الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 268 ] 24 - باب: قول الله تعالى : ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير الآية [البقرة : 220]

                                                                                                                                                                                                                              لأعنتكم [البقرة : 220] لأحرجكم وضيق عليكم ، وعنت [طه : 111] : خضعت .

                                                                                                                                                                                                                              2767 - وقال لنا سليمان : حدثنا حماد ، عن أيوب ، عن نافع قال : ما رد ابن عمر على أحد وصية . وكان ابن سيرين أحب الأشياء إليه في مال اليتيم أن يجتمع إليه نصحاؤه وأولياؤه فينظروا الذي هو خير له . وكان طاوس إذا سئل عن شيء من أمر اليتامى قرأ : والله يعلم المفسد من المصلح [البقرة : 220] وقال عطاء في يتامى الصغير والكبير : ينفق الولي على كل إنسان بقدره من حصته . [فتح: 5 \ 394]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              وقال أنبأنا سليمان : أنبأنا حماد ، عن أيوب ، عن نافع قال : ما رد ابن عمر على أحد وصية . وكان ابن سيرين أحب الأشياء إليه في مال اليتيم أن يجتمع إليه نصحاؤه وأولياؤه فينظروا الذي هو خير له . وكان طاووس إذا سئل عن شيء من أمر اليتامى قرأ : والله يعلم المفسد من المصلح . وقال عطاء في يتامى الصغير والكبير : ينفق الولي على كل إنسان بقدره من حصته .

                                                                                                                                                                                                                              الشرح :

                                                                                                                                                                                                                              لما نزل قوله تعالى : ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن [الأنعام : 152] إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما [النساء : 10] تحرجوا من خلط طعامهم بأطعمة اليتامى ، فعزلوا أطعمة اليتامى حتى ربما فسدت عليهم ، فنزلت : وإن تخالطوهم أي : في الطعام والشراب والسكنى واستخدام العبيد فإخوانكم وقالوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : بقيت الغنم لا راعي لها والطعام ليس له صانع . فنزلت ونسخ

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 269 ] ذلك : والله يعلم المفسد من المصلح أي : يعلم من يخالطهم للخيانة ، ومن لا يريد الخيانة .

                                                                                                                                                                                                                              وقوله : لأعنتكم لشدد عليكم في عدم المخالطة أو يجعل ما أصبتم به من أموال اليتامى موبقا ، ولكنه يسر ووسع ، فقال : ومن كان غنيا فليستعفف الآية [النساء : 6] .

                                                                                                                                                                                                                              وقول البخاري : وعنت الوجوه [طه : 111] . لا وجه له في هذا الموضع ; لأن لأعنتكم (مشتق ) من عنت يعنت عنتا لام الفعل منه تاء ، وهو غير معتل ، وعنت الوجوه من عنا يعنو إذا خضع ، معتل ، لام الفعل منه واو ذهبت مع هاء التأنيث من قوله : وعنت الوجوه عزيز في سلطانه ، قادر على الإعنات ، حكيم في تدبيره بترك الإعنات . قال أبو عبيد : لما ذكر ما سلف أنه ناسخ . هو عندي أصل لما يفعله الرفقاء في الأسفار أنهم يتخارجون النفقات بينهم بالسوية ، وقد يتساوون في قلة الطعام وكثرته ، وليس كل من قل طعمه تطيب نفسه بالتفضل على رفيقه ، فلما كان هذا في أموال اليتامى واسعا كان في غيرهم أوسع .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 270 ] وقوله : (ما رد ابن عمر على أحد وصيته ) . لعله كان يبتغي في ذلك الأجر لقوله - صلى الله عليه وسلم - : "أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين " وأشار بالسبابة والوسطى .




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية