الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              3840 [ ص: 170 ] 20 - باب: إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم الآية [آل عمران:153]

                                                                                                                                                                                                                              تصعدون : تذهبون، أصعد وصعد فوق البيت.

                                                                                                                                                                                                                              4067 - حدثني عمرو بن خالد، حدثنا زهير، حدثنا أبو إسحاق قال: سمعت البراء بن عازب - رضي الله عنهما - قال: جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - على الرجالة يوم أحد عبد الله بن جبير، وأقبلوا منهزمين، فذاك إذ يدعوهم الرسول في أخراهم. [انظر: 3039 - فتح: 7 \ 364]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ثم ساق حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الرجالة يوم أحد عبد الله بن جبير، وأقبلوا منهزمين، فذاك إذ يدعوهم الرسول في أخراهم.

                                                                                                                                                                                                                              الشرح:

                                                                                                                                                                                                                              ذكر المفسرون أن معنى أصعد: ابتدأ المسير، ومعنى ( تصعدون ) بالفتح الرقي، من صعد الجبل إذا رقيه، ومعنى تلوون : تعرجون. و أخراكم قال أبو عبيد: آخركم .

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: فأثابكم غما بغم قال مجاهد: الغم الأول القتل والجراح، والثاني أنه صاح صائح: قتل محمد فأنساهم الغم الآخر الأول ، فالمعنى إذا: فأثابكم غما بعد غم، وقيل: إنهم غموا

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 171 ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمخالفتهم إياه، وأثابهم بذلك الغم غمهم به، ومعنى أثابهم: أنزل بهم ما يقوم مقام الثواب كقوله فبشرهم بعذاب أليم [التوبة: 34] أي: الذي يقوم مقام البشارة عذاب أليم.

                                                                                                                                                                                                                              ومعنى لكيلا تحزنوا على ما فاتكم أنهم طلبوا الغنيمة، وذكر في الباب بعده قوله أمنة نعاسا الآية، وأمنة وأمن واحد اسم المصدر فقال: وقعت الأمنة في الأرض، وكذا قال ابن قتيبة: هي الأمن. وغيره فرق فقال: الأمنة تكون مع بقاء أسباب الخوف، والأمن زوال أسباب الخوف. ومعنى الآية: أعقبكم بما نالكم من الرعب أمنا تنامون معه; لأن الشديد الخوف لا يكاد ينام وقرئ (أمنة) كأنها المرة من الأمن. وفي امتنانه بالنعاس لأمنهم بعد خوفهم حتى ناموا فاستراحوا وقدروا بعد النعاس على القتال. قال ابن مسعود : النعاس في [القتال] أمنة، وهو في الصلاة من الشيطان .

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: نعاسا هو بدل من أمنة أو مفعول من أجله.

                                                                                                                                                                                                                              ومعنى يغشى طائفة منكم يعني المؤمنين وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يعني المنافقين، يظنون بالله غير الحق أي: يظنون أن أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - اضمحل، ظن الجاهلية أي: هم في ظنهم بمنزلة الجاهلية.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله لبرز الذين كتب عليهم القتل أي: لصاروا على براز من الأرض.

                                                                                                                                                                                                                              وحديث البراء يأتي في التفسير بزيادة ، ورواه هنا وهناك عن

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 172 ] عمرو بن خالد بن فروخ بن سعيد بن عبد الرحمن بن واقد بن ليث بن واقد بن عبد الله أبو الحسن التميمي الحنظلي الجزري الحراني، نزيل مصر ثبت ثقة من أفراد البخاري مات سنة سبع وعشرين ومائتين.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية