الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          ذكر خبر يحتج به من جهل صناعة الحديث وزعم أنه منسوخ نسخه نسخ الكلام في الصلاة

                                                                                                                          2249 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال : أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أيوب بن أبي تميمة عن محمد بن سيرين ، [ ص: 26 ] عن أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم سلم من اثنتين من صلاة العشي ، فقام إليه ذو اليدين ، فقال : أقصرت الصلاة أم نسيت ؟ فقال : كل ذلك لم يكن ، ثم أقبل على الناس ، فقال : أكما يقول ذو اليدين ؟ قالوا : نعم . فأتم ما بقي من الصلاة ، ثم سلم ، ثم سجد سجدتي السهو .

                                                                                                                          قال أبو حاتم : هذا خبر أوهم عالما من الناس أن هذه الصلاة كانت حيث كان الكلام مباحا في الصلاة ، ثم نسخ هذا الخبر بتحريم الكلام في الصلاة ، وليس كذلك ، لأن نسخ الكلام في الصلاة كان بمكة عند رجوع ابن مسعود من أرض الحبشة ، وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين ، وراوي هذا الخبر أبو هريرة ، وأبو هريرة أسلم سنة خيبر سنة سبع من الهجرة ، [ ص: 27 ] فذلك ما وصفت ، على أن قصة ذي اليدين كان بعد نسخ الكلام في الصلاة بعشر سنين سواء ، فكيف يكون الخبر المتأخر منسوخا بالخبر المتقدم .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية