الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        ( قوله : وفي كلما شئت لها أن تفرق الثلاث ولا تجمع ) أي لو قال لها أنت طالق كلما شئت فلها أن تباشر شرط الوقوع مرة بعد أخرى بأن تقول شئت طلاقي أو طلقت نفسي فيقع طلاقه المعلق عند تحقق الشرط وليس لها أن تقول طلقت نفسي ثلاثا جملة لأن كلما تعم الأفعال ، والأزمان عموم الانفراد لا عموم الاجتماع فأفاد أنها لا تشاء ثنتين أيضا ، ولو شاءت ثنتين أو ثلاثا جملة لم يقع شيء عند الإمام ، وعندهما تقع واحدة بناء على ما تقدم من الخلاف ، وفي المبسوط : ولو قالت قد شئت أمس تطليقة وكذبها الزوج فالقول للزوج لأنها أخبرت عما لا تملك إنشاءه فإنها أخبرت بمشيئة كانت منها أمس فلا يبقى ذلك بعد مضي أمس فإن قيل أليس أنها لو شاءت في الحال يصح منها فقد أخبرت بما تملك إنشاءه قلنا لا كذلك فالمشيئة في الحال غير المشيئة في الأمس وكل مشيئة شرط تطليقة فهي لا تملك إنشاء ما أخبرت به إنما تملك إنشاء شيء آخر ا هـ .

                                                                                        واعلم أن كلمة " كل " إنما أفادت التكرار بدخول ما عليها ، ولذا قال في المصباح : " وكل " كلمة تستعمل بمعنى الاستغراق بحسب المقام ، وقد تستعمل بمعنى الكثير كقوله تعالى { تدمر كل شيء بأمر ربها } أي كثيرا وتفيد التكرار بدخول ما عليه نحو : كلما أتاك زيد فأكرمه دون غيره من أدوات الشرط ا هـ .

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية