nindex.php?page=treesubj&link=19734_19736_28723_34135_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ( 186 )
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام [ ص: 562 ] إلى الليل ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون
* * *
إن شهر رمضان شهر التجرد الروحي ، والاتجاه إلى الله تعالى ، فقد
nindex.php?page=treesubj&link=27079كتب الله تعالى علينا صيامه ، وسن - صلى الله عليه وسلم - قيامه ، وسن - صلى الله عليه وسلم - الاعتكاف في المساجد ، وإن المؤمن إذا تجرد ذلك التجرد كان الله تعالى ملء قلبه وناجى ربه سرا وعلانية ، وذكره خفية وجهرة ، ودعا ربه ضارعا إليه ، وقد وعده الله تعالى بإجابة دعائه ، وأنه قريب منه وأنه مستجيب له لأنه استجاب له ; ولذا قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع وإن العبد إذا أحس بعظمة الله تعالى ، وامتلأ قلبه بخشيته أحس بأنه عونه ، وأنه سنده ، وإن أولئك الذين يشكرون لله تعالى نعمته في شرعه الرخص بجوار العزائم يتجهون إلى الله تعالى ، وكأنهم يسألون قربه ليصل دعاؤهم فقامت حالهم مقام سؤالهم ، أو هم سألوا فعلا ; ولذا قال سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186وإذا سألك عبادي عني فإني قريب جعل سبحانه الشرطية تتعدى بإذا - الدالة على تحقق السؤال وقد كان بحالهم الخاشعة الضارعة الطالبة ، وقال سبحانه عن السائلين بحال نفوسهم : " عبادي أي " الذين يشعرون بحق العبودية ويرتضونها طيبة نفوسهم راضية خائفة قلوبهم فإذا سألوك فإني قريب منهم قرب نفوسهم بإحساسهم بمقام العبودية وأنا قريب منهم بالربوبية ثم قال سبحانه عن نتيجة هذا القرب :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186أجيب دعوة الداع إذا دعان أي أن هذا القرب ليس قرب مكان ولكن قرب إجابة ورضا ورحمة وكأنه سبحانه وتعالى يقول : ادعوني أستجب لكم كما قال في آية أخرى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=60وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين وهذا يدل على أن
nindex.php?page=treesubj&link=19738الدعاء عبادة إذ قال عن الذين لا يدعون :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=60إن الذين يستكبرون عن عبادتي فالدعاء عبادة وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=665663الدعاء مخ [ ص: 563 ] العبادة " ، وإن الله تعالى يحب دعاء عبيده وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=847037إن الله يحب الملحين في الدعاء " ، روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=37331من لم يدع الله تعالى غضب عليه " .
فالدعاء على هذا عبادة واستغاثة واتجاه إلى الله تعالى كما جاء في المعنى اللغوي فقد جاء في القاموس وشرحه : الدعاء الرغبة إلى الله تعالى فيما عنده من الخير ، والابتهال إليه بالعبادة والاستعانة ، وبالثناء عليه تعالت ذاته العلية عن الشبيه والمثيل .
وإذا كان ذلك شأن الدعاء ومقامه ، فقد قرب الله الداعين إليه وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون
الفاء للإفصاح عن شرط مقدر مضمونه إذا كنت قريبا منهم أجيب دعوتهم إذا دعوني وأقبل عبادتهم - إذ كان دعاؤهم عبادة واستغاثة وثناء عليه سبحانه - إذا كنت كذلك بالنسبة لهم فليستجيبوا لي فيما أدعوهم إليه من إقامة للعدل ودفع للظلم ، وإصلاح في الأرض ، ومنع للفساد ، وإصلاح ذات بينهم ، ومن إفراده بالعبادة والالتجاء إليه . والاستجابة الإجابة بعد معالجة النفس وحملها على الإجابة أو المبالغة في الإجابة بالطاعة والإحسان فيها وأن يعبد الله كأنه يراه فإن لم يكن يراه فليشعر أنه في رقابة الله تعالى .
قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186وليؤمنوا بي أي حق الإيمان بأن يؤمنوا بأن الله واحد أحد لا شريك له ، وأن يؤمنوا بقدرته التي أبدعت وخلقت كل شيء فقدرته تقديرا ، وأنه المستعان في الشدائد والملجأ في المكاره ، وليستنوا بسنته في كل أحوالهم ، ولقد قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=2إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون [ ص: 564 ] ثم بين سبحانه وتعالى أن
nindex.php?page=treesubj&link=28653_30491طاعة الله تعالى في كل ما يأمر به ، وينهى عنه ، والإيمان به حق الإيمان هو سبيل الرشاد في هذه الدنيا ، وإدراك حقيقتها وفهمها والإصلاح فيها ، ولذلك قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186لعلهم يرشدون أي يرجون بالإيمان الصادق والالتجاء إليه سبحانه وحده أن يرشدوا بأن يسيروا في طريق الرشاد الذي لا عوج فيه فيصلحون ويصلح الناس بهم ، ويسلكون جميعا طريق الهداية والله يهدي من يشاء .
