الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
nindex.php?page=hadith&LINKID=658491nindex.php?page=treesubj&link=16359والله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم على باب حجرتي والحبشة يلعبون بالحراب nindex.php?page=treesubj&link=31377_30995_30994_26137ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه لأنظر إلى لعبهم بين أذنه وعاتقه ثم يقوم من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف nindex.php?page=treesubj&link=27231_31383فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة للهوى كذا في سماعنا من المسند للهوى وقال الشيخان على اللهو وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري تسمع اللهو .
وَعَنْهَا قَالَتْ .
nindex.php?page=hadith&LINKID=658491nindex.php?page=treesubj&link=16359وَاَللَّهِ لَقَدْ رَأَيْت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُومُ عَلَى بَابِ حُجْرَتِي وَالْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ بِالْحِرَابِ nindex.php?page=treesubj&link=31377_30995_30994_26137وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ لِأَنْظُرَ إلَى لِعْبِهِمْ بَيْنَ أُذُنِهِ وَعَاتِقِهِ ثُمَّ يَقُومُ مِنْ أَجْلِي حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّتِي أَنْصَرِفُ nindex.php?page=treesubj&link=27231_31383فَاقْدُرُوا قَدْرَ الْجَارِيَةِ الْحَدِيثَةِ السِّنِّ الْحَرِيصَةِ لِلْهَوَى كَذَا فِي سَمَاعِنَا مِنْ الْمُسْنَدِ لِلْهَوَى وَقَالَ الشَّيْخَانِ عَلَى اللَّهْوِ وَفِي رِوَايَةٍ nindex.php?page=showalam&ids=12070لِلْبُخَارِيِّ تَسْمَعُ اللَّهْوَ .
التالي السابق
(الْحَدِيثُ الثَّانِي) وَعَنْهَا قَالَتْ nindex.php?page=hadith&LINKID=658491وَاَللَّهِ لَقَدْ رَأَيْت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُومُ عَلَى بَابِ حُجْرَتِي وَالْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ بِالْحِرَابِ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ لِأَنْظُرَ إلَى لَعِبِهِمْ بَيْنَ أُذُنِهِ وَعَاتِقِهِ ثُمَّ يَقُومُ مِنْ أَجْلِي حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّتِي أَنْصَرِفُ nindex.php?page=treesubj&link=31383_27231فَاقْدُرُوا قَدْرَ الْجَارِيَةِ الْحَدِيثَةِ السِّنِّ الْحَرِيصَةِ لِلَّهْوِ وَقَالَ الشَّيْخَانِ عَلَى اللَّهْوِ (فِيهِ) فَوَائِدُ :
(الحديث الثاني) وعنها قالت nindex.php?page=hadith&LINKID=658491والله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم على باب حجرتي والحبشة يلعبون بالحراب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه لأنظر إلى لعبهم بين أذنه وعاتقه ثم يقوم من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف nindex.php?page=treesubj&link=31383_27231فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة للهو وقال الشيخان على اللهو (فيه) فوائد :
(الأولى) أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر بمعناه وفيه بعد قوله الحديثة السن (تسمع اللهو) وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أيضا من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16214صالح بن كيسان وفيه والحبشة يلعبون في المسجد وليس فيه ما بعد قوله إلى لعبهم ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري تعليقا nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم مسندا من طريق يونس بن زيد وفيه حريصة على اللهو وذلك عند nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم وليس عند nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فإنه إنما ساق هذه الرواية المعلقة مختصرة ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من طريق nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي وفيه (الحريصة على اللهو) وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16700عمرو بن الحارث وفيه nindex.php?page=hadith&LINKID=658488فاقدروا قدر الجارية الغربة الحديثة السن خمستهم عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة وله طرق أخرى تركتها اختصارا .
(الثانية) فيه جواز nindex.php?page=treesubj&link=1945اللعب بالسلاح ونحوه من آلات الحرب في المسجد ويلتحق به ما في معناه من الأسباب المعينة على الجهاد وأنواع البر وقال nindex.php?page=showalam&ids=15350المهلب شارح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : المسجد [ ص: 56 ] موضوع لأمر جماعة المسلمين فما كان من الأعمال مما يجمع منفعة الدين وأهله فهو جائز في المسجد واللعب بالحراب من تدريب الشجعان على معاني الحروب وهي من الاشتداد للعدو والقوة على الحرب فهو جائز في المسجد وغيره .
(الثالثة) وفيه جواز nindex.php?page=treesubj&link=26137نظر النساء إلى لعب الرجال قال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال وقد يمكن أن يكون تركه إياها لتنظر إلى اللعب بالحراب لتضبط السنة في ذلك وتنقل تلك الحركات المحكمة إلى بعض من يأتي من أبناء المسلمين وتعرفهم بذلك .
(الرابعة) وفيه أنه nindex.php?page=treesubj&link=26138لا بأس بترويح النفس بالنظر إلى بعض اللهو المباح .
(الخامسة) استدل به على جواز nindex.php?page=treesubj&link=26139نظر المرأة للرجل وفيه لأصحابنا أوجه :
(أحدها) وهو الذي صحح nindex.php?page=showalam&ids=14345الرافعي جوازه فتنظر جميع بدنه إلا ما بين السرة والركبة .
و (الثاني) لها أن تنظر منه ما يبدو في المهنة فقط وهذا الحديث محتمل للوجهين .
و (الثالث) وهو الذي صححه النووي لجماعة تحريم نظرها له كما يحرم نظره إليها واستدل هؤلاء بقوله تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=31وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن nindex.php?page=hadith&LINKID=665072وبقوله عليه الصلاة والسلام nindex.php?page=showalam&ids=54لأم سلمة nindex.php?page=showalam&ids=10583وأم حبيبة رضي الله عنهما احتجبا عنه أي عن nindex.php?page=showalam&ids=100ابن أم مكتوم فقالتا : إنه أعمى لا يبصرنا فقال صلى الله عليه وسلم : أفعمياوان أنتما ألستما تبصرانه . رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي وغيره وحسنه هو وغيره وأجابوا عن حديث عائشة هذا بجوابين :
(أحدهما) أنه ليس فيه أنها نظرت إلى وجوههم وأبدانهم وإنما نظرت لعبهم وحرابهم ولا يلزم من ذلك تعمد النظر إلى البدن وإن وقع بلا قصد صرفته في الحال .
و (الثاني) لعل هذا كان قبل نزول الآية في تحريم النظر أو أنها كانت صغيرة قبل بلوغها فلم تكن مكلفة على قول من يقول : إن الصغير المراهق لا يمنع النظر ولا يخفى أن محل الخلاف فيما nindex.php?page=treesubj&link=19347_19346_19345_24074إذا كان النظر بغير شهوة ولا خوف فتنة فإن كان كذلك حرم قطعا .
(السادسة) وفيه بيان nindex.php?page=treesubj&link=19963_17941ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرأفة والرحمة وحسن الخلق ومعاشرة الأهل بالمعروف وذلك من أوجه :
(منها) nindex.php?page=treesubj&link=26138تمكينه عليه الصلاة والسلام nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة من النظر إلى هذا اللهو .
(ومنها) أنه لم يقطع ذلك عليها بل جعل الخيرة إليها في قدر وقوفها.
(ومنها) nindex.php?page=treesubj&link=31366مباشرته عليه الصلاة والسلام سترها بنفسه الكريمة وبردائه ومرافقتها في ذلك بنفسه وأنه لم يكله إلى غيرهوإلى ذلك أشارت بقولها : ثم [ ص: 57 ] يقوم من أجلي .
(السابعة) .
(إن قلت) في هذه الرواية أنها كانت في تلك الحالة بين أذنه وعاتقه وفي رواية أخرى خدي على خده وفي رواية أخرى فوضعت رأسي على منكبه وكلها في الصحيح فكيف الجمع بينها .
(قلت) لا تنافي بينها فإنها إذا وضعت رأسها على منكبه صارت بين أذنه وعاتقه فإن تمكنت في ذلك صار خدها على خده وإن لم يتمكن قارب خدها خده .
(الثامنة) قولها فاقدروا هو بضم الدال وكسرها لغتان حكاهما nindex.php?page=showalam&ids=14042الجوهري وغيره وهو من التقدير أي قدروا في أنفسكم قدر رغبة من تكون بهذه الصفة من حداثة السن والحرص على اللهو ولا مانع لها من ذلك حتى ينتهي وأشارت بذلك إلى طول مدة وقوفها لذلك ، ومن المعلوم أن من كانت بهذه الصفة تحب nindex.php?page=treesubj&link=26138اللهو والتفرج والنظر إلى اللعب حبا بليغا وتحرص على إدامته ما أمكنها ولا يمكن ذلك إلا بعد زمن طويل .
وقوله في رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم العربة بفتح العين المهملة وكسر الراء وبالباء الموحدة ومعناه المشتهية للعب المحبة له .
(التاسعة) قوله : الحريصة للهو ، كذا وقع في أصلنا من مسند nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد ومعناه أنها حريصة لأجل تحصيل ما تهواه نفسها من اللعب واللهو ولم تتصف بالحرص لأجل محبة المال كما يعهد من غيرها فإنها لم تكن بتلك الصفة ، وما كان حرصها إلا كحرص الصغار على تحصيل ما تهوى نفسها من النظر للعب ، وفي الصحيح حريصة على اللهو وهو أظهر توجيها وهو منصوب على الحال ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري تقدم ذكرها " الحديثة السن تسمع اللهو " أي إن حداثة سنها مع سماع اللهو يوجب ملازمتها له فما ظنك برؤية اللهو التي هي أبلغ من سماعه .
(العاشرة) قولها في أول الحديث (والله) فيه nindex.php?page=treesubj&link=24898الحلف لتوكيد الأمر وتقويته وقولها رأيت بضم التاء والحجرة أرادت بها منزلها وكلام بعضهم يقتضي أن أصلها حظيرة الإبل والحبشة بفتح الحاء والباء والشين ويقال فيهم : حبش بغير هاء ، وقال صاحب المحكم وقد قالوا : الحبشة وليس بصحيح في القياس ؛ لأنه لا واحد له على مثال فاعل فيكون مكسرا على فعلة .