الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
[ ص: 174 ] فصل في الوقف الحسن:

وهو الذي يحسن الوقف عليه، لأنه كلام حسن مفيد، ولا يحسن الابتداء بما بعده، لتعلقه به لفظا ومعنى.

أخبرنا الشيخ الجليل أبو حفص عمر بن حسن بن أميلة المزي، قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد البخاري، قال: أنبأنا أبو حفص عمر بن طبرزد، قال: أنبأنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكرخي، قال أنبأنا أبو نصر عبد العزيز بن محمد الترياقي، وأبو عامر محمود بن القاسم الأزدي، وأبو بكر أحمد بن عبد الصمد الفورخي، قالوا: أنبأنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد الجراحي، أنبأنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي، عن أبي عيسى الترمذي، أنبأنا علي بن حجر، أنبأنا يحيى بن سعيد الأموي، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن أم سلمة، قالت: (كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقطع قراءته، يقول {الحمد لله رب العالمين} ثم يقف، {الرحمن الرحيم} . ثم يقف. قالوا: وهذا دليل على جواز القطع الحسن في الفواصل، لأن هذا متعلق بما قبله وما بعده لفظا ومعنى. وهذا القسم يحسن الوقف عليه، ولا يحسن الابتداء بما بعده، إلا في رؤوس الآي، قال: ذلك سنة. وحكى اليزيدي، عن أبي عمرو بن العلاء، أنه [ ص: 175 ] كان يسكت على رؤوس الآي، ويقول: إنه أحب إلي.

مثال الحسن إذا لم يكن رأس آية: {الحمد لله} هذا كلام حسن مفيد، وقوله بعد ذلك {رب العالمين} غير مستغن عن الأول.

وقد يحتمل الموضع الواحد أن يكون الوقف عليه تاما على معنى، وكافيا على غيره، وحسنا على غيرهما، كقوله تعالى: {هدى للمتقين} يجوز أن يكون تاما إذا كان {الذين يؤمنون بالغيب} مبتدأ، وخبره {أولئك على هدى من ربهم} . ويجوز أن يكون كافيا إذا جعلت {الذين يؤمنون بالغيب} على معنى (هم الذين)، أو منصوبا بتقدير (أعني الذين). ويجوز أن يكون حسنا إذا جعلت {الذين} نعتا {للمتقين} .

التالي السابق


الخدمات العلمية