الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 51 ] ذكر وصف عقوبة

                                                                                                                          الكنازين في نار جهنم نعوذ بالله منها

                                                                                                                          3259 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا مؤمل بن هشام قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن الجريري عن أبي العلاء عن الأحنف بن قيس ، قال : قدمت المدينة فبينا أنا في حلقة وفيها ملأ من قريش إذ جاء رجل ، أخشن الثياب ، أخشن الجسد ، أخشن الوجه ، فقام عليهم ، فقال : بشر الكنازين برضف يحمى عليهم في نار جهنم ، فيوضع على حلمة ثدي أحدهم حتى يخرج من نغض كتفه ، ويوضع على نغض كتفه حتى يخرج من حلمة ثديه ، فوضعوا رؤوسهم ، فما رأيت أحدا منهم رجع إليه شيئا ، قال : وأدبر ، فاتبعته حتى جلس إلى سارية ، فقلت : ما رأيت هؤلاء إلا كرهوا ما قلت لهم ، قال : إن هؤلاء لا يعقلون ، إن خليلي أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - دعاني ، فقال : يا أبا ذر : فأجبته ، قال : أترى أحدا ، قال : فنظرت ما علي من الشمس وأنا أظنه يبعثني لحاجة له ، فقال : ما يسرني أن لي مثله ذهبا أنفقه كله غير ثلاثة دنانير ، ثم هؤلاء يجمعون الدنيا لا يعقلون شيئا " قال : قلت : ما لك ولإخوانك قريش ؟ قال : لا وربك لا أسألهم دنيا ولا أستفتيهم في ديني حتى ألحق بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية