الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
71 - باب فرش حروف من سورة المجادلة إلى سورة (ن)


1 - وفي يتناجون اقصر النون ساكنا وقدمه واضمم جيمه فتكملا



قرأ حمزة: ويتناجون بالإثم بقصر النون، أي حذف الألف بعدها وبسكونها وتقديمها على التاء وضم الجيم، فيصير النطق به (وينتجون) على وزن (ينتهون)، وقرأ غيره ويتناجون بتقديم التاء على النون وفتح النون وألف بعدها، وفتح الجيم على ما لفظ به، وأجمع السبعة على قراءة تناجيتم فلا تتناجوا كقراءة الجماعة في ويتناجون .


2 - وكسر انشزوا فاضمم معا صفو خلفه     علا عم وامدد في المجالس نوفلا



قرأ حفص ونافع وابن عامر وشعبة بخلف عنه: وإذا قيل انشزوا فانشزوا بضم كسر الشين في الكلمتين، فتكون قراءة الباقين بكسر الشين فيهما، وهو الوجه الثاني لشعبة، ومن يقرأ بضم الشين يبتدئ بهمزة مضمومة، ومن يقرأ بكسر الشين يبتدئ بهمزة مكسورة.

وقرأ عاصم: في المجالس بمد الجيم أي إثبات ألف بعدها، ويلزم من [ ص: 369 ] هذا فتح الجيم على الجمع، وقرأ غيره بقصر الجيم أي إسكانها وحذف الألف بعدها على الإفراد، وعلم سكون الجيم لهؤلاء من النظير كالمسجد والمنزل، و(النوفل) السيد كثير الإعطاء.


3 - وفي رسلي اليا يخربون الثقيل حز     ومع دولة أنث يكون بخلف لا



في سورة المجادلة ياء إضافة واحدة وهي ورسلي إن الله ، وقرأ أبو عمرو: يخربون بيوتهم بتشديد الراء، ويلزمه فتح الخاء، وقرأ غيره بتخفيف الراء، ويلزمه سكون الخاء، وقوله: (ومع دولة أنث يكون بخلف لا) معناه: أن هشاما يقرأ برفع تاء (دولة) كما لفظ به قولا واحدا، وله في لفظ (يكون) الواقع قبل لفظ (دولة) التأنيث بخلف عنه، فله فيه التأنيث والتذكير، فليس لهشام في لفظ (دولة) إلا الرفع، وله في لفظ (يكون) التأنيث والتذكير، وقرأ غير هشام (يكون) بالتذكير و(دولة) بالنصب.


4 - وكسر جدار ضم والفتح واقصروا     ذوي إسوة إني بياء توصلا



قرأ نافع وابن عامر والكوفيون: أو من وراء جدر بضم كسر الجيم وضم فتح الدال والقصر أي: حذف الألف بعد الدال، وتقدير البيت: ضم كسر الجيم وضم فتح الدال وحذف الألف بعدها، فتكون قراءة ابن كثير وأبي عمرو بكسر الجيم وفتح الدال ومدها أي إثبات ألف بعدها، وفي سورة الحشر ياء إضافة واحدة: إني أخاف الله .


5 - ويفصل فتح الضم نص وصاده     بكسر ثوى والنقل شافيه كملا



قرأ عاصم: يفصل بينكم بفتح ضم الياء، فتكون قراءة غيره بضمها، وقرأ الكوفيون بكسر الصاد فتكون قراءة غيرهم بفتحها، وقرأ حمزة والكسائي وابن عامر بتشديد الصاد ويلزمه فتح الفاء، فتكون قراءة غيرهم بتخفيف الصاد، ويلزمه سكون الفاء، فيتحصل من هذا: أن عاصما يقرأ بفتح الياء وسكون الفاء وكسر الصاد مخففة، وأن حمزة والكسائي يقرءان بضم الياء وفتح الفاء وكسر الصاد مشددة، وأن ابن عامر يقرأ بضم الياء وفتح الفاء والصاد وتشديدها، وأن نافعا وابن كثير وأبا عمرو يقرءون بضم الياء وسكون الفاء وفتح الصاد مخففة.

[ ص: 370 ]

6 - وفي تمسكوا ثقل حلا ومتم لا     تنونه واخفض نوره عن شذا دلا



قرأ أبو عمرو: ولا تمسكوا بعصم الكوافر بتثقيل السين ويلزمه فتح الميم، وقرأ غيره بتخفيف السين ويلزمه سكون الميم، وقرأ حفص وحمزة والكسائي وابن كثير: والله متم نوره بحذف تنوين (متم)، وخفض راء (نوره) ويلزم منه كسر هاء الضمير، وقرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وشعبة بتنوين (متم) ونصب راء (نوره) ويلزمه ضم هاء الضمير.


