الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
آخر

1463 - أخبرنا أبو محمد عبد الرحيم بن المبارك بن أبي السعادات بن طراد - بقراءتي عليه ببغداد - قلت له : أخبركم الحافظ أبو الفضل محمد بن ناصر بن علي السلامي - قراءة عليه وأنت [ ص: 267 ] تسمع - أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري ، قال : أخبركم أبو علي الحسين بن ميمون بن محمد بن عبد الغفار الصدفي - بقراءتك عليه - قلت له : أخبركم أبو الحسن محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيويه النيسابوري ، نا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن بحر النسائي ، قال : أنا محمد بن عبد الحكم ، عن شعيب قال : أنا الليث ، قال : أنا خالد الحذاء ، عن ابن أبي هلال ، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة ، عن عبد الله بن خباب ، عن أبي سعيد الخدري ، عن أسيد بن حضير - وكان من أحسن الناس صوتا بالقرآن - قال : قرأت الليلة سورة البقرة وفرس له مربوط ويحيى ابني مضطجع قريب مني وهو غلام ، فجالت جولة فقلت : ليس لي هم إلا ابني ، فسكنت ، ثم قرأت فجالت الفرس ، فقمت ليس لي هم إلا ابني ، ثم قرأت فجالت الفرس ، فرفعت رأسي فإذا شيء كهيئة الظلة في مثل المصابيح مقبل من السماء ، فهالتني فسكنت ، فلما أصبحت غدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته ، فقال : اقرأ يا أبا يحيى ، قلت : قد قرأت يا رسول الله فجالت الفرس ، فقمت وليس لي هم إلا ابني ، قال : قال : اقرأ يا أبا يحيى ، قلت : قد قرأت يا رسول الله ، فجالت الفرس ، وليس لي هم إلا ابني ، فقال : اقرأ يا ابن حضير ، قال : قد قرأت ، فرفعت رأسي فإذا كهيئة الظلة فيها مصابيح فهالتني ، فقال : ذلك الملائكة دنوا لصوتك ولو قرأت حتى تصبح لأصبح الناس ينظرون إليهم .

[ ص: 268 ] كذا أخرجه النسائي في فضائل القرآن .

ورواه البخاري تعليقا من مسند أسيد ، فقال : وقال الليث : حدثني ابن الهاد ، عن محمد بن إبراهيم ، عن أسيد ، وقال في آخره : قال ابن الهاد : وحدثني هذا الحديث عبد الله بن خباب ، عن أبي سعيد ، عن أسيد .

قلت : ومحمد بن إبراهيم إنما سمعه من محمود بن لبيد .

ورواه مسلم في صحيحه ، عن حسن الحلواني وحجاج بن الشاعر ، عن يعقوب بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن يزيد بن الهاد ، أن عبد الله بن خباب حدثه أن أبا سعيد حدثه : أن أسيد بن حضير بينما هو ليلة يقرأ في مربده .

فجعله من مسند أبي سعيد .

قلت - والله أعلم - : إنه بمسند أسيد أشبه ، وذلك أن في الحديث قال : فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله بينما أنا البارحة ... فذكره .

[ ص: 269 ] وقد رواه النسائي أيضا ، عن أحمد بن سعيد ، عن يعقوب بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن يزيد بن الهاد ، عن عبد الله بن خباب ، عن أبي سعيد ، أن أسيدا .

ورواه ابن حبان البستي ، عن عمران بن موسى ، عن هدبة بن خالد ، عن حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أسيد بن حضير .

قلت : ولا أدري : ابن أبي ليلى يصح له سماع من أسيد ؟ لأن عبد الرحمن ولد في خلافة عمر ، وأسيد توفي في حياة عمر رضي الله عنهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية