الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
14106 6122 - (14515) - (3 \ 328) عن جابر ، قال : أقبل أبو بكر يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس ببابه جلوس ، فلم يؤذن له ، ثم أقبل عمر فاستأذن ، فلم يؤذن له ، ثم أذن لأبي بكر وعمر ، فدخلا والنبي جالس وحوله نساؤه وهو ساكت ، فقال عمر : لأكلمن النبي صلى الله عليه وسلم لعله يضحك . فقال عمر : يا رسول الله ! لو رأيت بنت زيد - امرأة عمر - سألتني النفقة آنفا ، فوجأت عنقها . فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدا ناجذه ، قال : "هن حولي كما ترى ، يسألنني النفقة " . فقام أبو بكر إلى عائشة ليضربها ، وقام عمر إلى حفصة ، كلاهما يقولان : تسألان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ليس عنده ؟ ! فنهاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلن نساؤه : والله !

[ ص: 86 ] لا نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذا المجلس ما ليس عنده . قال : وأنزل الله - عز وجل - الخيار ، فبدأ بعائشة ، فقال : "إني ذاكر لك أمرا ، ما أحب أن تعجلي فيه حتى تستأمري أبويك " ، قالت : ما هو ؟ قال : فتلا عليها : يا أيها النبي قل لأزواجك الآية [الأحزاب : 28] ، قالت عائشة : أفيك أستأمر أبوي ؟ ! بل أختار الله ورسوله ، وأسألك ألا تذكر لامرأة من نسائك ما اخترت . فقال : " إن الله لم يبعثني معنفا ، ولكن بعثني معلما ميسرا ، لا تسألني امرأة منهن عما اخترت ، إلا أخبرتها " .


التالي السابق


* قوله : "فوجأت " : - بهمز بعد جيم - ; أي : دققت وكسرت .

* "فنهاهما " : أي : عن ضربهما .

* "فقلن نساؤه " : الظاهر أن "نساؤه" بيان لزيادة الإيضاح ، وإلا فضمير "قلن" راجع إليهن ; لتقدم ذكرهن ، ويحتمل أنه من قبيل "أكلوني البراغيث " .

* "الخيار " : بقوله : قل لأزواجك : إن كنتن تردن الحياة الدنيا الآية [الأحزاب : 28] .

* "ما أحب أن تعجلي فيه " : خوفا من أن ترغب إلى الدنيا ; لصغرها .

* "ألا تذكر لامرأة " : لئلا تختار إحداهن ما اختارت ; اقتداء بها .

* * *




الخدمات العلمية