الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
14 - وأخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد - بأصبهان - وفاطمة بنت سعد [ ص: 25 ] الخير - بالقاهرة - أن فاطمة بنت عبد الله أخبرتهم ، أبنا محمد بن ريذة ، أبنا سليمان بن أحمد الطبراني ، ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ، ثنا محمد بن يوسف الفريابي ، ثنا عبد الحميد بن بهرام ، ثنا شهر بن حوشب ، عن عبد الله بن عباس قال : حضرت عصابة من اليهود نبي الله - صلى الله عليه وسلم - يوما ، فقالوا : يا أبا القاسم ، حدثنا عن خلال نسألك عنهن لا يعلمهن إلا نبي ؟ قال : سلوني عم شئتم ، ولكن اجعلوا لي ذمة الله وما أخذ يعقوب على بنيه لئن أنا حدثتكم شيئا فعرفتموه لتتابعني " ، قالوا : فذلك لك ، قالوا : أربع خلال نسألك عنها ، أخبرنا أي الطعام حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة ؟ .

وأخبرنا كيف ماء المرأة من ماء الرجل ، وكيف يكون الأنثى منه والذكر ؟ وأخبرنا كيف هذا النبي الأمي في النوم ؟ ومن وليه من الملائكة ؟ قال : " فعليكم عهد الله لئن أنا أخبرتكم لتتابعني " ، فأعطوه ما شاء من عهد وميثاق ، قال : " فأنشدكم بالذي أنزل التوراة على موسى ، هل تعلمون أن إسرائيل مرض مرضا شديدا فطال سقمه فنذر نذرا لئن عافاه الله من سقمه ليحرمن أحب الشراب إليه وأحب الطعام إليه ، فكان أحب الطعام إليه لحمان الإبل ، وأحب الشراب إليه ألبانها " ، قالوا : اللهم نعم ، قال : " اللهم اشهد عليهم " ، قال : " فأنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو هل تعلمون أن ماء الرجل غليظ ، وأن ماء المرأة أصفر رقيق ، فأيهما علا كان الولد والشبه بإذن الله ، إن علا ماء الرجل كان ذكرا بإذن الله ، وإن علا ماء المرأة كان أنثى بإذن الله " ، قالوا : اللهم نعم ، قال : " اللهم اشهد [ ص: 26 ] عليهم " ، قال : " فأنشدكم بالذي أنزل التوراة على موسى ، هل تعلمون أن النبي الأمي هذا تنام عيناه ولا ينام قلبه " ، قالوا : اللهم نعم ، قال : " اللهم اشهد عليهم " ، قالوا : أنت الآن فحدثنا من وليك من الملائكة ؟ فعندها نجامعك أو نفارقك ، قال : " فإن وليي جبريل - عليه السلام - ولم يبعث الله عز وجل نبيا قط إلا وهو وليه " ، قالوا : فعندها نفارقك ، لو كان وليك سواه من الملائكة لاتبعناك وصدقناك ، قال : " فما يمنعكم أن تصدقوه ؟ " قالوا : هو عدونا ، فعند ذلك قال الله عز وجل : من كان عدوا لجبريل فإنه نـزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين من كان عدوا لله ، إلى : وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون ، فعند ذلك : فباءوا بغضب على غضب
.

التالي السابق


الخدمات العلمية