الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[ ص: 339 ] 57 - باب فرش حروف سورة العنكبوت


1 - يروا صحبة خاطب وحرك ومد في الن نشاءة حقا وهو حيث تنزلا



قرأ شعبة وحمزة والكسائي: (أولم يروا كيف) بتاء الخطاب، وقرأ غيرهم بياء الغيب، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو لفظ (النشأة) بتحريك الشين، أي فتحها ومدها، أي إثبات ألف بعدها، ويكون المد حينئذ من نوع المتصل، وقد وقع هذا اللفظ في ثلاثة مواضع، ثم الله ينشئ النشأة الآخرة هنا، وأن عليه النشأة الأخرى في النجم، ولقد علمتم النشأة الأولى في الواقعة، وقرأ الباقون بإسكان الشين وحذف الألف بعدها في المواضع الثلاثة.


2 - مودة المرفوع حق رواته     ونونه وانصب بينكم عم صندلا



قرأ ابن كثير والكسائي وأبو عمرو: (مودة) برفع التاء، فتكون قراءة الباقين بنصبها، وقرأ نافع وابن عامر وشعبة بتنوين (مودة) ونصب نون (بينكم)، فتكون قراءة غيرهم بترك التنوين وخفض النون، فيتحصل من هذا: أن ابن كثير والكسائي وأبا عمرو يقرءون برفع تاء (مودة) من غير تنوين وجر نون (بينكم)، وأن نافعا وابن عامر وشعبة يقرءون بنصب (مودة) مع التنوين ونصب نون (بينكم)، وأن حفصا وحمزة يقرءان بنصب (مودة) من غير تنوين وخفض نون (بينكم).


3 - ويدعون نجم حافظ وموحد     هنا آية من ربه صحبة دلا



قرأ عاصم وأبو عمرو: (إن الله يعلم ما يدعون) بياء الغيب في (يدعون)، فتكون قراءة غيرهما بتاء الخطاب، وقرأ ابن كثير وشعبة وحمزة والكسائي: (لولا أنزل عليه آية من ربه) بحذف الألف بعد الياء على التوحيد، فتكون قراءة غيرهم بإثبات الألف بعد الياء على الجمع.


4 - وفي ونقول الياء حصن ويرجعو     ن صفو وحرف الروم صافيه حللا



قرأ نافع والكوفيون: (ونقول ذوقوا) بالياء، وقرأ غيرهم بالنون، وقرأ شعبة: [ ص: 340 ] (ثم إلينا يرجعون) بياء الغيب هنا كما لفظ به، وقرأ غيره بتاء الخطاب، وقرأ شعبة وأبو عمرو: (ثم إليه يرجعون) في سورة الروم بياء الغيب، وقرأ غيرهما بتاء الخطاب.


5 - وذات ثلاث سكنت با نبوئن     ن مع خفه والهمز بالياء شمللا



قرأ حمزة والكسائي: " لنبوئنهم " بإبدال الباء الموحدة المفتوحة ثاء مثلثة ساكنة مع تخفيف الواو وإبدال الهمزة المفتوحة، فيصير النطق بثاء مثلثة ساكنة بعد النون المضمومة وبعد الثاء واو مكسورة مخففة وبعدها ياء مفتوحة، وقرأ الباقون بياء موحدة مفتوحة بعد النون وبعد الباء واو مكسورة مشددة وبعدها همزة مفتوحة.


6 - وإسكان ول فاكسر كما حج حا ندى     وربي عبادي أرضي اليا بها انجلا



قرأ ابن عامر وأبو عمرو وورش وعاصم: وليتمتعوا بكسر إسكان اللام، وقرأ غيرهم بإسكانها.

وياءات الإضافة فيها: مهاجر إلى ربي إنه ، يا عبادي الذين آمنوا ، إن أرضي واسعة ، والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية