الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 160 ] سالم بن عجلان الجزري الأفطس عن سعيد بن جبير

159 - أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد الصيدلاني ، أن فاطمة الجوزدانية أخبرتهم ، أبنا محمد بن عبد الله ، أبنا سليمان بن أحمد الطبراني ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبو عبيدة بن فضيل بن عياض ( ح ) .

160 - قال الطبراني : وحدثنا الحسين بن إسحاق التستري ، ثنا [ ص: 161 ] إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي قالا : ثنا بشر بن السري ، ثنا رباح بن أبي معروف المكي ، عن سالم بن عجلان الأفطس ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، أن عبد الله بن عبد الله بن أبي قال له أبوه : أي بني ، اطلب لي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبا من ثيابه تكفني فيه ، ومره يصلي علي ، فقال عبد الله : قد عرفت شرف عبد الله ، وأنه أمرني أن أطلب إليك ثوبا نكفنه فيه ، وأن تصلي عليه ، فأعطاه ثوبا من ثيابه ، وأراد أن يصلي عليه ، فقال عمر : يا رسول الله ، قد عرفت عبد الله ونفاقه ، أتصلي عليه ، وقد نهاك الله أن تصلي عليه ! قال : وأين ؟ قال : إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإني سأزيده فأنزل الله عز وجل : ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره ، وأنزل الله : سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم .

قال : ودخل رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطال الجلوس ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا ؛ لكي يتبعه ، فلم يفعل ، فدخل عمر رضي الله عنه فرأى الرجل فعرف الكراهية في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقعده ، فقال : لعلك آذيت النبي صلى الله عليه وسلم ، يعني ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لقد قمت ثلاثا ليتبعني [ ص: 162 ] فلم يفعل ، فقال : يا رسول الله ، لو اتخذت حاجبا فإن نساءك ليست كسائر النساء وهو أطهر لقلوبهن ، فأنزل الله عز وجل : يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى آخر الآية ، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمر فأخبره بذلك .

قال : واستشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعمر في الأسارى ، فقال أبو بكر : يا رسول الله ، استحي قومك ، وخذ منهم الفداء فاستعن به ، وقال عمر بن الخطاب : اقتلهم ، فقال : لو اجتمعتما ما عصيناكما ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول أبي بكر ، فأنزل الله عز وجل : ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة .

قال : ثم نزلت : ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين إلى آخر الآيات ، فقال عمر : تبارك الله أحسن الخالقين ، فأنزلت : فتبارك الله أحسن الخالقين .


رباح بن أبي معروف المكي : ضعفه يحيى بن معين .

وقال الدارقطني : ليس به بأس .

[ ص: 163 ] وقال أبو حاتم الرازي : صالح الحديث .

وقال أبو زرعة : صالح .

وقال ابن عدي : لم أر برواياته بأسا .

وسالم بن عجلان الأفطس : وثقه أحمد بن حنبل ، وروى له البخاري ، وتكلم فيه ابن حبان البستي ، والإمام أحمد والبخاري أعلم من ابن حبان ، والله أعلم .

في البخاري ومسلم من حديث عمرو بن دينار ، عن جابر بن عبد الله قال : أتى النبي صلى الله عليه وسلم قبر عبد الله بن أبي بعدما دفن ، فأخرجه فنفث فيه من ريقه ، وألبسه قميصه .

وفي البخاري من حديث عمر بن الخطاب لما مات عبد الله بن أبي دعي النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه ، فلما قام وثبت إليه ، فقلت : تصلي على ابن أبي ....الحديث ، ثم نزلت : ولا تصل على أحد منهم مات أبدا .

[ ص: 164 ] وأما قصة أسارى بدر فرواها مسلم من رواية أبي زميل سماك الحنفي ، عن ابن عباس في عقب حديث أبي زميل ، عن ابن عباس ، عن عمر في قصة بدر .

التالي السابق


الخدمات العلمية