الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              4850 [ ص: 442 ] 46 - باب: تفسير ترك الخطبة

                                                                                                                                                                                                                              5145 - حدثنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب ، عن الزهري قال : أخبرني سالم بن عبد الله أنه سمع عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - يحدث ، أن عمر بن الخطاب حين تأيمت حفصة قال عمر : لقيت أبا بكر فقلت : إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر . فلبثت ليالي ثم خطبها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فلقيني أبو بكر فقال : إنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت إلا أني قد علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد ذكرها ، فلم أكن لأفشي سر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ولو تركها لقبلتها .

                                                                                                                                                                                                                              تابعه يونس وموسى بن عقبة وابن أبي عتيق ، عن الزهري . [انظر : 4005 - فتح: 9 \ 201 ] .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث ابن عمر عن عمر السابق في تأيم حفصة إلى آخره .

                                                                                                                                                                                                                              ثم قال : تابعه يونس وموسى بن عقبة وابن أبي عتيق ، عن الزهري . يعني أنهم جعلوه من مسند ابن عمر ، وقد سلف في النكاح هذا في مسند عمر .

                                                                                                                                                                                                                              وابن أبي عتيق هذا اسمه محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي عتيق .

                                                                                                                                                                                                                              فإن قلت : كيف ترجم على هذه الترجمة وقد سلف أن الخطبة جائزة على خطبة الغير إذا لم يكن ركون ، والشارع حين أخبر أبا بكر لم يكن أعلم بهذا عمر ، فضلا عن ركونه ؟ قلت : أجاب عنه ابن بطال بأن

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 443 ] الصديق علم أنه - عليه السلام - إذا خطب إلى عمر ابنته يسر بذلك ويشكر الله تعالى على هذه النعمة ، فقام علم الصديق بهذه الحالة مقام الركون والتراضي منهما ; فكذلك كل من علم أنه لا يصرف إذا خطب لا ينبغي الخطبة على خطبته حتى يترك كما فعل الصديق .

                                                                                                                                                                                                                              وقال ابن المنير : الظاهر عندي أن البخاري أراد أن يحقق امتناع الخطبة بامتناع أبي بكر هذا ، ولم ينبرم الأمر من الخاطب والولي ، فكيف لو تراكنا ؟ وكأنه من البخاري استدلال بالأولى .

                                                                                                                                                                                                                              وزعم ابن المرابط أن هذه القصة فيها ما يفسر بعض هذا أنه مكروه وإن لم يكن ركون ، لا سيما بين الإخوان ، فإنه يورث عداوة في النفوس من أجل الغيرة وما يولد منها .




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية