ الْكَبَائِرِ مَنْ أُمَّتِهِ . فَفِي " الصَّحِيحَيْنِ " عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : " {
nindex.php?page=hadith&LINKID=596267لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ وَإِنِّي اخْتَبَأْت دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ } " وَهَذِهِ الْأَحَادِيثُ مَذْكُورَةٌ فِي مَوَاضِعِهَا .
وَقَدْ نَقَلَ بَعْضُ النَّاسِ عَنْ
الصَّحَابَةِ فِي ذَلِكَ خِلَافًا كَمَا
[ ص: 223 ] رُوِيَ عَنْ
ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ الْقَاتِلَ لَا تَوْبَةَ لَهُ وَهَذَا غَلَطٌ عَلَى
الصَّحَابَةِ ; فَإِنَّهُ لَمْ يَقُلْ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَشْفَعُ لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ وَلَا قَالَ : إنَّهُمْ يُخَلَّدُونَ فِي النَّارِ وَلَكِنَّ
ابْنَ عَبَّاسٍ فِي إحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْهُ قَالَ : إنَّ الْقَاتِلَ لَا تَوْبَةَ لَهُ وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ فِي قَبُولِ
nindex.php?page=treesubj&link=19715تَوْبَةِ الْقَاتِلِ رِوَايَتَانِ أَيْضًا وَالنِّزَاعُ فِي التَّوْبَةِ غَيْرُ النِّزَاعِ فِي التَّخْلِيدِ وَذَلِكَ أَنَّ الْقَتْلَ يَتَعَلَّقُ بِهِ حَقُّ آدَمِيٍّ فَلِهَذَا حَصَلَ فِيهِ النِّزَاعُ . . وَأَمَّا قَوْلُ
nindex.php?page=treesubj&link=28648الْقَائِلِ : إنَّ الْإِيمَانَ إذَا ذَهَبَ بَعْضُهُ ذَهَبَ كُلُّهُ فَهَذَا مَمْنُوعٌ وَهَذَا هُوَ الْأَصْلُ الَّذِي تَفَرَّعَتْ عَنْهُ الْبِدَعُ فِي الْإِيمَانِ فَإِنَّهُمْ ظَنُّوا أَنَّهُ مَتَى ذَهَبَ بَعْضُهُ ذَهَبَ كُلُّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْهُ شَيْءٌ . ثُمَّ قَالَتْ "
الْخَوَارِجُ وَالْمُعْتَزِلَةُ " : هُوَ مَجْمُوعُ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ وَهُوَ الْإِيمَانُ الْمُطْلَقُ كَمَا قَالَهُ
أَهْلُ الْحَدِيثِ ; قَالُوا : فَإِذَا ذَهَبَ شَيْءٌ مِنْهُ لَمْ يَبْقَ مَعَ صَاحِبِهِ مِنْ الْإِيمَانِ شَيْءٌ فَيُخَلَّدُ فِي النَّارِ وَقَالَتْ "
الْمُرْجِئَةُ " عَلَى اخْتِلَافِ فِرَقِهِمْ : لَا تُذْهِبُ الْكَبَائِرُ وَتَرْكُ الْوَاجِبَاتِ الظَّاهِرَةِ شَيْئًا مِنْ الْإِيمَانِ إذْ لَوْ ذَهَبَ شَيْءٌ مِنْهُ لَمْ يَبْقَ مِنْهُ شَيْءٌ فَيَكُونُ شَيْئًا وَاحِدًا يَسْتَوِي فِيهِ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ وَنُصُوصُ الرَّسُولِ وَأَصْحَابِهِ تَدُلُّ عَلَى ذَهَابِ بَعْضِهِ وَبَقَاءِ بَعْضِهِ ; كَقَوْلِهِ : " {
nindex.php?page=hadith&LINKID=70211يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إيمَانٍ } " . وَلِهَذَا كَانَ "
أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ " عَلَى أَنَّهُ يَتَفَاضَلُ وَجُمْهُورُهُمْ يَقُولُونَ : يَزِيدُ وَيَنْقُصُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ : يَزِيدُ وَلَا يَقُولُ : يَنْقُصُ كَمَا رُوِيَ عَنْ
مَالِكٍ فِي إحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ : يَتَفَاضَلُ
كَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ وَقَدْ
[ ص: 224 ] ثَبَتَ لَفْظُ الزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ مِنْهُ عَنْ