كانت آية الدعاء وقرب الله تعالى لمن يدعوه واستجابته له ، كان هذا إشارة إلى صفاء النفس الذي يكون للصائم إذا قام بحق الصيام ، وقرب من الله تعالى ، ولقد كان
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر - وغيره من الصحابة المقربين - كثير
nindex.php?page=treesubj&link=2333_19757الدعاء في رمضان ، وسماه بعض العباد شهر الاستجابة .
nindex.php?page=treesubj&link=19734_19736_28723_34135_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ( 186 )
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطُ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامِ [ ص: 562 ] إِلَى اللَّيْلِ وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهُ فَلا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
* * *
إِنَّ شَهْرَ رَمَضَانَ شَهْرُ التَّجَرُّدِ الرُّوحِيِّ ، وَالِاتِّجَاهِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى ، فَقَدْ
nindex.php?page=treesubj&link=27079كَتَبَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْنَا صِيَامَهُ ، وَسَنَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قِيَامَهُ ، وَسَنَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الِاعْتِكَافَ فِي الْمَسَاجِدِ ، وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا تَجَرَّدَ ذَلِكَ التَّجَرُّدَ كَانَ اللَّهُ تَعَالَى مِلْءَ قَلْبِهِ وَنَاجَى رَبَّهُ سِرًّا وَعَلَانِيَةً ، وَذَكَرَهُ خُفْيَةً وَجَهْرَةً ، وَدَعَا رَبَّهُ ضَارِعًا إِلَيْهِ ، وَقَدْ وَعَدَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِإِجَابَةِ دُعَائِهِ ، وَأَنَّهُ قَرِيبٌ مِنْهُ وَأَنَّهُ مُسْتَجِيبٌ لَهُ لِأَنَّهُ اسْتَجَابَ لَهُ ; وَلِذَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ وَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَحَسَّ بِعَظَمَةِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَامْتَلَأَ قَلْبُهُ بِخَشْيَتِهِ أَحَسَّ بِأَنَّهُ عَوْنُهُ ، وَأَنَّهُ سَنَدَهُ ، وَإِنَّ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَشْكُرُونَ لِلَّهِ تَعَالَى نِعْمَتَهُ فِي شَرْعِهِ الرُّخْصَ بِجِوَارِ الْعَزَائِمِ يَتَّجِهُونَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى ، وَكَأَنَّهُمْ يَسْأَلُونَ قُرْبَهُ لِيَصِلَ دُعَاؤُهُمْ فَقَامَتْ حَالُهُمْ مَقَامَ سُؤَالِهِمْ ، أَوْ هُمْ سَأَلُوا فِعْلًا ; وَلِذَا قَالَ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ جَعَلَ سُبْحَانَهُ الشَّرْطِيَّةَ تَتَعَدَّى بِإِذَا - الدَّالَّةِ عَلَى تَحَقُّقِ السُّؤَالِ وَقَدْ كَانَ بِحَالِهِمُ الْخَاشِعَةِ الضَّارِعَةِ الطَّالِبَةِ ، وَقَالَ سُبْحَانَهُ عَنِ السَّائِلِينَ بِحَالِ نُفُوسِهِمْ : " عِبَادِي أَيِ " الَّذِينَ يَشْعُرُونَ بِحَقِّ الْعُبُودِيَّةِ وَيَرْتَضُونَهَا طَيِّبَةً نُفُوسُهُمْ رَاضِيَةً خَائِفَةً قُلُوبُهُمْ فَإِذَا سَأَلُوكَ فَإِنِّي قَرِيبٌ مِنْهُمْ قُرْبَ نُفُوسِهِمْ بِإِحْسَاسِهِمْ بِمَقَامِ الْعُبُودِيَّةِ وَأَنَا قَرِيبٌ مِنْهُمْ بِالرُّبُوبِيَّةِ ثُمَّ قَالَ سُبْحَانَهُ عَنْ نَتِيجَةِ هَذَا الْقُرْبِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ أَيْ أَنَّ هَذَا الْقُرْبَ لَيْسَ قُرْبَ مَكَانٍ وَلَكِنْ قُرْبَ إِجَابَةٍ وَرِضًا وَرَحْمَةٍ وَكَأَنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَقُولُ : ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ كَمَا قَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=60وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=19738الدُّعَاءَ عِبَادَةٌ إِذْ قَالَ عَنِ الَّذِينَ لَا يَدْعُونَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=60إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي فَالدُّعَاءُ عِبَادَةٌ وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=665663الدُّعَاءُ مُخُّ [ ص: 563 ] الْعِبَادَةِ " ، وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ دُعَاءَ عَبِيدِهِ وَقَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=847037إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُلِحِّينَ فِي الدُّعَاءِ " ، رُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=37331مَنْ لَمْ يَدْعُ اللَّهَ تَعَالَى غَضِبَ عَلَيْهِ " .
فَالدُّعَاءُ عَلَى هَذَا عِبَادَةٌ وَاسْتِغَاثَةٌ وَاتِّجَاهٌ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى كَمَا جَاءَ فِي الْمَعْنَى اللُّغَوِيِّ فَقَدْ جَاءَ فِي الْقَامُوسِ وَشَرْحِهِ : الدُّعَاءُ الرَّغْبَةُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فِيمَا عِنْدَهُ مِنَ الْخَيْرِ ، وَالِابْتِهَالُ إِلَيْهِ بِالْعِبَادَةِ وَالِاسْتِعَانَةُ ، وَبِالثَّنَاءِ عَلَيْهِ تَعَالَتْ ذَاتُهُ الْعَلِيَّةُ عَنِ الشَّبِيهِ وَالْمَثِيلِ .
وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ شَأْنَ الدُّعَاءِ وَمَقَامَهُ ، فَقَدْ قَرَّبَ اللَّهُ الدَّاعِينَ إِلَيْهِ وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ
الْفَاءُ لِلْإِفْصَاحِ عَنْ شَرْطٍ مُقَدَّرٍ مَضْمُونُهُ إِذَا كُنْتُ قَرِيبًا مِنْهُمْ أُجِيبُ دَعْوَتَهُمْ إِذَا دَعَوْنِي وَأَقْبَلُ عِبَادَتَهُمْ - إِذْ كَانَ دُعَاؤُهُمْ عِبَادَةً وَاسْتِغَاثَةً وَثَنَاءً عَلَيْهِ سُبْحَانَهُ - إِذَا كُنْتُ كَذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ لَهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي فِيمَا أَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ مِنْ إِقَامَةٍ لِلْعَدْلِ وَدَفْعٍ لِلظُّلْمِ ، وَإِصْلَاحٍ فِي الْأَرْضِ ، وَمَنْعٍ لِلْفَسَادِ ، وَإِصْلَاحِ ذَاتِ بَيْنِهِمْ ، وَمِنْ إِفْرَادِهِ بِالْعِبَادَةِ وَالِالْتِجَاءِ إِلَيْهِ . وَالِاسْتِجَابَةُ الْإِجَابَةُ بَعْدَ مُعَالَجَةِ النَّفْسِ وَحَمْلِهَا عَلَى الْإِجَابَةِ أَوِ الْمُبَالَغَةُ فِي الْإِجَابَةِ بِالطَّاعَةِ وَالْإِحْسَانِ فِيهَا وَأَنْ يَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّهُ يَرَاهُ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ يَرَاهُ فَلْيَشْعُرْ أَنَّهُ فِي رَقَابَةِ اللَّهِ تَعَالَى .
قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186وَلْيُؤْمِنُوا بِي أَيْ حَقَّ الْإِيمَانِ بِأَنْ يُؤْمِنُوا بِأَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ أَحَدٌ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنْ يُؤْمِنُوا بِقُدْرَتِهِ الَّتِي أَبْدَعَتْ وَخَلَقَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَتْهُ تَقْدِيرًا ، وَأَنَّهُ الْمُسْتَعَانُ فِي الشَّدَائِدِ وَالْمَلْجَأُ فِي الْمَكَارِهِ ، وَلِيَسْتَنُّوا بِسُنَّتِهِ فِي كُلِّ أَحْوَالِهِمْ ، وَلَقَدْ قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=2إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [ ص: 564 ] ثُمَّ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28653_30491طَاعَةَ اللَّهِ تَعَالَى فِي كُلِّ مَا يَأْمُرُ بِهِ ، وَيَنْهَى عَنْهُ ، وَالْإِيمَانَ بِهِ حَقَّ الْإِيمَانِ هُوَ سَبِيلُ الرَّشَادِ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا ، وَإِدْرَاكِ حَقِيقَتِهَا وَفَهْمِهَا وَالْإِصْلَاحِ فِيهَا ، وَلِذَلِكَ قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ أَيْ يَرْجُونَ بِالْإِيمَانِ الصَّادِقِ وَالِالْتِجَاءِ إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ وَحْدَهُ أَنْ يَرْشُدُوا بِأَنْ يَسِيرُوا فِي طَرِيقِ الرَّشَادِ الَّذِي لَا عِوَجَ فِيهِ فَيَصْلُحُونَ وَيَصْلُحُ النَّاسُ بِهِمْ ، وَيَسْلُكُونَ جَمِيعًا طَرِيقَ الْهِدَايَةِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ .
كَانَتْ آيَةُ الدُّعَاءِ وَقُرْبُ اللَّهِ تَعَالَى لِمَنْ يَدْعُوهُ وَاسْتَجَابَتُهُ لَهُ ، كَانَ هَذَا إِشَارَةً إِلَى صَفَاءِ النَّفْسِ الَّذِي يَكُونُ لِلصَّائِمِ إِذَا قَامَ بِحَقِّ الصِّيَامِ ، وَقَرُبَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ، وَلَقَدْ كَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنُ عُمَرَ - وَغَيْرُهُ مِنَ الصَّحَابَةِ الْمُقَرَّبِينَ - كَثِيرَ
nindex.php?page=treesubj&link=2333_19757الدُّعَاءِ فِي رَمَضَانَ ، وَسَمَّاهُ بَعْضُ الْعُبَّادِ شَهْرَ الِاسْتِجَابَةِ .