7 - ولله زد لاما وأنصار نونا     سما وتنجيكم عن الشام ثقلا



قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو: كونوا أنصار الله بزيادة لام الجر على لفظ الجلالة وتنوين لفظ (أنصار) قبله، وقرأ الباقون بترك زيادة اللام وحذف تنوين (أنصار)، وورد عن ابن عامر تثقيل جيم تنجيكم ويلزم منه فتح النون، وقرأ غيره بتخفيف الجيم ويلزمه سكون النون.


8 - وبعدي وأنصاري بياء إضافة     وخشب سكون الضم زاد رضا حلا



في سورة الصف من ياءات الإضافة: من بعدي اسمه أحمد ، أنصاري إلى الله ، وليس في سورة الجمعة شيء من الفرش.

وقرأ قنبل والكسائي وأبو عمرو: كأنهم خشب بسكون ضم الشين، وقرأ الباقون بضمها.


9 - وخف لووا إلفا بما يعملون صف     أكون بواو وانصبوا الجزم حفلا



قرأ نافع: لووا رءوسهم بتخفيف الواو الأولى، وقرأ غيره بتشديدها، وقرأ شعبة: (والله بما تعملون خبير) آخر سورة المنافقين بياء الغيب، كما لفظ به، وقرأ غيره بتاء الخطاب. وقرأ أبو عمرو: (فأصدق وأكون)، بواو بعد الكاف ونصب جزم النون، وقرأ غيره (وأكن) بحذف الواو وجزم النون، و(حفلا) بضم الحاء وفتح الفاء مشددة جمع حافل: وهو الرجل الممتلئ علما.


10 - وبالغ لا تنوين مع خفض أمره     لحفص وبالتخفيف عرف رفلا



قرأ حفص: إن الله بالغ أمره بحذف تنوين " بالغ " وخفض راء " أمره " ويلزم من خفض [ ص: 371 ] الراء كسر هاء الضمير، وقرأ غيره بتنوين " بالغ " ونصب راء " أمره " ، ويلزم من نصب الراء ضم هاء الضمير، وقرأ الكسائي: عرف بعضه بتخفيف الراء، وقرأ غيره بتشديدها، و(رفلا) من الترفيل وهو التعظيم.


11 - وضم نصوحا شعبة من تفاوت     على القصر والتشديد شق تهللا



قرأ شعبة: توبة نصوحا بضم النون، وقرأ غيره بفتحها، وقرأ حمزة والكسائي: ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت بقصر الفاء أي: حذف الألف بعدها وتشديد الواو، وقرأ الباقون بمد الفاء أي: إثبات الألف بعدها وتخفيف الواو. (وشق تهللا) مأخوذ من شق البرق: ظهر. و(تهللا) منصوب على التمييز أي ظهر تلألؤه وضياؤه.


12 - وآمنتم في الهمزتين أصوله     وفي الوصل الاولى قنبل واوا ابدلا



يقصد الناظم قوله تعالى: أأمنتم من في السماء ، وقوله: (في الهمزتين أصوله) معناه: أن أصول حكم همزتي هذا اللفظ وقواعده العامة التي يندرج تحتها هذا اللفظ وأمثاله مذكورة في باب الهمزتين من كلمة من تسهيل وتحقيق وإدخال وعدمه للقراء السبعة، وقد ذكر في باب الهمزتين من كلمة أن قنبلا يبدل الهمزة الأولى واوا خالصة في (أأمنتم) في هذه السورة حال وصل كلمة (أأمنتم) بكلمة (النشور)، فإذا وقف على (النشور) حقق الهمزة الأولى، أما الهمزة الثانية فقنبل يسهلها مطلقا على أصل مذهبه، وأعاد الناظم ذكر ذلك هنا لمجرد التذكير بهذا الحكم لبعده.


13 - فسحقا سكونا ضم مع غيب يعلمو     ن من رض معي باليا وأهلكني انجلى



قرأ الكسائي: فسحقا لأصحاب السعير بضم سكون الحاء، وقرأ الباقون بسكون الحاء، وقرأ الكسائي أيضا: (فستعلمون من هو في ضلال مبين) بياء الغيب، وقرأ غيره بتاء الخطاب، وقوله: (من من ألفاظ القرآن) وذكره لتقييد الموضع المختلف فيه للاحتراز عن: فستعلمون كيف نذير فإنه متفق على قراءته بتاء الخطاب.

وفي السورة من ياءات الإضافة: إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا .

التالي السابق


الخدمات العلمية