الصَّحَابَةِ وَلَمْ يُعْرَفْ فِيهِ مُخَالِفٌ مِنْ
الصَّحَابَةِ ; فَرَوَى النَّاسُ مِنْ وُجُوهٍ كَثِيرَةٍ مَشْهُورَةٍ : عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15744حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ
أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ جَدِّهِ
عُمَيْرِ بْنِ حَبِيبٍ الخطمي ; وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : الْإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ ; قِيلَ لَهُ : وَمَا زِيَادَتُهُ وَمَا نُقْصَانُهُ ؟ قَالَ : إذَا ذَكَرْنَا اللَّهَ وَحَمِدْنَاهُ وَسَبَّحْنَاهُ فَتِلْكَ زِيَادَتُهُ ; وَإِذَا غَفَلْنَا وَنَسِينَا فَتِلْكَ نُقْصَانُهُ .
وَرَوَى
إسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ
جَرِيرِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ
الْحَارِثِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=4أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ : الْإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَد بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ حَدَّثَنَا
جَرِيرُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ : سَمِعْت أَشْيَاخَنَا أَوْ بَعْضَ أَشْيَاخِنَا أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=4أَبَا الدَّرْدَاءِ قَالَ : إنَّ مِنْ فِقْهِ الْعَبْدِ أَنْ يَتَعَاهَدَ إيمَانَهُ وَمَا نَقَصَ مَعَهُ وَمِنْ فِقْهِ الْعَبْدِ أَنْ يَعْلَمَ أَيَزْدَادُ الْإِيمَانُ أَمْ يَنْقُصُ ؟ وَإِنَّ مِنْ فِقْهِ الرَّجُلِ أَنْ يَعْلَمَ نَزَغَاتِ الشَّيْطَانِ أَنَّى تَأْتِيهِ . وَرَوَى
إسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ
صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبِيعَةَ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : الْإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَد بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا
يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ حَدَّثَنَا
Multitarajem.php?tid=16979,16980مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ عَنْ
زُبَيْدٍ عَنْ
ذَرٍّ قَالَ كَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ : هَلُمُّوا نَزْدَدْ إيمَانًا فَيَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12074أَبُو عُبَيْدٍ فِي " الْغَرِيبِ " فِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ : إنَّ الْإِيمَانَ يَبْدُو لُمْظَةً فِي الْقَلْبِ وَكُلَّمَا ازْدَادَ الْإِيمَانُ ازْدَادَتْ اللُّمْظَةُ يُرْوَى ذَلِكَ عَنْ
عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ
عَمْرِو بْنِ هِنْدٍ الْجُمَلِيِّ عَنْ
عَلِيٍّ قَالَ
الْأَصْمَعِيُّ اللُّمْظَةُ : مِثْلُ النُّكْتَةِ أَوْ نَحْوُهَا .
[ ص: 225 ] وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَد بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ عَنْ
شَرِيكٍ عَنْ
هِلَالٍ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عكيم قَالَ : سَمِعْت
ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ : اللَّهُمَّ زِدْنَا إيمَانًا وَيَقِينًا وَفِقْهًا .
وَرَوَى
سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15617جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ
الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ : كَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=32مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ يَقُولُ لِرَجُلِ : اجْلِسْ بِنَا نُؤْمِنُ نَذْكُرُ اللَّهَ تَعَالَى وَرَوَى
أَبُو الْيَمَانِ : حَدَّثَنَا
صَفْوَانُ عَنْ
شريح بْنِ عُبَيْدٍ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=82عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ كَانَ يَأْخُذُ بِيَدِ الرَّجُلِ مِنْ أَصْحَابِهِ فَيَقُولُ : قُمْ بِنَا نُؤْمِنُ سَاعَةً فَنَحْنُ فِي مَجْلِسِ ذِكْرٍ . وَهَذِهِ الزِّيَادَةُ أَثْبَتَهَا
الصَّحَابَةُ بَعْدَ مَوْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنُزُولِ الْقُرْآنِ كُلِّهِ . وَصَحَّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=56عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ أَنَّهُ قَالَ : ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَقَدْ اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ الْإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِهِ وَالْإِنْفَاقُ مِنْ الْإِقْتَارِ ; وَبَذْلُ السَّلَامِ لِلْعَالِمِ ذَكَرَهُ
الْبُخَارِيُّ فِي " صَحِيحِهِ " وَقَالَ
جُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَابْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُمَا : تَعَلَّمْنَا الْإِيمَانَ ثُمَّ تَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ فَازْدَدْنَا إيمَانًا وَالْآثَارُ فِي هَذَا كَثِيرَةٌ رَوَاهَا الْمُصَنِّفُونَ فِي هَذَا الْبَابِ عَنْ
الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ فِي كُتُبٍ كَثِيرَةٍ مَعْرُوفَةٍ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16871مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ : الْإِيمَانُ يَبْدُو فِي الْقَلْبِ ضَعِيفًا ضَئِيلًا كَالْبَقْلَةِ ; فَإِنْ صَاحِبُهُ تَعَاهَدَهُ فَسَقَاهُ بِالْعُلُومِ النَّافِعَةِ وَالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ وَأَمَاطَ عَنْهُ الدَّغَلَ وَمَا يُضْعِفُهُ وَيُوهِنُهُ أَوْشَكَ أَنْ يَنْمُوَ أَوْ يَزْدَادَ وَيَصِيرَ لَهُ أَصْلٌ وَفُرُوعٌ وَثَمَرَةٌ وَظَلَّ إلَى مَا لَا يَتَنَاهَى حَتَّى يَصِيرَ أَمْثَالَ الْجِبَالِ . وَإِنْ صَاحِبَهُ أَهْمَلَهُ وَلَمْ يَتَعَاهَدْهُ جَاءَهُ عَنْزٌ فَنَتَفَتْهَا أَوْ صَبِيٌّ فَذَهَبَ بِهَا وَأَكْثَرَ عَلَيْهَا الدَّغَلَ فَأَضْعَفَهَا أَوْ أَهْلَكَهَا أَوْ أَيْبَسَهَا كَذَلِكَ الْإِيمَانُ
[ ص: 226 ] وَقَالَ
خيثمة بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ : الْإِيمَانُ يَسْمَنُ فِي الْخِصْبِ وَيَهْزُلُ فِي الْجَدْبِ فَخِصْبُهُ الْعَمَلُ الصَّالِحُ وَجَدْبُهُ الذُّنُوبُ وَالْمَعَاصِي . وَقِيلَ لِبَعْضِ
السَّلَفِ : يَزْدَادُ الْإِيمَانُ وَيَنْقُصُ ؟ قَالَ نَعَمْ يَزْدَادُ حَتَّى يَصِيرَ أَمْثَالَ الْجِبَالِ وَيَنْقُصُ حَتَّى يَصِيرَ أَمْثَالَ الْهَبَاءِ .
وَفِي حَدِيثِ
حُذَيْفَةَ الصَّحِيحِ : " {
nindex.php?page=hadith&LINKID=596268حَتَّى يُقَالَ لِلرَّجُلِ : مَا أَجْلَدَهُ مَا أَظْرَفَهُ مَا أَعْقَلَهُ ; وَمَا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إيمَانٍ } " وَفِي حَدِيثِهِ الْآخَرِ الصَّحِيحِ " {
nindex.php?page=hadith&LINKID=61831تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَتْ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ ; وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَتْ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ : أَبْيَضُ مِثْلُ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ وَالْآخَرُ أَسْوَدُ : مربادا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إلَّا مَا أُشْرِبَ هَوَاهُ } " ; وَفِي حَدِيثِ السَّبْعِينَ أَلْفًا الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ كِفَايَةٌ فَإِنَّهُ مِنْ أَعْظَمِ
nindex.php?page=treesubj&link=28650الْأَدِلَّةِ عَلَى زِيَادَةِ الْإِيمَانِ وَنُقْصَانِهِ لِأَنَّهُ وَصَفَهُمْ بِقُوَّةِ الْإِيمَانِ وَزِيَادَتِهِ فِي تِلْكَ الْخِصَالِ الَّتِي تَدُلُّ عَلَى قُوَّةِ إيمَانِهِمْ ; وَتَوَكُّلِهِمْ عَلَى اللَّهِ فِي أُمُورِهِمْ كُلِّهَا . وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12181أَبُو نُعَيْمٍ مِنْ طَرِيقِ
اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ
يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ اليزني {
عَنْ أَبِي رَافِعٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْإِيمَانِ فَقَالَ : أَتُحِبُّ أَنْ أُخْبِرَك بِصَرِيحِ الْإِيمَانِ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : إذَا أَسَأْت أَوْ ظَلَمْت أَحَدًا عَبْدَك أَوْ أَمَتَك أَوْ أَحَدًا مِنْ النَّاسِ حَزِنْت وَسَاءَك ذَلِكَ .
[ ص: 227 ] وَإِذَا تَصَدَّقْت أَوْ أَحْسَنْت اسْتَبْشَرْت وَسَرَّك ذَلِكَ } وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ عَنْ
يَزِيدَ عَمَّنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنْ زِيَادَةِ الْإِيمَانِ فِي الْقَلْبِ وَنُقْصَانِهِ فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَقَالَ
الْبَزَّارُ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ ثِنَا
هَانِئُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ ثِنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ
إسْحَاقَ عَنْ
أَنَسٍ مَرْفُوعًا : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=596270ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ اسْتَوْجَبَ الثَّوَابَ وَاسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ خُلُقٌ يَعِيشُ بِهِ فِي النَّاسِ وَوَرَعٌ يَحْجِزُهُ عَنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَحِلْمٌ يَرُدُّ بِهِ جَهْلَ الْجَاهِلِ } " . وَ " {
nindex.php?page=hadith&LINKID=596271أَرْبَعٌ مِنْ الشَّقَاءِ : جُمُودُ الْعَيْنِ وَقَسَاوَةُ الْقَلْبِ وَطُولُ الْأَمَلِ وَالْحِرْصُ عَلَى الدُّنْيَا } " . فَالْخِصَالُ الْأُولَى تَدُلُّ عَلَى زِيَادَةِ الْإِيمَانِ وَقُوَّتِهِ وَالْأَرْبَعَةُ الْأُخَرُ تَدُلُّ عَلَى ضَعْفِهِ وَنُقْصَانِهِ . وَقَالَ
أَبُو يَعْلَى الموصلي : ثِنَا
عَبْدُ اللَّهِ القواريري وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَا : ثِنَا
يَزِيدُ بْنُ زريع وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَا : حَدَّثَنَا
عَوْفٌ حَدَّثَنِي
عُقْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ المزني {
nindex.php?page=hadith&LINKID=596272قَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ فِي مَسْجِدِ الْبَصْرَةِ : حَدَّثَنِي رَجُلٌ قَدْ سَمَّاهُ وَنَسِيَ عَوْفٌ اسْمَهُ قَالَ : كُنْت بِالْمَدِينَةِ فِي مَسْجِدٍ فِيهِ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ . فَقَالَ لِبَعْضِ جُلَسَائِهِ : كَيْفَ سَمِعْتُمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي الْإِسْلَامِ ؟ فَقَالَ : سَمِعْته يَقُولُ : الْإِسْلَامُ بَدَأَ جِذْعًا ; ثُمَّ ثَنِيًّا ; ثُمَّ رُبَاعِيًّا ; ثُمَّ سُدَاسِيًّا ; ثُمَّ بَازِلًا .
فَقَالَ عُمَرُ : فَمَا بَعْدَ الْبُزُولِ إلَّا النُّقْصَانُ } كَذَا ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14953أَبُو يَعْلَى فِي " مُسْنَدِ
عُمَرَ " وَفِي " مُسْنَدِ " هَذَا الصَّحَابِيِّ الْمُبْهَمِ ذِكْرُهُ أَوْلَى : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12032أَبُو سُلَيْمَانَ : مَنْ أَحْسَنَ فِي لَيْلِهِ كُوفِئَ فِي نَهَارِهِ وَمَنْ أَحْسَنَ فِي نَهَارِهِ كُوفِئَ فِي لَيْلِهِ ] .
[ ص: 228 ] وَالزِّيَادَةُ قَدْ نَطَقَ بِهَا الْقُرْآنُ فِي عِدَّةِ آيَاتٍ ; كَقَوْلِهِ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=2إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إيمَانًا } وَهَذِهِ زِيَادَةٌ إذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ الْآيَاتُ أَيَّ وَقْتٍ تُلِيَتْ لَيْسَ هُوَ تَصْدِيقُهُمْ بِهَا عِنْدَ النُّزُولِ وَهَذَا أَمْرٌ يَجِدُهُ الْمُؤْمِنُ إذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِ الْآيَاتُ زَادَ فِي قَلْبِهِ بِفَهْمِ الْقُرْآنِ وَمَعْرِفَةِ مَعَانِيهِ مِنْ عِلْمِ الْإِيمَانِ مَا لَمْ يَكُنْ ; حَتَّى كَأَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ الْآيَةَ إلَّا حِينَئِذٍ وَيَحْصُلُ فِي قَلْبِهِ مِنْ الرَّغْبَةِ فِي الْخَيْرِ وَالرَّهْبَةِ مِنْ الشَّرِّ مَا لَمْ يَكُنْ ; فَزَادَ عِلْمُهُ بِاَللَّهِ وَمَحَبَّتُهُ لِطَاعَتِهِ وَهَذِهِ زِيَادَةُ الْإِيمَانِ وَقَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=173الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ } فَهَذِهِ الزِّيَادَةُ عِنْدَ تَخْوِيفِهِمْ بِالْعَدُوِّ لَمْ تَكُنْ عِنْدَ آيَةٍ نَزَلَتْ فَازْدَادُوا يَقِينًا وَتَوَكُّلًا عَلَى اللَّهِ وَثَبَاتًا عَلَى الْجِهَادِ وَتَوْحِيدًا بِأَنْ لَا يَخَافُوا الْمَخْلُوقَ ; بَلْ يَخَافُونَ الْخَالِقَ وَحْدَهُ وَقَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=124وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=125وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إلَى رِجْسِهِمْ } . وَهَذِهِ " الزِّيَادَةُ " لَيْسَتْ مُجَرَّدَ التَّصْدِيقِ بِأَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَهَا بَلْ زَادَتْهُمْ إيمَانًا بِحَسَبِ مُقْتَضَاهَا ; فَإِنْ كَانَتْ أَمْرًا بِالْجِهَادِ أَوْ غَيْرِهِ ازْدَادُوا رَغْبَةً وَإِنْ كَانَتْ نَهْيًا عَنْ شَيْءٍ انْتَهُوا عَنْهُ فَكَرِهُوهُ وَلِهَذَا قَالَ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=124وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } وَالِاسْتِبْشَارُ غَيْرُ مُجَرَّدِ التَّصْدِيقِ وَقَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=36وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ إلَيْكَ وَمِنَ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ } وَالْفَرَحُ بِذَلِكَ مِنْ زِيَادَةِ الْإِيمَانِ قَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=58قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا } .
وَقَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=4وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=5بِنَصْرِ اللَّهِ } وَقَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إيمَانًا } . وَقَالَ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=4هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إيمَانًا مَعَ إيمَانِهِمْ } وَهَذِهِ نَزَلَتْ لَمَّا رَجَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ مِنْ
الْحُدَيْبِيَةِ ; فَجَعَلَ السَّكِينَةَ مُوجِبَةً لِزِيَادَةِ الْإِيمَانِ . وَالسَّكِينَةُ طُمَأْنِينَةٌ فِي الْقَلْبِ غَيْرُ عِلْمِ الْقَلْبِ وَتَصْدِيقِهِ وَلِهَذَا قَالَ يَوْمَ
حنين : {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=26ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا } وَقَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=40ثَانِيَ اثْنَيْنِ إذْ هُمَا فِي الْغَارِ إذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا } وَلَمْ يَكُنْ قَدْ نَزَلَ يَوْمَ
حنين قُرْآنٌ وَلَا يَوْمَ الْغَارِ ; وَإِنَّمَا أَنْزَلَ سَكِينَتَهُ وَطُمَأْنِينَتَهُ مِنْ خَوْفِ الْعَدُوِّ فَلَمَّا أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرْجِعَهُمْ مِنْ
الْحُدَيْبِيَةِ لِيَزْدَادُوا إيمَانًا مَعَ إيمَانِهِمْ دَلَّ عَلَى أَنَّ الْإِيمَانَ الْمَزِيدَ حَالٌ لِلْقَلْبِ وَصِفَةٌ لَهُ وَعَمَلٌ مِثْلُ طُمَأْنِينَتِهِ وَسُكُونِهِ وَيَقِينِهِ وَالْيَقِينُ قَدْ يَكُونُ بِالْعَمَلِ وَالطُّمَأْنِينَةِ كَمَا يَكُونُ بِالْعِلْمِ وَالرَّيْبُ الْمُنَافِي لِلْيَقِينِ يَكُونُ رَيْبًا فِي الْعِلْمِ وَرَيْبًا فِي طُمَأْنِينَةِ الْقَلْبِ وَلِهَذَا جَاءَ فِي الدُّعَاءِ الْمَأْثُورِ : " {
nindex.php?page=hadith&LINKID=596273اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِك مَا تَحُولُ بِهِ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيك وَمِنْ طَاعَتِك مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَك وَمِنْ الْيَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مَصَائِبَ الدُّنْيَا } " .
وَفِي حَدِيثِ الصِّدِّيقِ الَّذِي رَوَاهُ
أَحْمَد والترمذي وَغَيْرُهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " {
nindex.php?page=hadith&LINKID=4439سَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ وَالْيَقِينَ ; فَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ بَعْدَ الْيَقِينِ شَيْئًا [ ص: 230 ] خَيْرًا مِنْ الْعَافِيَةِ ; فَسَلُوهُمَا اللَّهَ تَعَالَى } " ; فَالْيَقِينُ عِنْدَ الْمَصَائِبِ بَعْدَ الْعِلْمِ بِأَنَّ اللَّهَ قَدَّرَهَا سَكِينَةَ الْقَلْبِ وَطُمَأْنِينَتَهُ وَتَسْلِيمَهُ وَهَذَا مِنْ تَمَامِ الْإِيمَانِ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ } قَالَ
عَلْقَمَةُ : وَيُرْوَى عَنْ
ابْنِ مَسْعُودٍ : هُوَ الرَّجُلُ تُصِيبُهُ الْمُصِيبَةُ فَيَعْلَمُ أَنَّهَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَيَرْضَى وَيُسَلِّمُ وقَوْله تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11يَهْدِ قَلْبَهُ } هُدَاهُ لِقَلْبِهِ هُوَ زِيَادَةٌ فِي إيمَانِهِ ; كَمَا قَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=17وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى } وَقَالَ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=13إنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى } .