ولقد أشار الله - سبحانه - لنبيه وكليمه
موسى؛ إلى أنه سيلقى عنتا من الذين لا يؤمنون بالبعث؛ وقد نهاه - سبحانه - عن مطاوعتهم؛ وهو لكل أتباعه؛ فقال (تعالى):
[ ص: 4712 ] nindex.php?page=treesubj&link=30549_31907_31910_32509_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=16فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى الفاء للإفصاح؛ إذ تفصح عن شرط مقدر؛ تقديره: إذا كانت آتية؛ وإن كان زمانها خافيا؛ فبين للناس وجوب الإيمان بها؛ ولا يصدنك عنها من لا يؤمن بها؛ فلا يؤمن بالبعث؛ ويقول: إن هي إلا حياتنا الدنيا؛ نموت ونحيا؛ وما نحن بمبعوثين؛ والسبب في عدم إيمانهم بالبعث هو سيطرة أهوائهم عليهم؛ ولذا قرن بعدم
nindex.php?page=treesubj&link=28759الإيمان باليوم الآخر اتباع الهوى.
وقوله (تعالى): "فتردى "؛ الخطاب
لموسى - عليه السلام -؛ والفاء للسببية؛ أي: الصد عنها سبب الوقوع في الردى؛ والنهي في "لا يصدنك "؛ نهي عن قبول أسباب الصد؛ وهو محاولة الكافرين منع الإيمان باليوم الآخر؛ أي: نهى عن تمكينهم من الإغراء به؛ فكن صلبا في بث روح الإيمان باليوم الآخر؛ حتى لا يطمع أحد من الكافرين في أن تصد عنه؛ والنهي عن ذلك بالنسبة لنبي الله (تعالى) ليس لاحتمال أن يقع؛ بل إن ذلك لمكان
nindex.php?page=treesubj&link=30336الإيمان بالبعث من الإيمان؛ والله أعلم.
وَلَقَدْ أَشَارَ اللَّهُ - سُبْحَانَهُ - لِنَبِيِّهِ وَكَلِيمِهِ
مُوسَى؛ إِلَى أَنَّهُ سَيَلْقَى عَنَتًا مِنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْبَعْثِ؛ وَقَدْ نَهَاهُ - سُبْحَانَهُ - عَنْ مُطَاوَعَتِهِمْ؛ وَهُوَ لِكُلِّ أَتْبَاعِهِ؛ فَقَالَ (تَعَالَى):
[ ص: 4712 ] nindex.php?page=treesubj&link=30549_31907_31910_32509_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=16فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى اَلْفَاءُ لِلْإِفْصَاحِ؛ إِذْ تُفْصِحُ عَنْ شَرْطٍ مُقَدَّرٍ؛ تَقْدِيرُهُ: إِذَا كَانَتْ آتِيَةً؛ وَإِنْ كَانَ زَمَانُهَا خَافِيًا؛ فَبَيِّنْ لِلنَّاسِ وُجُوبَ الْإِيمَانِ بِهَا؛ وَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مِنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا؛ فَلَا يُؤْمِنُ بِالْبَعْثِ؛ وَيَقُولُ: إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا؛ نَمُوتُ وَنَحْيَا؛ وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ؛ وَالسَّبَبُ فِي عَدَمِ إِيمَانِهِمْ بِالْبَعْثِ هُوَ سَيْطَرَةُ أَهْوَائِهِمْ عَلَيْهِمْ؛ وَلِذَا قَرَنَ بِعَدَمِ
nindex.php?page=treesubj&link=28759الْإِيمَانِ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ اتِّبَاعَ الْهَوَى.
وَقَوْلُهُ (تَعَالَى): "فَتَرْدَى "؛ اَلْخِطَابُ
لِمُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ -؛ وَالْفَاءُ لِلسَّبَبِيَّةِ؛ أَيْ: اَلصَّدُّ عَنْهَا سَبَبُ الْوُقُوعِ فِي الرَّدَى؛ وَالنَّهْيُ فِي "لَا يَصُدَّنَّكَ "؛ نَهْيٌ عَنْ قَبُولِ أَسْبَابِ الصَّدِّ؛ وَهُوَ مُحَاوَلَةُ الْكَافِرِينَ مَنْعَ الْإِيمَانِ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ؛ أَيْ: نَهَى عَنْ تَمْكِينِهِمْ مِنَ الْإِغْرَاءِ بِهِ؛ فَكُنْ صُلْبًا فِي بَثِّ رُوحِ الْإِيمَانِ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ؛ حَتَّى لَا يَطْمَعَ أَحَدٌ مِنَ الْكَافِرِينَ فِي أَنْ تُصَدَّ عَنْهُ؛ وَالنَّهْيُ عَنْ ذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ لِنَبِيِّ اللَّهِ (تَعَالَى) لَيْسَ لِاحْتِمَالِ أَنْ يَقَعَ؛ بَلْ إِنَّ ذَلِكَ لِمَكَانِ
nindex.php?page=treesubj&link=30336الْإِيمَانِ بِالْبَعْثِ مِنَ الْإِيمَانِ؛ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.