الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          ذكر الخبر الدال على من امتحن بمحنة في الدنيا فيلقاها بالصبر والشكر يرجى له زوالها عنه في الدنيا مع ما يدخر له من الثواب في العقبى

                                                                                                                          2898 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا ابن وهب أخبرنا نافع بن يزيد عن عقيل عن ابن شهاب عن أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ ص: 158 ] إن أيوب نبي الله صلى الله عليه وسلم لبث في بلائه ثمان عشرة سنة ، فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين من إخوانه كانا من أخص إخوانه ، كانا يغدوان إليه ويروحان ، فقال أحدهما لصاحبه : تعلم والله لقد أذنب أيوب ذنبا ما أذنبه أحد من العالمين ، قال له صاحبه : وما ذاك ؟ قال : منذ ثمان عشرة سنة لم يرحمه الله ، فيكشف ما به ، فلما راح إليه لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له .

                                                                                                                          فقال أيوب : لا أدري ما تقول غير أن الله يعلم أني كنت أمر على الرجلين يتنازعان فيذكران الله ، فأرجع إلى بيتي فأكفر عنهما كراهية أن يذكر الله إلا في حق ، قال : وكان يخرج إلى حاجته ، فإذا قضى حاجته أمسكت امرأته بيده ، فلما كان ذات يوم أبطأ عليها ، فأوحى الله إلى أيوب في مكانه اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب فاستبطأته فبلغته ، فأقبل عليها قد أذهب الله ما به من البلاء ، فهو أحسن ما كان ، فلما رأته قالت : أي بارك الله فيك ، هل رأيت نبي الله هذا المبتلى ، والله على ذلك ما رأيت أحدا كان أشبه به منك إذ كان صحيحا ، قال : فإني أنا هو . وكان له أندران : [ ص: 159 ] أندر القمح ، وأندر الشعير ، فبعث الله سحابتين ، فلما كانت إحداهما على أندر القمح ، أفرغت فيه الذهب حتى فاضت ، وأفرغت الأخرى على أندر الشعير الورق حتى فاضت
                                                                                                                          .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية