الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 304 ] ذكر الخبر الدال على أن العالم عليه ترك التصلف بعلمه ، ولزوم الافتقار إلى الله جل وعلا في كل حاله .

                                                                                                                          102 - أخبرنا ابن قتيبة ، حدثنا حرملة بن يحيى ، حدثنا ابن وهب ، أخبرنا يونس ، عن ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس ، أنه تمارى هو والحر بن قيس بن حصن الفزاري في صاحب موسى ، فقال ابن عباس : هو الخضر ، فمر بهما أبي بن كعب ، فدعاه ابن عباس ، فقال : يا أبا الطفيل ، هلم إلينا ، فإني قد تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل موسى السبيل إلى لقيه ، فهل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه شيئا ؟ فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه [ ص: 305 ] وسلم ، يقول : بينما موسى في ملأ من بني إسرائيل إذ جاءه رجل ، فقال له : هل تعلم أحدا أعلم منك ؟ فقال موسى : لا . فأوحى الله إلى موسى : بل عبدنا الخضر . فسأل موسى السبيل إلى لقيه ، فجعل الله له الحوت آية ، وقيل له : إذا فقدت الحوت ، فارجع فإنك تلقاه . فسار موسى ما شاء الله أن يسير ، ثم قال لفتاه : آتنا غداءنا فقال لموسى حين سأله الغداء : أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره وقال موسى لفتاه : ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا فوجدا خضرا ، وكان من شأنهما ما قص الله في كتابه .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية