الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 250 ] 1055 - أخبرنا عبد الباقي بن عبد الجبار الهروي ببغداد ، أن عمر البسطامي أخبرهم ، أنا أحمد بن محمد ، أنا علي بن أحمد ، أنا الهيثم بن كليب ، نا العباس بن محمد بن حاتم الدوردي ، نا أحمد بن المفضل ، نا أسباط بن نصر الهمداني ، قال : زعم السدي ، عن مصعب بن سعد ، عن أبيه قال : لما كان يوم فتح مكة أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلا أربعة نفر وامرأتين ، وقال : اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة : عكرمة بن أبي جهل ، وعبد الله بن خطل ، ومقيس بن صبابة ، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح .

فأما عبد الله بن خطل فأدرك وهو متعلق بأستار الكعبة قد سبق إليه سعيد بن حريث وعمار بن ياسر فسبق سعيد عمارا ، وكان أشب الرجلين فقتله .

وأما مقيس بن صبابة فأدركه الناس في السوق فقتلوه .

وأما عكرمة بن أبي جهل فركب البحر فأصابتهم عاصف ، فقال أصحاب السفينة لأهل السفينة : أخلصوا ، فإن آلهتكم لا تغني عنكم [ ص: 251 ] شيئا هاهنا ، قال عكرمة : والله لئن لم ينجني في البحر إلا الإخلاص لا ينجيني في البر غيره ، اللهم إن لك عهدا إن أنت عافيتني مما أنا فيه أن آتي محمدا حتى أضع يدي في يده فلأجدنه عفوا كريما ، قال : فجاء فأسلم .

قال : وأما عبد الله بن أبي سرح فاختبأ عند عثمان بن عفان ، فلما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس للبيعة جاء به حتى وقفه على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، بايع عبد الله ، فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثا ، كل ذلك يأبى ، فبايعه بعد ذلك ، ثم أقبل على أصحابه ، فقال : أما كان فيكم رشيد يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله ؟ قالوا : ما يدرينا يا رسول الله ما في نفسك ، ألا أومأت إلينا بعينك ؟ قال : إنه لا ينبغي لنبي أن يكون له خائنة أعين
.

سئل عنه الدارقطني فقال : يرويه أحمد بن المفضل ، عن أسباط ، عن السدي ، عن مصعب بن سعد ، عن سعد .

ورواه محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، عن أبيه ، عن أحمد بن المفضل ، عن أسباط ، عن سماك ، ووهم في قوله : عن سماك ، وإنما هو عن السدي .

التالي السابق


الخدمات العلمية