الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 178 ] وقوله : إنا أنـزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون ؛ أي : فيها نور؛ أي : بيان أن أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حق؛ وفيها بيان الحكم الذي جاؤوا يستفتون فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ ويجوز أن يكون المعنى على التقديم والتأخير؛ على معنى : " إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور للذين هادوا؛ يحكم بها النبيون الذين أسلموا والربانيون " ؛ ويجوز أن يكون يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا ؛ أي : يحكم النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما سألوه بما في التوراة؛ ويجوز أن يكون للذين هادوا ؛ للذين تابوا؛ أي : النبيون والربانيون هم العلماء والأحبار؛ وهم العلماء الخيار؛ يحكمون للتائبين من الكفر؛ بما استحفظوا من كتاب الله ؛ أي : استودعوا؛ وقوله : ومن لم يحكم بما أنـزل الله فأولئك هم الكافرون ؛ أي : من زعم أن حكما من أحكام الله التي أتت بها الأنبياء - عليهم السلام - باطل؛ فهو كافر؛ أجمعت الفقهاء أن من قال : إن المحصنين لا يجب أن يرجما إذا زنيا؛ وكانا حرين؛ كافر؛ وإنما كفر من رد حكما من أحكام النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنه مكذب له؛ ومن كذب النبي فهو كافر.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية