الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        فصل [في الجهر بالقراءة في النفل ليلا]

                                                                                                                                                                                        يجهر بالقراءة في النفل بالليل، واختلف في النهار، فقال مالك في المبسوط: يخافت بالقراءة.

                                                                                                                                                                                        وقال أبو محمد عبد الوهاب في المعونة: اختلف في ذلك، فقيل: ذلك جائز. وقيل: مكروه . والجواز أحسن; لأنه أبلغ في تفهم القارئ له، ولم يرد بمنع ذلك حديث.

                                                                                                                                                                                        وقال مالك: يستحب لمن صلى في منزله أن يرفع صوته بالقراءة .

                                                                                                                                                                                        وإذا كان نهارا فتنفل بحضرة غيره لم يجهر بالقراءة. ولو كان في ناحية المسجد بحيث لا يسمعه أحد لم يكن بأس أن يرفع صوته.

                                                                                                                                                                                        وقال مالك في المدونة: لا بأس أن يصلي القوم جماعة في ليل أو نهار، وكذلك الرجل يجمع بأهله . [ ص: 382 ]

                                                                                                                                                                                        قال الشيخ - رضي الله عنه -: التنفل في البيت فذا أو مع الأهل أفضل; لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " أفضل الصلاة صلاتكم في بيوتكم إلا المكتوبة" . فجعل كتمان التطوع أفضل من صلاته له في مسجده، وإن كانت الصلاة فيه بألف صلاة، وقياسا على الصدقات في قول الله سبحانه: إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم . . . الآية [البقرة: 271].

                                                                                                                                                                                        وقال مالك: النافلة في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - للغرباء أحب إلي من صلاتهم في بيوتهم .

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية