الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              1939 [ ص: 667 ] 17 - باب: الاعتكاف في العشر الأوسط من رمضان

                                                                                                                                                                                                                              2044 - حدثنا عبد الله بن أبي شيبة، حدثنا أبو بكر، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوما. [4998 - فتح: 4 \ 284]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث أبي حصين عثمان بن عاصم بن حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين .

                                                                                                                                                                                                                              وهو من أفراده، يحتمل أن يكون - عليه السلام - إنما ضاعف اعتكافه في العام الذي قبض من أجل أنه علم بانقضاء أجله، فأراد استكثار عمل الخير، ليسن لأمته الاجتهاد في العمل إذا بلغوا أقصى العمر: ليلقوا الله على خير أحوالهم، وقد روى ابن المنذر حديثا دل على غير هذا المعنى ساقه من حديث ثابت، عن أبي رافع، عن أبي بن كعب : أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان فسافر عاما فلم يعتكف، فلما كان العام المقبل اعتكف عشرين ليلة .

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: ( كان يعتكف في كل رمضان ) فيه: دلالة على أن الاعتكاف من السنن المؤكدة مما واظب عليه الشارع، فينبغي للمؤمن الاقتداء في [ ص: 668 ] ذلك به، وذكر ابن المنذر، عن ابن شهاب أنه كان يقول: عجبا للمسلمين تركوا الاعتكاف، وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يتركه منذ دخل المدينة كل عام في العشر الأواخر حتى قبضه الله.

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن نافع، عن مالك قال: ما زلت أفكر في ترك الصحابة الاعتكاف، وقد اعتكف - عليه السلام - حتى قبضه الله تعالى، وهم أتبع الناس لآثاره حتى أجد بنفسي أنه كالوصال المنهي عنه، وأراهم إنما تركوه لشدته، وأن ليله ونهاره سواء. قال: ولم يبلغني أن أحدا من السلف اعتكف إلا أبو بكر بن عبد الرحمن واسمه المغيرة وابن أخي أبي جهل وهو أحد فقهاء تابعي المدينة .

                                                                                                                                                                                                                              وقال ابن المنذر : روينا عن عطاء الخراساني أنه كان يقال: مثل المعتكف كمثل عبد ألقى نفسه بين يدي ربه، ثم قال: ربي لا أبرح حتى تغفر لي، ربي لا أبرح حتى ترحمني .




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية