الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        والذي جاء بالصدق [33]

                                                                                                                                                                                                                                        في موضع رفع بالابتداء ، وخبره أولئك هم المتقون وتأوله إبراهيم النخعي على أنه للجماعة وقال : "الذي جاء بالصدق" المؤمنون الذين يجيئون بالقرآن يوم القيامة فيقولون هذا الذي أعطيتمونا قد اتبعنا ما فيه ، فيكون الذي على هذا بمعنى جمع كما يكون (من) بمعنى جمع . وقيل بل حذفت النون لطول الاسم . وتأوله الشعبي على أنه واحد ، وقال : الذي جاء بالصدق محمد صلى الله عليه وسلم ، وصدق به أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، والصحابة فيكون على هذا خبره جماعة كما يقال لمن يعظم : هم فعلوا كذا وكذا . وجواب آخر أن يكون له ولمن اتبعه صلى الله عليه وسلم وفي قراءة ابن مسعود (والذين جاءوا بالصدق وصدقوا به) فهذه قراءة على التفسير ، وفي قراءة أبي صالح الكوفي (والذي جاء بالصدق وصدق به) مخففا يكون معناه -والله أعلم- وصدق فيه كما يقال : فلان بمكة وفي مكة .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية